في النقد الإيجابي: ثورتنا والاقتحام المفقود 27-12-13 12:45 AM أصلها ثابت - لؤلؤة أوالبقلم:الشيخ عارف من خصائص أية ثورة بما هي ثورة- هو وجود الحالة الاقتحامية، أو ما يُسميها البعض بـ (المغامرة)، فمن أهم مميزات الثورات هو الجانب الاقتحامي والذي يُفقد الأنظمة قدرة التنبؤ، وبالتالي يُفقدها قدرة السيطرة والمحاصرة. ونقصد على نحو الإجمال بـ (الحالة الاقتحامية) هو التقدّم السريع نحو مواقع نفوذ العدو ومحاولة السيطرة عليها، والقيام ببعض الخطوات الجريئة التي لا يتوقعها الطرف المقابل العدو، وعدم التقوقع بالخطوات التقليدية المتوقعة. ومن أمثلة ذلك: اقتحام الوزارات، اقتحام مناطق النفوذ، اقتحام مناطق عسكرية، الإعلان عن مواقف وقرارات كبيرة، التحدّث في مجالات كانت ممنوعة وعن أشخاص كانت ذوات لا تُمس، الوصول بالتظاهرات لمناطق حسّاسة...ثورتنا..والاقتحام المفقود: وإذا أردنا أن نُقيم ثورتنا المباركة في هذه الحيثية (الحالة الاقتحامية) فإننا نجد أن هذه الخصيصة تكاد تكون مفقودة تماما إلا في موارد جزئية بسيطة جدا، وفقدان هذه الحالة يُفقد أية ثورة وهجها الثوري وماهية الثورة بما هي ثورة. وإنني أجد أن من أكبر سلبيات ثورتنا المباركة هو فقدان هذا العامل المهم وهو (العامل الاقتحامي) وفقدان حالة المبادرة والمغامرة، بل وإنني أرى أن السلبية تعدّت فقدان هذا العامل الثوري إلى التلبس بسلبية معاكسة خطيرة، وهي حالة الانكماش والتقوقع، وهذا ما تمظهر في التمركز في منطقة دوار اللؤلؤة لفترات طويلة بعمر الثورات، حتى بدأ التمدد الثوري متأخرا جدا بالامتداد الخجول لمثل المرفأ المالي، ثم الديوان وقصر الصافرية.تقييم مغلوط: والعجب من تلك التقييمات المغلوطة التي تُرجع الضربة الأمنية من النظام الى مثل مسيرة الديوان والصافرية واعتصام المرفأ المالي وإعلان مطلب الجمهورية!! ولعمري، هل هذا إلا انقلاب المعايير وانقلاب التقييمات، فالحق أن يُقال إن هذه الضربة الأمنية إنما جاءت بسبب تأخر هذه الخطوات والقرارات الاقتحامية الخجولة، والحق أن يُقال إن هذه الضربة ما كانت لترى النور لو أن هذه الحالة الاقتحامية بدأت مبكرة وبشكل أشد وأقوى وآكد، ولكن التأخّر والتردّد هو ما سبّب قدرة النظام لملمة أوراقه وقدرة المحاصرة وقدرة التخطيط لديه. يقول سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي (حفظه الله):حالة التصدي للمعتدي، والمبادرة، والاقتحام، من خصائص الثورة، والثورة إذا تجلّت عن حالة التصدي والمبادرة، واقتحام مراكز نفوذ القوى الاستكبارية لا تستطيع أن تواصل حياتها الثورية، وستتولى القوى الاستكبارية دور المبادرة في ضربها وسحقها، ولذلك لابد أن تكون الثورة حاسمة، في مسألة التصدي للعدو، وتتولى دائماً دور المبادرة، ويكون لها إقدام، وشجاعة في الإقدام، في هذا المجال. وتعتمد على الله تعالى في المبادرة والاقتحام. ومن دون هذه الروحية الثورية، لا تستطيع الثورة، أن تؤدي دورها الثوري، في المجتمع وفي التاريخ.مثال قرآني: وهذا ما يشير له بعض المفسرين في قوله تعالى: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبونحيث يشير بعض العلماء أن هذه الآيات المباركات تتحدث عن قوم موسى (ع) عندما أمرهم الله تعالى بالدخول للأرض المقدسة، والتي كانت تحت يد العمالقة، فاعتذر قوم من بني اسرائيل عن تنفيذ هذا الأمر الالهي بقولهم: إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون. في حين قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين وهذا هو الفكر الاقتحامي الممزوج بالقراءة الموضوعية الدقيقة والتوكل على الله تعالى، وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه ما غُزي قوم في عُقر دارهم إلا ذلوا.تطوير التجربة الثورية: وأشير في نهاية هذا المقال أن هدفي ليس هو جلد الذات،وإنما هدفي هو بناء الذات وتسليط الضوء على السلبيات لتطوير التجربة الثورية التي نعايشها من خلال تجاوز السلبيات وتطوير الايجابيات. يقول فضيلة الأستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين (حفظه الله):لاينبغي أن يدخل اليأس إلى قلوب القوى الثورية المؤمنة أتباع الحق وأنصار العدل والحرية والفضيلة والكرامة مهما قست الظروف عليهم، وعليهم أن يستفيدوا من الأخطاء ويطوروا التجربة الثورية والجهادية بتوفير الشروط الموضوعية للنصر (بصورة أفضل) ويعيدوا الكرة تلو الكرة دون وهن أو ضعف أو سأم، حتى يستطيعوا في نهاية المطاف أن يحققوا النصر الظاهري إلى جانب النصر الواقعي للحق والعدل والحرية والفضيلة والكرامة على وجه الأرض. المصدر... |
الساعة الآن 12:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir