منتدى استراحات زايد - حق والوفاء:"النظام يريد تغييب 14 أغسطس من ذاكرة الوطن والشعب"

أعلن أمين عام حركة حق الأستاذ حسن مشيمع في المؤتمر الصحافي عشية قيام وزارة الداخلية بمنع مهرجان اليوم الوطني الذي كان مزمع عقده في مأتم العطار بسترة "أن التحالف الثنائي بين (حق) وتيار الوفاء الإسلامي (الوفاء) مصر على إقامة مهرجان اليوم الوطني الحقيق وعيد الاستقلال، وذلك في ليلة الثلاثاء المقبل بمجلس أستاذ عبدالوهاب حسين بالنويدرات، وسيتضمن المهرجان البرنامج نفسه الذي كان معداً سلفاً.

وقال مشيمع النظام يريد لهذا التاريخ (14 أغسطس) وهو عيد الاستقلال من نير الاستعمار البريطاني أن يغيب من ذاكرة الوطن والشعب كيوم وطني حقيقي" مشيراً إلى أن المعروف في كل دول العالم أن يوم استقلال البلدان هو يوم يوم عيدها الوطني والتي تحتفي بهذا اليوم جميع الشعوب.

وشدد مشيمع ليس من المقبول محاولة النظام محو هذا اليوم من ذاكرة الوطن والشعب" لافتاً إلى أن "الصحافة وبعض الأقلام المأجورة ذهبت يميناً وشمالاً، ووجهوا أقلامهم لهذا التحالف واتهمته بأنه يسعى إلى استبدال يوم 16 ديسمبر الذي يحتفل به النظام كعيد وطني – وهو في الأصل عيد لجلوس الحاكم – بيوم 14 أغسطس" مؤكداً "أبداً ليس هذا هدفنا، وإنما هدفنا أن نسرخ هذا اليوم (14 أغسطس) في ذاكرة المواطن والشعب بأ، بهذا اليوم استقلت البحرين عن المستعمر البريطاني بفضل صمود ونضال وتضحيات أبناء شعبنا الأبي".

وتابع مشيمع "يوم الاستقلال ليس خاصاً بشيعة أو بسنة أبداً، وإنما هو يوم للوطن كل الوطن، وعلى المواطن جميعاً أن يحيوا هذا اليوم باعتباره يوماً وطنياً وعيداً للاستقلال".

ولفت مشيمع إلى أن "التحالف الثنائي بين (حق) و (الوفاء) قام بالتشاور والتنسيق والتواصل مع الجمعيات الست (وعد، الوفاق، التجمع، المنبر، الإخاء، أمل) عبر الممثل عن الجمعيات إبراهيم شريف، حيث أبدت جمعيات في البداية موافقتها للإنضمام والمشاركة في إحياء هذا الفعالية وهذا المهرجان الوطني، وكان من المزمع أن تكون هذه الفعالية في مقر جمعية الوعد، إلا أنه فوجئنا بعد أن تم الترتيب لهذا الفعالية بأن اعتذرت الجمعيات عن المشاركة في هذه الفعالية، واعتذرت (وعد) أيضاً عن استضافتها في مقرها، الأمر الذي دعا التحالف الثنائي إلا أن يقرر أقامة الفعالية في مأتم العطار بسترة.

وأضاف "لكن السلطة أبت إلا أن ترتكب حماقة بتهديد القائمين على المأتم بإلغاء هذه الفعالية الوطنية وإلا سيتم الضرب بيد من حديد، وقد أجبرت إداريي المأتم على توقيع تعهد بعدم استضافة هذه الفعالية في المأتم" مؤكداً "ونحن لن نتراجع عن إقامة هذه الفعالية التي نحتفل فيها باستقلال أرضنا وبلدنا من المستعمر، وهذا من حقنا كمواطنين".

وأردف "وقد نوصل هذا المسألة والقضية – بعد أن حاولت السلطة منع المهرجان بالقوة الأمنية – إلى المنظمات الحقوقية الدولية، وتقديم شكاوى بهذا الشأن، وسوف نمارس جميع الوسائل السلمية التي من خلالها نستطيع أم نمارس حقنا في الاحتفال بهذه الفعالية الوطنية سنوياً".

وأكد مشيمع أن إصرار الحكم على تغييب هذا اليوم من ذاكرة الشعب والوطن ( 14 أغسطس) هو لسببين: الأول: هو أن في فترة الاستعمار البريطاني كان هناك نضال وصمود وتضحيات مشتركة من الشيعي والسني ضد الاستعمار سواء في المحرق أو سترة أو غيرها من المناطق، والكل كان يجمع على خروج الاستعمار من البلد، حيث أن تلك الفترة تجسد حالة وحدة للوطن، وبالتالي فإن النظام لا يريد أن تكون هناك وحدة وطنية على غرار تلك الحقبة، ويخشى أن تتكرر في هذا الزمن اتجاه سياساته الخاطئة لإدارة البلد، ولذلك يعمل على طمس هذا اليوم من ذاكرة الوطن والشعب، ويشوه التاريخ ليوهم المواطن أن العيد الوطني هو يوم عيد الجلوس في 16 ديسمبر".

