منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   الإسلام والشريعة (http://vb.ma7room.com/f2.html)
-   -   من أشراط الساعة ظهور القلم (http://vb.ma7room.com/t14608.html)

داعمة دورية 02-27-2008 10:49 AM

من أشراط الساعة ظهور القلم
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحمد لله …
أما بعد: قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [(1-5) سورة العلق].
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله -عز وجل-: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} قال: يعني الخطُ والكتابة، أي علم الإنسان الخط والقلم، وروى سعيد عن قتادة قال: القلم نعمة من الله تعالى عظيمة، لولا ذلك لم يقم دين، ولم يصلح عيش، فدل على كمال كرمه سبحانه، بأنه علّم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة، لما فيه من المنافع العظيمة، التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم، ولا قُيدت الحِكم، ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالهم، ولا كتب الله المنـزّلة إلا بالكتابة، ولولا هي ما استقامت أمور الدين والدنيا.
أيها المسلمون: القلم وسيلة عظمى من وسائل الكتابة، بها يعبر الشخص عما في نفسه، وعن طريقها يُكتب العلم ويُنشر، ويقال للشخص صاحب الكتابات الرصينة النافعة، فلان صاحب قلم، ويقال لمن سخّر قلمه في التجريح والإيذاء: ألا فليكسر القلم. وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح أنه قال: ((من أشراط الساعة، ظهور القلم)).
إن القلم شأنه عجيب، ونبأه غريب، نحيف الجسم، عظيم الاسم، جميل الرسم. بالقلم تجهّز الجنود، وترفع البنود، وتوثق العقود، وتحل العهود. بحروف القلم تَقضِي المحاكم، وتُردّ المظالم، وتُقطع الجماجم، وتُعقد المواسم. القلم رسول القرون الأول، وخادم الدول، وحافظ الملل والنحل. لفظه أغلى من الياقوت، وبه خُطّ الوحي في الملكوت. به يقع العدل والحيف، والحق والزيف، وهو القاضي على السيف. مصيبة القلم أنه يذيع الأسرار، ولا يكتم الأخبار. إنه القلم: أفصح من اللسان، وأحفظ من الإنسان. يطير العلم من الرأس، فيقيده القلم في القرطاس. إذا حملته الأصابع، فانتظر القوارع، وارتقب الفواجع. عار من اللباس، دقيق الرأس، قوي البأس، عظيم الأثر في الناس.


متحذلقٌ يقظٌ فإن أرسلته *** أجرى لعاب رحيقه من صدره
بتّار أعناق الأنام بلفظه *** سلاّب أفئدة الملوك بسحره

