جمعية “الوفاق” بين وردة وخنجر سيد ضياء الموسوي
 

سيد ضياء الموسوي

قهوة الصباح

جمعية “الوفاق” بين وردة وخنجر

2009-06-07

هل كثير على نواب الوفاق والبرلمان تمسكهم بسفرة نجاة استحقاقات التقاعد؟
هل كثير عليهم القاء دلو في بحيرة العسل القليل؟
وهل الناقدون كانوا منصفين في ذلك؟ وما هو خطأ جمعية الوفاق في ذلك؟ ومتى بدأ التآكل؟
بالنسبة لي كنت ومازلت ضحية ارائي الواقعية والصريحة، التي جعلت مني مادة دسمة لعض المواقع الاكترونية المتشددة وبعض الخطابات التي توزع صكوك الجنة والايمان وتقسم الناس الى شياطين وملائكة رغم اني احب الجميع رغم اختلافي معهم.
دعوت للمشاركة في 2002، فاصبح اسمي كيس ملاكمة للضرب.
رفضت تقسيم المجتمع الى (كتلة ايمانية) و(اخرى غير ايمانية) في انتخابات 2006 وقلت كلنا اخوة والعبرة بالمشاريع والعمل الميداني والكفاءة، فالقيت الحجارة على نافذة مقالاتي (موجودة في الارشيف).
ناقشت بعض قياديي الوفاق عبر سلسلة مقالات في انتخابات 2006 وقلت: اداؤكم في الحملة الانتخابية وتضخيم فواكه البرلمان بصورة مثالية سيدخلكم في احراجات مستقبلية فكونوا واقعيين، وكتبت مقال (نصف تفاحة البرلمان خير من بصلة المقاطعة) وفي اخر قلت: (البرلمان فيه ايجابيات كبيرة، لكن لا تحولوه الى مصباح علاء الدين فتتورطوا).
كانت جمعية الوفاق مع الجماهير في حالة سكرة قوية لاتقبل اي فرامل واقعية، وطالبوا باسكات ((المشككين)).
حركة حق، حاولت ان اوضح لها ان دفع الفواتيرالسياسية وخيار الشارع سيكثر من الاحزان والاوجاع ثم الافطار على الجوع وعدم الحصول حتى على البصلة وبين ايدكم النتائج لتحكموا.
الان مازلت ادفع فاتورة باهضة من دفاعي المستميت عن قانون الاحوال الشخصية، لعلمي الدقيق لدموع المئات من البحرينيات المشردات على الشوارع والارصفة، وجزائي ان اوصف اني ضد الدين، بكل تبسيط. قبل اسبوع اكتشفت انا وزوجتي الغالية قصة امراة ماساوية، وقمنا بترتيب منزل ووظيفة وملجأ لها حتى تحل قضيتها، وقبلها صدمنا باكثر من عشرات العوائل، لكني لا استطيع ان استوعب اكثر من ذلك من دون قانون يدعمني. الوفاق يرفض بعض نوابها فتح وجوههم على الوزراء للتوظيف، والى يومنا هذا، يأتون الى العشرات، وانا في محاولات، اما للحصول على وحدات سكنية او توظيف بالقانون. ورغم ذلك هناك مجموعات تعمل ليل نهار على تشويه الصورة.
قبل فترة اكتشفت عائلة من المنامة تحت خط الفقر والعائل كفيف. عائلة من الحجر في حالة يرثى لها استطعت ان احصل على شقة لها في السنابس، وبعد عام تم اخراجها من قبل الوزارة، وانا اطلب من الوزارة مراعاتها لحالتها الاستثنائية. انا لا اتكلم. اعمل بصمت وقلبي موجوع بصور شتى وصابر لعل هناك من يلتجئ للواقعية.
اقول: الاخطاء تقود الى كوارث.
من حق الوفاق ان تضمن استحقاقا تقاعديا لنوابها وكل من انتقدوها لو كانوا مكانها لقاموا بذات الفعل، لكن مشكلة الوفاق هي انها ليست جريئة في مصارحة الجماهير. لعاب معظم نواب الكتلة سال لاستحقاقات التقاعد،بل ضغطوا على بقية الكتل برفض اختيارية التقاعد، بل فرضه، ولكن في الظاهر اظهروا انهم رافضون. عيبنا كشخصيات عامة اننا غير جريئين في طرح ما نؤمن على الجمهور. الجمهور يحترم من يقول له الحقيقة اكثر من ان يخفيها على حياء وخوف.
حتى الفتاوى التي بالامس حرمت، اليوم اجازت التقاعد. انا ضد اقحام اسلامنا العظيم في مسائل صغيرة وجزئية هي سياسية محضة. تبقى الوفاق لها ايجابياتها، ولها سلبياتها ليست ملاكا وليست شيطانا. اقول لجمعية الوفاق: بعض نوابكم يستحقون ان نرفع لهم القبعة لقدرتهم العلمية وادائهم في البرلمان، والبعض ليس لهم قدرة على الدخول في التجربة النيابية، وقصة (الكتلة الايمانية) وهذا المصطلح لايصلح ابدا، وهو قد ذاب من الذاكرة سريعا كذوبان زبدة امام شمس اغسطس. ان تراجع وتآكل جزء من جماهيرية الوفاق اليوم بسبب ذلك الكأس المرة التي كانت تسقيها للمختلفين معها في فترة من الفترات. ذات الماء المر سقط اليوم في فمها. واقول لمن يسقطونه اليوم في فمها انها كأس يجب كسرها، مهما كانت الاسباب، لانه غدا يسقط في فم مسقطي اليوم، وهكذا نصبح كلنا ضحايا اخطائنا التاريخية.
ما الحل؟ الحل ليس عند حركة حق. مهما كانت ثغرات اداء الوفاق، فهي افضل الف مرة من اداء حركة حق. الحل بالسماح للبيت الشيعي بان يدخل فيه اكسجين جديد. اكسجين يعمل للناس، ويمد جسورا مع السلطة بوطنية عالية، وبانفتاح متزن مرسخ للثوابت الاسلامية، ومنفتح على الكفاءات وغير متصادم مع اي طيف.
هذا التوجه قد تشكله كل الاطراف، ومن كل الكتل، وان يكون اسبكتي من كل الطوائف بلااستثناء. بمعنى يجب ان نؤسس حزب الانسان.