أول وثاني أكسيد الفساد
 

بالكاد نستطيع أن نتنفس فلولا رحمة الله بنا لكنا في عداد الموتى، وما نلاقيه على هذه الأرض الطيبة من خبث الأكاسيد المنتشرة المتمثلة في الفساد بكل انواعه، وعجبي أننا لا زلنا نعيش على الرغم من نتن هذه الأكاسيد الفاسدة.

"لا مسؤولية أخلاقية على الوزارة من جراء استملاك 90% من سواحل البحرين ودفانها"،" القيادة يهمها مصلحة الشعب الوفي"، "السفير الإمريكي:تأثيرات كبرى لمبادرة ولي العهد على السلام ويؤكد ان السلام لن يتحقق إلا بمعالجة المخاوف"، "سموه يؤكد اهتمام الحكومة بمشاكل الصيادين"، "السفير الفلسطيني: مبادرة ولي العهد ستحقق اختراقا"، "بعد 5 ايام... السفارة البحرينية في القاهرة تخاطب السلطات المصرية للسماح للموسيقيين المستقلين لدخول غزة لإحياء مناسبات موسيقية"، "اسكان القرى الإربع تتوزع على غير اهلها... والشيخ يقول: انها بادرة جيدة".

لا يكفي أن تلوث يدك من الكربون حين تتصفح هذه الجرائد من دون تلويث عينك وقلبك ورئتك من مثل تلك الأخبار النتنة التي تفوح من رائحتها الكذب والدجل والإفتراء، فقد ساهمنا نحن "الرعايا" في صنعه فتقديس هؤلاء" الذين ذواتهم لاتمس" و التبرك من اقدامهم و تهويل الخوف في انفسنا تجاههم على الرغم من أننا نقول خمس مرات في اليوم في صلواتنا أن لا إله إلا من خلقنا وسواه هو عبد مثلنا يصيب و يخطئ و انتقاده وتوجيه اللوم له لا ينقص من اعمارنا فالأعمار بيده وحده، ورزقنا بيده لا بيد من هو محتاج لغيره مثلنا، للأسف فإننا قد استبدلنا خوف الله بخوف السلطان الذي يملأ قلوبنا، فوكلنا الله الى شرار خلقه فيهينوننا، ولا نجد في أنفسنا حرج من مدحهم لمصالح دنيوية زائلة على الرغم من تحالفهم من الصهاينة ومعرفتنا بفسادهم، و قد تفرغنا الى التركيز على خلافاتنا البينية وقد نسينا ماقام ويقوم به من هم "ذواتهم لا تمس" اللهم إلا أن تمدحهم وتشكرهم على مايقومون به في سبيل إذلالنا والتفنن في تعذيبنا.

حين نلعن الفساد والمفسدين في الخفاء ربما تناسينا ما أفسدناه نحن بأيدينا بعدم التمسك بديننا و بخوفنا منهم و ركوننا الى الذين ظلموا و تركيزنا على خلافاتنا الصغيرة في قبال مانعانية فعلا وبشكل يومي على ايدي شرار الناس والاعراب الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم و"الدين لعق على السنتهم" .

ولذلك صار لدينا فسادان وإفسادان هما من الحكومة ومن انفسنا.... هي أول ونحن المحل الثاني.

إن بيدنا أن ننقي أجوائنا بما أفسدته أيدينا لأنه بأيدينا و نستطيع منع الفساد الثاني "الذي ذاته لاتمس" لأننا ما إن نمنع فساد ديننا ورؤيتنا و عقولنا و شجاعتنا, يكون قد رحل إن أردنا ذلك، ولكن هل نبادر الى ذلك أم نعبد الصمت الذي يقتلنا بهدوء؟!

تحياتي

أحمد علي متروك

27-07-2009