إنه القلم: عجيب أمره، صمت الخطباء وما صمت، وسكت الشعراء وما سكت، ومات الملوك ولم يمت. يُشعل الحرب ولا يحضرها، ويُستودع الأسرار فينشرها. صُدّر به قتل الحسين، وخُطّ به خلع الأمين، وروى لنا أخبار الجملَ وصفين. خَطّ بالقلم أفلاطون، كتاب الجمهورية، وأقام به المعتصم، وقعة عمّورية، ونمّق به ابن تيمية، الواسطية والحموية والتدمرية.
أيها المسلمون: والأقلام عديدةٌ ومتنوعة، وأيضاً متفاوتة في الرتب، فأرعني سمعك -بارك الله فيك- لتتعرف على هذه الأقلام:
القلم الأول: وهذه أعلاها وأجلّها قدراً ألا وهو قلم القدر الذي كتب الله به مقادير الخلائق، كما في سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أولَ ما خلق الله القلم فقال له اكتب، قال: يارب، وما أكتب؟ قال: أكتب مقادير كل شيئ حتى تقوم الساعة)). فهذا القلم أول الأقلام وأفضلها وأجلها وقد قال غير واحد من السلف أنه القلم الذي أقسم الله به في قوله -جل شأنه- {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [(1) سورة القلم]. عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ: ((قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْعَمَلُ فِيمَا جَفَّ بِهِ الْقَلَمُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ أَمْ فِي أَمْرٍ مُسْتَقْبَلٍ، قَالَ: بَلْ فِيمَا جَفَّ بِهِ الْقَلَمُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)) [رواه ابن ماجة].
القلم الثاني: قلم الوحي، وهو الذي يُكتب به وحي الله إلى أنبيائه ورسله. وأصحاب هذا القلم هم الحكّام على العالم، والعالم خدم لهم، وإليهم الحل والعقد، والأقلام كلها خدم لأقلامهم، وقد رُفع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الاسراء إلى موضع سمع فيه صريف الأقلام، فهذه الأقلام هي التي تكتب ما يوحيه الله -تبارك وتعالى- من الأمور التي يُدبر بها العالم العلوي والسفلي.
القلم الثالث: قلم التكليف، وهو القلم الموضوع على العبد عند بلوغه، وهذا القلم بأيدي الكرام الكاتبين، وهم الملائكة، الذين يكتبون ما يفعله بنو آدم، وقد رفع هذا القلم عن ثلاث، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق.
القلم الرابع: قلم التوقيع عن الله ورسوله، وهو قلم الفقهاء والمفتين، وهذا القلم أيضاً حاكم غير محكوم عليه، فإليه التحاكم في الدماء والأموال والفروج والحقوق، وأصحابه مخبرون عن الله بحكمه الذي حكم به بين عباده وأصحابه حكام وملوك على أرباب الأقلام، وأقلام العالم خدم لهذا القلم. إن هذا القلم ينبغي له أن لا يحابي أحداً، ولا يداهن؛ لأنه قلم التوقيع عن رب العالمين، وعن سيد الأولين والآخرين، فهو القلم الذي عن طريقه يعرف الناس الحلال من الحرام، وما يجب عليهم وما لا يجب، ولو قيّد حرية هذا القلم وأحيط بضغوط، وقع الظلم والفوضى الذي لا أول له ولا آخر، وما عرف الناس مراد الله ومراد رسوله في هذه القضية أو تلك المسألة. فيا من حملكم الله مسئولية وأمانة هذا القلم وهو التوقيع عنه، اتقوا الله تعالى فإنه قلم لا يُأخذ إلاّ بحقه، وحقُه ألاّ يخشى صاحبه في الله لومة لائم، وإلاّ فليدع القلم. قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [(72) سورة الأحزاب].
