منتدى استراحات زايد - بيع اسطوانات الغاز "يغزو" محال البقالات

http://vb.ma7room.com/uploaded/696_01247564122.jpg

يعتمد الكثير من سكان أبوظبي في الحصول على اسطوانات الغاز، على محلات البقالة ومنافذ البيع الصغيرة المجاورة لبيوتهم، وذلك اختصاراً للوقت والجهد على الرغم ان الدفاع المدني سبق أن منع هذه المحال من تداول وبيع اسطوانات الغاز لعدم قانونيتها لما تشكله من خطورة على السلامة العامة .

ورغم توافر هذه الاسطوانات عبر محطات تعبئة الوقود المختلفة والمتعددة في أبوظبي، وعبر سيارات توزيع اسطوانات الغاز، إلا ان الأغلبية لا تفضل شراء الاسطوانات منها نظراً لبعد المسافة أو صعوبة النقل أو المدة التي تستغرقها عملية الشراء بعكس محلات البقالة التي تكون مجاورة لكثير من السكان والتي تقوم بتوصيلها حتى باب منزل المشتري، مما يعطي ميزة أخرى لشرائها من البقالات .

ولوحظ ان معظم اسطوانات الغاز لا تكون ظاهرة للعيان في البقالات، ويتم إخفاؤها بعيدا عن اعين الرقابة، ومعظم البقالات وحتى الصغيرة منها تقوم ببيع هذه الاسطوانات بسعر 25 درهما للاسطوانة في حالة تبديلها بأخرى فارغة، فيما تباع للمشتري الذي لا يملك اسطوانة غاز فارغة بسعر 250 درهما للمرة الأولى ثم يقوم بشراء الغاز بعد ذلك بالسعر العادي 25 درهما للاسطوانة عند التبديل، بينما تبدل هذه البقالات اسطوانات الغاز الفارغة بأخرى ممتلئة من خلال عربات توزيع اسطوانات الغاز مقابل 20 درهما للاسطوانة الواحدة .

وتقوم محلات البقالة بإخفائها عن العيان ووضعها في أماكن غير مكشوفة مثل خزائن مغلقة أو تغطيتها بكراتين المياه وغيرها من الأساليب، وذلك حتى لا تتعرض هذه المحلات للمسائلة القانونية .

وهناك العديد من التساؤلات حول مدى خطورة وجود هذه الاسطوانات في البقالات والمشاكل التي قد تتسبب بها في حالة حدوث أي حادث، كما تساءل البعض حول طريقة تخزين هذه الاسطوانات ومدى مراعاة شروط التخزين الآمنة لها .

والغريب في الموضوع هو قيام سيارات نقل اسطوانات الغاز بتوفير الاسطوانات للبقالات بشكل يومي على الرغم من عدم السماح بتداولها بهذا الشكل . كما لوحظ رفض سائقي هذه السيارات التحدث حول الموضوع عندما توجهنا لهم بالسؤال .

“الخليج” التقت عدداً من المستهلكين الذين يستخدمون اسطوانات الغاز يومياً ويقومون بشرائها من البقالات للتعرف الى الأسباب التي تدفعهم لعدم الحصول على احتياجاتهم سواء من سيارات نقل الاسطوانات أو من محطات الوقود وتفضيلهم للبقالات ومنافذ البيع الصغيرة .

سهولة ويسر

يقول محمد أبوسعدة: “أظن أنني ضمن أغلبية اعتادت شراء اسطوانات الغاز من محلات البقالة ومنافذ البيع الصغيرة، وأنا أفضل شراء هذه الاسطوانات من هذه الأماكن لسهولة الحصول عليها من خلال هذه المنافذ، حيث أقوم بالاتصال بإحدى البقالات المجاورة عبر الهاتف والتي تقوم بتوصيل الاسطوانة على الفور حتى باب المنزل وأخذ الاسطوانة القديمة دون أن أتحمل أنا عبء تغييرها، أو الذهاب لأحد محطات الوقود لتبديلها ثم العودة مجدداً بها للمنزل، أو أنتظر سيارات نقل الاسطوانات التي تأخذ وقتاً طويلاً” .

وأضاف: “لكني أرى أنه يمكن أن تكون هناك خطورة كبيرة غير محسوسة وغير مرئية على المدى القصير في هذا الموضوع، فمنذ زمن طويل وهذه البقالات تقوم ببيع اسطوانات الغاز رغم خطورة الأمر، ويجب أن لا ننتظر حتى نسمع بحدوث حوادث أو مشاكل ناتجة عن هذا، وكما أننا نخشى من الحوادث التي يمكن أن تحدثها اسطوانات الغاز في منازلنا كذلك الأمر بالنسبة للمسؤولين في البقالات الذين هم بالتأكيد عليهم أن يخشوا منها أيضاً، ليس على سلامتهم الشخصية فحسب، ولكن على سلامة جميع سكان البناية التي توجد بها تلك البقالة، وبالتالي يجب عليهم أن يتعاملوا بحذر مع هذه الاسطوانات وخاصة في عملية تخزينها في أماكن آمنة، وإذا كان هذا غير مسموح فيجب توفير بديل يقدم خدمة بنفس الجودة لجمهور المستهلكين” .

