طبالة و لحاء شجر ضد سرايا الأشتر... و تمرد آب
 

http://manamavoice.com/pictures/BPZfq-ACYAA9vMO.jpg


أردت أن يكون عنوان المقال (جيش لحد و لحاء شجر، ضد سرايا الأشتر) و لكن ربما الوقت مبكر لوصم هذه الفئة بهذا الاسم و لو أن هناك بوادر (ما قبل الثورة) بدأت منذ مدة بالظهور، غير عامل التبكير لمنع العنوان، هناك عامل دخول بعض من يحتسب على الخط "الممانع" على نفس خط هذا الجيش الطبال ، نتاج جبن و سذاجة خلط معها صدمة.

الكثير من التحليلات خرجت عن ما سمي "بتفجير الرفاع" من قبل -فئتين من- عبيد النظام و لا زالت تتداول في تويتر و غيرها من وسائل الإتصال إلا أن أسخفها و أكثرها رواجًا كانت صورة للسيارة -المفتوحة كالزهرة من الداخل- بجانب شجرة بتعليق يقول: كيف لم تتضرر الشجرة؟ ما هذا الإنفجار!

تالله عليكم، ألا تكفون عن تمثيل دور المحقق شارلك هولمز و أدوار قصص الجيب البوليسية!
مَن مِن هؤلاء يا ترى عاين الموقع و جمع الأدلة و كشف على جسد الشجرة الضحية؟
ثم إنني عندما شاهدت الصور رأيت أغصان متناثرة عند الموقع و حتى لحاء الضحية يمكن أن ندعي إنها مصابة بجروح و هي تلك البقع و الخطوط بنية اللون!!
طبعا لست في وارد الأخذ و الترويج لهذا الإدعاء الذي أختلقته للتو لكن أعتقد أنها (قرينة) منطقية بالنسبة لمنطقهم السخيف. (على طاري القرينة، أرى أن البعض متأثر بمجريات مؤتمر حزب الله جدا، تأثير سلبي و لربما استغلالي خبيث).

الأسوء من ذلك أن ترى الفرح من بعض الأمعات مدعي المعارضة صغارًا و كباراً، و السبب هو أنهم أشتركوا مع "المكون الآخر" في إتفاق على تجريم "الحادثة الإرهابية" و كل أنواع الإرهاب فتطايرت الفراشات و الحمائم على أغصان الزيتون!
لكن لحظة!
أليس التفجير لم يحصل و الدليل لحاء الشجرة و أكاذيب النظام السابقة؟ فكيف التنديد و الفرح بالإتحاد ضد شيء خيالي!

ليس الأمر غريبا أن عرفنا أن ما أجتمع هؤلاء ضده هي المقاومة، التي هي حق أصيل لكل من عنده ذرة شرف و مروءة، مقاومة هي في مهدها للتو فإننا لم نرى حتى الآن مقاومة حقيقية و لو سماها من سماها بذلك.

من هنا تذكرت جيش لحد، الذين (ملوا و ضاقوا) من المقاومة و أرتعدوا من الصهاينة فما كان منهم إلا أن يرتهنوا لهم بدل الإنضمام للمقاومة فشكلوا مليشيات ضدهم بدعوى حفظ الوطن و اللحمة و السلام الأفلاطوني وكان معهم في ذلك أغلب أهل الجنوب و معمميهم.

على نفس المبادىء و التعليلات نجد هؤلاء في أي أرض محتلة و مستعمرة و مستحوذة عليها بالفساد و الطغاة، أن تكون عميلا لمن قتلك و استباحك منذ القدم فتجمل وجهه و تنشر الغسيل و تحرض على "الممانعين" في سفارات من يحمونهم، أن تنام فيها بينما الدبابات و الجنود يسحقون كرامة و عظام بني جلدتك.

و على نفس اللحن يوجد هناك يجاريهم في سخافاتهم ممن يلوي عنقه و وجهه عن هذه الحقائق لأسباب عدة تتمحور حول (الشحمة) الوطنية و الحزبية و التخندقية و لعمري أن هذه الشحمة لا يضر استئصالها بجراحة و لو شوهت المنظر فهي لا تنفع بل تضر و فيها و منها أمراض عدة.
و آخر (الأكثر) علته هي سنخ علة هؤلاء العملاء الأمعات فهم في قرارة أنفسهم لا يريدون مواجهة غير الشوزن و مسيلات الدموع و يتحركون بغير ثقة حقيقية بما يهتفون و لو أعتقلوا لوجدتهم مطأطئي الروس يبررون تحركهم بأعذار تافهة و يقولون نريد الأصلاح، هذا هو واقع الغالب الأعم.

أجعلوا أصابعكم في آذان و أعين بعضكم و شكلوا سلسلة بشرية بهذا الشكل بدل وضع الأيدي في بعضها لكن الحقيقة المزرية لن تتغير، أشتموا كاتب هذه الكلمات و تبرؤوا من نواة المقاومة و أشتموهم أيضا فكرامتكم لن تسترد و عذرية نساء و أطفال و رجال و شيوخ هتكت لن ترجع.

تمردوا على تمردكم الأجوف الهزيل و تمردوا على أفكاركم و شخصيات تربط أرواحكم عن التحليق و الصعود للعزة و الكرامة، أرفعوا رؤوسكم في ذاك التاريخ و قبله وبعده و قولوا للخائن العميل و لمطية الغرب و النظام أنه كذلك، قولوا لمن رقص على الجراح و الدماء: طز في دمك، لن نهدره ما دمت لم تعتدي لكن طز".
قول ذلك يجب أن يكون قبل شعوركم بالقوة و السلطة فنترك التمثيل بالمثالية الزائدة و الغير صحية، ذلك يزيد إحترام الخصم بدل الدجل و الزيف، نعم من ليس معنا فيده ملطخة بدمنا، هذا منطق صحيح في حالتنا و لا يجوز نكرانه بسبب لبس الآخر البلطجي لبس الباطل لهذا المنطق.

سلم لمن سالمنا و حرب لمن حاربنا.