القلم الخامس: قلم التوقيع عن الملوك ونوابهم، وأصحاب هذه الأقلام لهم مكانة؛ لأنهم المشاركون للملوك في تدبير الدول، فإن صلحت أقلامهم صلحت المملكة، وإن فسدت أقلامهم فسدت المملكة، وأقلامهم هي الواسطة بين الملوك ورعاياهم. أصحاب هذا القلم، هم وزراء السلطان ونوابه، عن أقلامهم تصدر قرارات الدول، وعن طريقهم تنفذ أو تلغى، ولا يقل أهمية ومسؤلية أصحاب هذا القلم عن سابقهم، فأولئك يوقعون عن الله في أمور الشرع، وهؤلاء يوقعون عن السلطان في سياسة الدنيا بحسب ما أمر به الشرع، فهو قلم عظيم، ولا يعطى إلا صاحب دين متين وفقه بأحكام الشرع ليس باليسير. {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [(55) سورة يوسف].
القلم السادس: قلم الحساب، وهو القلم الذي تضبط به أموال الميزانيات، مستخرجها ومصاريفها ومقاديرها، وما دخل ومن أين؟ وما خرج وإلى أين؟ وهذا القلم مبناه على الصدق والعدل والأمانة، فإذا كذب هذا القلم وظلم، وأخفى ودلّس، فسد أمر الناس، وضاعت الحقوق، ولذا لا يعطى هذا القلم إلا لضابط للحساب، ومستعدٌ ليوم الحساب.
القلم السابع: قلم الشهادة، وهو القلم الذي تحفظ به الحقوق، وتصان عن الاضاعة، وتحول بين الفاجر وإنكاره، هذا القلم، يُصدّق الصادق، ويُكذّب الكاذب، ويشهد للمحق بحقه، وعلى المبطل بباطله، وهو الأمين على الدماء والفروج والأموال والأنساب والحقوق، ومتى خان هذا القلم فسد العالم أعظم فساد، وباستقامته يستقيم أمر العالم، ومبناه على العلم وعدم الكتمان. عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: ((سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الْكَبَائِرِ قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ)) [رواه البخاري]. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ)) [رواه البخاري].
القلم الثامن: وهو قلم التعبير، وهو كاتب وحي المنام وتفسيره وتعبيره وما أُريد منه، وهو قلم شريف جليل، مترجم للوحي المنامي، كاشف له، وهو من الأقلام التي تصلح للدين والدنيا، وهو يعتمد على طهارة صاحبه ونزاهته وأمانته، وتحريه للصدق، والطرائق الحميدة، والمناهج السديدة، مع علم راسخ، وصفاء باطن، وحس مؤيد بالنور الإلهي، ومعرفةً بأحوال الخلق وهيآتهم وسيرهم، وهو من ألطف الأقلام، وأعمها جولاناً، وأوسعها تصرفاً، وأشدها تشبثاً بسائر الموجودات، فتصرُّف هذا القلم في المنام، هو محل ولايته، وكرسي مملكته وسلطانه.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ)) [رواه البخاري]. ولقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيراً ما يعبّر الرؤا لأصحابه فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْعِلْمَ)) [رواه البخاري]. وعَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى مَهْيَعَةَ وَهِيَ الْجُحْفَةُ)) [رواه البخاري]. وهناك باب كامل في صحيح البخاري عن الرؤا وتعبير النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، من أرادها رجع إليها.
القلم التاسع: قلم التاريخ، يكتب تاريخ العالم ووقائعها، ميلادها ووفاتها وهو القلم الذي تضبط به الحوادث، وينتقل من أمة إلى أمة، ومن قرنٍ إلى قرن، لايدع شيئاً من تاريخ الدول إلا سجلها، ولا حدثاً إلا حفظها، فلا يمكن أن ينافق، ولا أن يُخفي، وما فاته قلم مؤرخ، سطره قلم آخر، إنه القلم الذي يَحصِر ما مضى من العالم وحوادثه في الخيال، وينقشه في النفس حتى كأن القارئ للتاريخ يرى ذلك ويشهده، إن هذا القلم قلم العجائب؛ لأنه يعيد لك العالم في صورة الخيال فتراه بقلبك، وتشاهده ببصيرتك، والسعيد من وعظ بتاريخ غيره.