وأضاف "أما السبب الآخر لهذا التغييب من قبل السلطة لهذا اليوم الوطني، هو أن النظام يعتقد أن خروج الاحتلال البريطاني من البحرين هي تمثل حالة لاستعادة أيام النضال المشترك ضد الاستعمار من جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم، فلا يريد النظام أن يتذكر الشعب هذا النضال ويستعيد شعلته حتى لا يؤدي ذلك إلى فشل مخططاته في مختلف الملفات المتأزمة في البلد والذي يريد لها أن لا تفتح أو تحل".

من جهته، قال القيادي في تيار الوفاء الإسلامي الشيخ سعيد النوري "أن ليوم الاستقلال عن الاحتلال جانبان: الأولى لها دلالات سياسية، والأخرى سعي السلطة لتغييب هذا اليوم عن الوطن أن يستذكره والشعب أن يستعيده ويحتفل به".

وأوضح "هذا اليوم (14 أغسطس) يمثل يوم الانسحاب الرسمي للمحتل والمستعمر من البحرين، ويمثل تاريخ وذكرى للقرار التاريخي الذي كان قد تم التوافق عليه بين الشعب والعائلة الحاكمة عبر إيجاد دستور تعاقدي ينظم الحكم بين الحاكم والمحكوم، وليكون هذا الاستقلال فاتحة خير بين الطرفين".

وتابع "وكذلك بهذا اليوم تقررت الهوية العربية للبلد بأجواء الاستقلال، وكذلك الهوية السياسية تقررت بين العائلة الحاكمة والشعب، وبالتالي فإن هذا اليوم يمثل عيد حقيقي للبحرين، خصوصاً للشعب الذي قدم التضحيات والنضالات في ذلك، حيث لم يأتي الانسحاب البريطاني صدفة، وجاء القرار باعتراف العائلة الحاكمة بالشراكة السياسية مع الشعب، وجاء بعد تراكم طويل من العطاء والتضحية الشعبية، وبالتالي أصبح هذا اليوم ذكرى وطنية عزيزة ومفصلية في تاريخ هذا البلد، فلماذا تريد السلطة تغييب هذا اليوم من صفحات هذا الوطن الكبير بتضحيات أبنائه".

وأردف النوري "السلطة بهذا التغييب تريد أن تختزل تاريخ الوطن كله في العائلة الحاكمة، وتريد أن تغيب التاريخ الديني والسياسي الناصع للبحرين وشعبها، وتوهم المواطن بأن تريد العائلة الحاكمة هو تاريخ الوطن، لا أن يوم الاستقلال هو يوم الشعب والعيد الوطني الحقيقي، ونحن نقول للسلطة ولمن ورائها أن تاريخ العائلة الحاكمة هو جزء من تاريخ هذا الشعب وهذا الوطن الممتد في عمق التاريخ، لا أن يمحى تاريخ هذا الشعب من أجل بزوغ تاريخ العائلة الحاكمة، فإذا تم تشويه التاريخ فإن الحاضر والمستقبل سوف يشوه لهذا الشعب والوطن، وإذا ألغي تاريخ شعب البحرين يغلى بالتالي حق الشعب في إدارة بلده".

وأضاف "وما قمع الفعالية والمهرجان من قبل السلطة إلا محاولة وسعي من أجل ترسيخ حالة التغييب لهذا اليوم من ذاكرة الشعب ومصادرة تاريخه في الحركة السياسية، واختزال السلطة في أيدي قبيلة معينة".

وتساءل النوري "إذا لم تكن السلطة مستعدة أن تتحمل كلمة أو مهرجان تتحدث عن تاريخ البحرين، فهل يمكن أن نتوقع تحمل السلطة غدا لفتح ملفات التعديلات الدستورية أو التمييز الممنهج أو التجنيس السياسي؟ هذه السلطة تقدم دليلاً واضحاً على زيف الديمقراطية وخوائها، وهذه الديمقراطية معلبة على مقاسات السلطة والعائلة الحاكمة، والتجربة أثبتت أن محاولات منع الفعاليات محاولات فاشلة وعقيمة، تزيد التأزيم في البلد، ولن تستطيع أن تعطل تيار الممانعة المتمثل في (حق) و (الوفاء) من الالتقاء بالجماهير وعقد\ الفعاليات بالوسائل المختلفة، لأن صاحب الحق لا يمكن أن يتراجع عم المطالبة بحقوقه المسلوبة، ونحن نؤكد على مواصلتنا في هذا الدرب بالوسائل السلمية".