منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   السيد عباس هاشم : تعدد القيادات وخرط القتاد (http://vb.ma7room.com/t128285.html)

محروم.كوم 05-29-2009 08:50 PM

السيد عباس هاشم : تعدد القيادات وخرط القتاد
 
تعدد القيادات وخرط القتاد
http://fajrbh.com/media/pics/1242350739.jpg

الكاتب سيد عباس سيد هاشم

القول بتعدد القيادات قول يفتقد الإسناد العلمي ولا يمكن استيعاب إمكانية حصوله وكأنه أمرٌ طبيعي حين يُختبر على مستوى التطبيق والممارسة إذ هل من المعقول قدرة جسدٍ واحدٍ على تلبية أوامر رأسين ؟

إننا نشهد كيف أن أفراداً قلائل يحملون أفكارا تنتمي لتيار آخر، يقلقون المنطقة ويثيرون المشاكل من أجل تنفيذ بعض ما يرونه صحيحاً رغماً عن اهل المنطقة ورضاهم أو سخطهم، فكيف لو امتد الخلاف وتعدد المناهج والقيادات للشأن السياسي للتيار الواحد، وانقسم هذا التيار أقساماً، وكانت هذه الأقسام متقاربة في القوة على المستوى الشعبي، فأصبح كل بيت فيه مؤيد لهذا المنهج وآخر مؤيد لمنهج آخر وقيادة أخرى، وكل قرية نصفها مع هذه المرجعية والنصف الآخر مع المرجعية السياسية الأخرى والمنهج السياسي الآخر، وربما أصبحت القرية في المستقبل أثلاثاً أو أرباعاً لو فعلاً سادت فكرة " تعدد القيادات والمناهج".

ولتخيّل الحال فيما لو كان كل منهج وكل قيادة ومرجعية تخاطب أفراد أهل البيت الواحد وتخاطب أهل القرية الواحدة في الزمن الواحد بلا فاصل وما قد ينتج عن ذك الحال من اختلافٌ وشقاق عميقين. وحتى تتضح الصورة أكثر، لنتخذ من الوضع العراقي نموذجاً، فلو لم تكن مرجعية السيد السيستاني كاسحة بالتزام كبار المراجع بمرجعيته في الشأن السياسي، ولو افترضنا وجود أطراف شيعية ذات مرجعيات سياسية تحمل وزناً شعبياً مقارباً لمرجعية السيستاني، حينها لن يكون غريبا أن تتفجر المشاكل والمعارك بين الأتباع. وربما ما جرى في مسألة المستبدة والمشروطة وما كاد يحدث من كارثة حين تصدى لكلا الطرحين فقهاء فيه درسٌ بخطورة تعدد القيادات المتصدية لتحريك الشارع والتيار الواحد.. إن الفرق شاسع بين الاختلاف في الآراء تحت مظلة الخيمة الواحدة بالالتزام بقرار واحد وبين نصب خيمة أخرى.

وفي حال تعدد القيادات والمناهج التي تخاطب التيار الواحد نفسه، فإن الوضع وفي أحسن الأحوال وأفضل الحظوظ سيصبح مناطق نفوذ كما هو الحادث في بعض البلدان مثل لبنان حيث وجود الأحزاب التي تخاطب تيار واحد، مع ملاحظة قوة التنظيمات هناك وضعف الدولة اللبنانية ذات النظام الطائفي، وكذلك ينبغي الإلتفات إلى سوء هذا النموذج المتناحر. إن التساهل في مجال فتح باب تعدد المناهج وتعدد المرجعيات والقيادات في الشأن الاجتماعي والسياسي قد يدفع ضريبته الكل فيما بعد حين يعجزون عن غلقه، ولن يُغلق إلاّ بتمزّق التيار إرباً إرباً، وإذا كانت آلية الأكثرية عاجزة عن اختيار الأصلح، فإن القسمة على اثنين وأربع ومائة أعجز من أن تحل مشكلة.

لا أحد يمكنه إيقاف جماعة ما حين تقرر هذه الجماعة تبني منهجاً معيناً للقيام بتحرك ما أو فعل أي شيء آخر في حال وقوع الضرر عليها خاصة، أما محاولة تحريك الشارع بأوسع نطاق ممكن في قبال منهج آخر فهو أمرٌ جلل وخطيرٌ جدّا. حتى مناهج العمل التي مارسها الأئمة عليهم السلام – وأقصد بالمنهج هنا الطريقة وليس النظام أو المذهب– لم تكن واحدة، فمنهج الحسن (ع) يختلف عن منهج الحسين (ع)، ولو كان منهج الحسين (ع) صالحاً لظرف وزمان الحسن (ع) لما تردد عليه السلام لحظة في تطبيقه، ولا يمكن تطبيق هذين المنهجين بقيادتين في آنٍ واحدٍ على نفس الجماعة من الناس، فالحسين مقوداً بوجود الحسن عليهما السلام، والحسن (ع) هو القائد والمرجع .

ولا يمكن تحقيق أمنية رصّ الصفوف لجسد التيار بوجود رأسين حين يحاول كل رأس منهما أن يحرك الجسد وفقاً لقناعاته، ولا شك أن الاستدلال بصحة تعدد المرجعيات السياسي قياساً على تعدد المرجعيات الدينية التي تفتي في الأحكام الشرعية للأفراد استدلالٌ في غير محلّه، وما دون إثباتها خرط القتاد.


صحيفة الوفاق الاسبوعية


الساعة الآن 10:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227