القلم العاشر: قلم اللغة، وهذا القلم يشرح معاني ألفاظ اللغة وتصريفها، وأسرار تراكيبها، وما يتبع ذلك من أحوالها ووجوهها، وأنواع دلالاتها، وهو قلم التعبير عن المعاني باختيار أحسن الألفاظ، وأعذبها وأسهلها وأوضحها، وهذا القلم واسع جداً بحسب سعة الألفاظ وكثرة مجاريها وتنوعها، وبحسب صاحب القلم مما أعطاه الله من ملكة واستحضار.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه …

القلم الحادي عشر: وكم نحن بحاجة إلى هذا القلم، إنه قلم الرد على المبطلين، ورفع سنة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين، من الفسقة والشهوانيين، وأصحاب التوجهات التحررية من الحداثيين والعلمانيين، مهمة هذا القلم كشف عوارهم على اختلاف أنواعهم وأجناسهم، وبيان تناقضهم وتهافتهم، على تعدد ألوانهم وأشكالهم، وخروجهم عن الحق ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام، نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم، إنه قلم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، إنه قلم المجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال، وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف، فهم في شأن، وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن آخر، ولكل وجهة هو موليها. إن عدد هذا القلم ما يزال في الأمة قليل، والقليل حبره ضعيف، ولا يزال الواقع يحتاج إلى أعداد من هذه الأقلام، فبعضه يكتب في توضيح دين الله بأسلوب سهل ميسر للعامة، وبعضه يكتب في الرد على المخالفين، والبعض يقوم بفضح مؤامرات المجرمين، ولا بد من تخصيص بعض الأقلام للكتابة في شئون المرأة، وأخرى يكون مناسباً للصغار والناشئة وغيره يخصص لمخاطبة غير المسلمين وغير العرب، بلغات العالم.
إننا بحاجة إلى أقلام صادقة، توجهها عقول ناضجة، تدرك حاجاتنا النفسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، أقلام تحمل همّ هذه الأمة، أقلام تعرف للكلمة حقها وقوتها وسطوتها، وتعرف لها مكانها وزمانها. كم تآذت مسامعنا من أقلام ارتكست في رديء التصورات، وسيء المعاني، مما أضعف في نفوس الكثير من الناس الأدب، وسار ركب الأقلام الآسنة يستقى من مداد الرذيلة، ويلون الصفحات بزائف الكَلِم، ويقدمون الإيمان والجمال والحب والخير والحق وغيرها من تلكم المعاني الكبار في ثوب زور لُطخ بآسن الأفكار وزبالة الأذهان.. فأي ضحك على الإنسان.
إن هذه الأقلام العرجاء مهما بدا من حُسن مظهرها واستمراريتها لن تُعدم أصحاب نظر ثاقب يكشفون مرضها وعللها المزمنة.
أما بعض الأقلام الصالحة المنكسرة فلا بد لها يوماً أن يستقيم عودها، وذلك حين تتحرر من وهم الخوف والتردد، لتصبح أذهاناً جديدة لصياغة حقائقنا الكبيرة. نسأل الله تعالى أن يعجل بفرج أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
القلم الثاني عشر: وهي الأقلام الموبوءة، التي تكتب بلغتنا، وتنطق بلساننا وتحارب ديننا، أقلام أصحاب القلوب المريضة، والضمائر المستأجرة، والأفكار العفنة، أقلام تعلمت في مدارس الشرق والغرب، شربت ماء فكره، وتغذت بعفن طعامه، وهي الآن تحاول أن تصوغ عقائد وسلوكيات وأخلاق الأرض المباركة على نحو ما عُلّمت ووُجهت، هذه الأقلام صُنعت بأيد ملتوية، ونوايا سيئة، وأفكار منحرفة، وهي تحاول أن تلبس لباس الدين، لكي تضفي على نفسها الصبغة الشرعية، ويقبلها أبناء المسلمين؛ لأنها تكتب في أرضه، وتستعمل حبره وورقه، ويخرج نتاجها في صحيفته ومجلته، والذي لا يمكنه أن يسطره بقلمه ما يريده مباشرة، فإنه يلتحق بالأقلام المهاجرة، ويخرج إفرازات سمه وخبثه في أحضان أسياده في الغرب، ثم يصدّر ذلك بشكل مقالات أو أطروحات، تدخل من أبواب خفية، وتنشر