ويوافق على هذا الرأي محمد عزام حيث قال: “بالتأكيد أفضل أنا والكثير من الناس شراء اسطوانات الغاز من محلات البقالة نظراً لسهولة وسرعة الحصول عليها من خلالها، فقد اتفقت مع إحدى البقالات القريبة من منزلي على أن تقوم بتوصيل اسطوانة غاز بشكل دوري الى منزلي، وهذا الأمر يوفر الكثير من الوقت والجهد، حيث أصبح أمر تغيير اسطوانة الغاز عند نفادها في أي وقت أمراً روتينياً لا يشغلني، كما أنه بالتأكيد أسهل بكثير من الذهاب الى محطة الوقود

التخزين الآمن

ويقول محمد فؤاد: “أظن أنه من غير المنطقي ألا أقوم بشراء اسطوانة الغاز من البقالات التي تقوم بتوصيلها الى باب المنزل بمجرد الاتصال بها، كما أنها تقوم بتوصيلها بسرعة وأستطيع الاعتماد على هذه البقالات في توفير الاسطوانات في أي وقت وخلال وقت وجيز، وفي الحقيقة تعتبر عملية الحصول على اسطوانات الغاز من خلال محطات الوقود عملية مرهقة نوعا ما، حيث تجعل الشخص مضطراً لأخذ الاسطوانة الفارغة والتوجه الى محطة الوقود وتبديلها مما يستغرق وقتا وجهداً” . وأضاف: “من المؤكد أن محلات البقالة تتعامل بحرص بالغ قدر إمكاناتها مع هذه الاسطوانات خوفاً على سلامتها أولاً، حيث إن اي مشكلة ستؤثر في هذه البقالات والعاملين فيها قبل أي شخص آخر، لكن هذا لا يعني أن هذا يكفي لضمان السلامة العامة وتجنب وقوع أي مخاطر، ورغم أنني من النادر أن أسمع عن حوادث وقعت بسبب وجود هذه الاسطوانات في محال البقالة، إلا انه من المتوقع في أي وقت أن يحدث ما لا تحمد عقباه . ومن هنا فإن قيام هذه البقالات ببيع اسطوانات الغاز يشكل من وجهة نظري خطورة كبيرة تقتضي الحرص البالغ منها وتدخل الجهات المسؤولة إما بتنظيم الوضع وتقنينه أو إلغائه نهائياً مع توفير بدائل، ولأن الأخطاء وارد حدوثها في أي وقت وبأي طريقة، فأنا أدعو بتشديد الرقابة على طريقة تخزين هذه الاسطوانات في أماكن آمنة والحرص في التعامل معها، مثل عدم التدخين بالقرب منها .

ومن جانب آخر تحدث عصام عبده عن الموضوع من منظور آخر وهو عدم معرفة المستهلكين في أبوظبي للأماكن الأخرى التي يمكن الحصول من خلالها على اسطوانات الغاز، حيث قال: “في الحقيقة هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن تبديل اسطوانات الغاز من خلال محطات الوقود، فأنا أقوم دائماً بشراء الغاز من محلات البقالة، ولم أفكر في البحث عن طرق أخرى للحصول عليها، حيث لا أجد أي صعوبة أو مشكلة في الحصول على هذه الاسطوانات من هذه المحال، وهي تقدم خدمة تعتبر مثالية لأي مستهلك” .

تجنب الاخطاء

وأضاف: “قد تكون هناك خطورة في قيام محال البقالة ببيع اسطوانات الغاز، والحوادث وارد وقوعها في أي مكان سواء بوجود اسطوانات غاز أو بدون، ولكن في نفس الوقت فهذه البقالات تبيع اسطوانات الغاز للجمهور منذ فترة طويلة ولم اسمع شخصياً بوقوع حوادث نتيجة هذا الموضوع، رغم أن هذا لا ينفي إمكانية وقوعها حتى من سيارات نقل الاسطوانات، وهذا الموضوع يحتاج لعملية تقنين من خلال إلزام البقالات بمعايير السلامة اللازمة في التعامل مع الاسطوانات لتجنب حدوث أي أخطاء” .

والتقينا بمسؤول بإحدى البقالات التي تبيع اسطوانات الغاز بمنطقة الخالدية بأبوظبي، وعندما سألناه حول الموضوع قال: “إن معظم محلات البقالة إن لم يكن كلها تقوم ببيع اسطوانات الغاز للجمهور، ونحن لا نتعمد هنا مخالفة القواعد وانما نلبي احتياجات جمهور المستهلكين فقط، كما أننا نتعامل مع هذه الاسطوانات بحذر وحرص كاملين خوفاً على سلامتنا أيضاً قبل أي شيء آخر، وبالتالي فإن وجود هذه الاسطوانات لدينا لا يشكل خطورة كبيرة” .

الخليـــــــــــج ....