على مرأى ومسمع، وفي وضح النهار، تدعو لتحرير المرأة، وتنادي بقيادتها للسيارة، وتحثها على أن تعمل في كل مجال، وأن تزاحم الرجال، وتطرح هذه الأقلام أيضاً أطروحات غريبةً على مجتمعنا، تحاول أن تقنع الناس بأن ما كنتم عليه طيلة السنوات الماضية فإنه التخلف، وأن التحضر هو أن نقبل كل ما تلقي به رياح الغرب وأمواج الشرق، ويركز أصحاب هذه الأقلام أيضاً على قضية الجهاد، محاولين تمييعه، ويصفون كل جهاد يقام في الأرض ضد أعداء الله أنه إرهاب، وقد تجرأت هذه الأقلام أحياناً فصارت تكتب كتابات تمس العقيدة، وتسخر بشئ من الدين، ويشم منها رائحة الكفر والردة أحياناً. والبعض منهم امتطوا صهوة أقلامهم لحرب العلماء والدعاة، ونشر مقالات صريحة وجريئة في التطاول عليهم والانتقاص من قدرهم. وهم يعلمون أن جماهير القراء غالبيتهم من المسلمين، وأن ما يكتب هو بالدرجة الأولى موجه لهم، ومن هذا المنطلق فإن ذلك السيل الهادر من المقالات المدبّجة بعبارات الذم، وكيل التهم للدعاة والناصحين للأمة التي بدأت تطالعنا بها أقلام تصدر في مجتمعات إسلامية، كان محل تساؤل الكثيرين من أفراد الأمة، بل وغضبهم مما يقال وينشر. إن تلك الفئة من الكتبة يتحدثون بدعوى حرية الرأي عن قضايا ذات علاقة بصفوة الأمة وهم علماؤها وطلابهم، والدعاة إلى الله والناصحون للمسلمين، وتلك وأيم الله قضية ينبغي لمن أراد الكتابة عنها أن يستكمل شروطها، وأن يفكر ويقدر قبل الشروع في الحديث عنها.
إن هذه الأقلام إن لم يؤخذ على يدها وتوقف عند حدّها، فإن شرها عظيم لأنه سينشأ جيل جديد تربى على قراءة هذه الزبالات، فإذا صاحب ذلك ضعف علمي ديني كما هو الحال الآن عند أغلب ناشئة اليوم، فماذا تتوقع منه أن يقدمه لأمته، وقد أدرك أعداء الملة وخصوم الشريعة وعرفوا كيف يقوضون أركان القوة، من غير استخدام السلاح، ومن غير إثارة القلاقل، لكن عن طريق القلم، تسخر أقلام وتستأجر أخرى ويحدد لها الهدف ثم تدعم وتبدأ تنخر في جسد الأمة ويكون مفعولها أقوى من رمي القبانل، وضرب المدافع لأن الجميع مخدّر، ولا يشعر أنه مستهدف. لذا ينبغي التكاتف جميعاً في إيقاف هذه الأقلام أو على الأقل التقليل من شرها، وذلك بفضح أصحابها وتسخير قلم الدعوة في الاجتهاد في طرح البدائل الصافية، ومقاطعة المجلات التي تنشر سموم أصحاب هذه الأقلام، ومناصحة بعضنا بعضاً ليلاً ونهاراً، سراً وجهارا، والتشديد على الناشئة وعدم السماح لهم بقراءة كل ما وقع تحت أيديهم، وهذه مسؤلية أولياء الأمور أن يشددوا في ما يدخل البيت وما يرد إليه، خصوصاً الجرائد والمجلات التي تصدر من الخارج، فهذه أخبث من أختها. نسأل الله السلامة والعافية
الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد

عكس قانونه766 02-28-2008 12:49 AM

شكرااااااااا جزيلااااااااااااا

بوالجازي 02-28-2008 03:04 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلمين اختي على طرحج الطيب يزاج الله الف خير
وجعله في ميزان حسناتج انـشاء الله يعطيج العافيه
نترقب ييديدج .........................تقبلي مروري

بوالجازي

حمامة 02-28-2008 08:50 AM

http://up.graaam.com/p11ic/da175180e4.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يزاج الله خير على الموضوع الطيب وان شالله في ميزان
حسناتج..

http://up.graaam.com/p11ic/da175180e4.gif

ήoOήY 02-28-2008 11:21 AM

http://www.1ss1.com/2008/2/1ss1_EsnLpGQnlE.gif


يسـِـِـِ،ـِـِـِلمووو




>------->> بنـِـِـِـِوووتهـِ http://www.1ss1.com/2008/2/1ss1_yCBnGGDHVg.gif


http://www.1ss1.com/2008/2/1ss1_ICDauWFDWB.gif


الساعة الآن 06:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227