بهذه الطريقة و هذا الحراك لن يسقط النظام ولو بعد ألف سنة .
 

الكثير من البسطاء يعتقد انه بالامكان اسقاط النظام بمجرد استمرار هذا الحراك ، او خروج مسيرة هنا او هناك ، او عزف نغمة (تن تن تتن) او حتى حرق اطار هنا او هناك ، و ربما يعتقد بعض البسطاء الآخرين ان مطالبة حمد بن عيسى و عائلته بالرحيل فانهم سيستجيبون و يسلمون الحكم للشعب ، كثير من البسطاء يتأثرون بالاطروحات التي يقدمها بعض الضيوف المتحمسين في قناة العالم من المعارضين المقيمين في الخارج ، او حتى بعض الثوار و الشباب المتحمس ، لكن في النهاية لا يجب أن نخدع أنفسنا ، فهذا الحراك لن يسقط النظام ولو بعد ألف سنة ،و ان كان حراك الدوار و الذي شهد عشرات الالآف بل أكثر من نصف البحرين ممن خرجوا في مسيرات من و الى الدوار و تواجدوا فيه على مدى شهر كامل فكل ذلك لم يسقط النظام فهل سيسقطه هذا الحراك ؟

النظام لم يسقط بسبب اننا لم ننجح في اسقاط أعمدة القوة التي يستند عليها النظام و أهمها :

1- الجيش .
في جميع الثورات العربية الناجحة في نتائجها انشق الجيش على النظام او جزء منه على الأقل او وقف موقف الحياد و خرج عن سيطرة النظام و هذا لم يحدث في البحرين لاعتبارات طائفية فالجيش مكون بالكامل من نفس طائفة النظام و من نفس طائفة السلطة الحاكمة .

2- الدعم الخليجي العسكري و المادي و السياسي للنظام .
دول الخليج و بالاخص السعودية و الامارات و بقية الدول فانها تدعم النظام عسكريا و سياسيا و ماديا ( جميع دول الخليج تدعم النظام ماديا باستثناء سلطنة عمان ) ، و اما عسكريا فان النظام يتحصل على الدعم السعودي و الاماراتي ، و الدعم العسكري و السياسي هو من اجهض حراك الدوار و ادى لصمت الولايات المتحدة و الغرب المجازر و الجرائم التي حصلت عند دخول ما تسمى بقوات درع الجزيرة ، حيث ان مصالح النفط الخليجي كانت اهم من حرية شعب البحرين و هذه النقطة كانت هي الأهم في بقاء النظام في تلك الفترة .

و لو نظرنا بالمقابل للوضع الاقليمي و الدولي من قضية البحرين سنجد أن :

- الموقف الايراني : ايران تدعم شعب البحرين معنويا و اعلاميا و ربما سياسيا و عبر التصريحات ، لكن هذا لن يسقط النظام بالطبع ، و تعامل النظام الخليفي مع ذلك يكون من خلال التصريحات الاعلامية المضادة و كتاب صحف النظام المأجورين . و اعتاد النظام على التعامل مع هذا الأمر .

- الموقف الامريكي و الغربي و موقف المعارضة في الداخل و الخارج من الولايات المتحدة و الغرب .
لا شك ان الولايات المتحدة بيدها تغيير او بقاء كثير من الأنظمة ، خاصة الانظمة العميلة لها ، و بدلا من ان يحصل تقرب من السياسة الامريكية مثل ما فعلت المعارضة العراقية حتى اسقطت حكم صدام حسين ، نجد بعض المعارضين في الخارج ينتقدون بعض الجمعيات السياسية كالوفاق و غيرها ان هي تواصلت مع الولايات المتحدة !

اذ لا يمكن اسقاط النظام بمجرد التحدث في وسائل الاعلام و رصد الانتهاكات ، بل يجب التواصل مع الدول الكبرى صاحبة القرار ، و ان لم يكن اسقاط النظام فتحقيق ملكية دستورية و حكومة منتخبة مثلا مطلب قد توافق عليه الدول الكبرى و سيرفضه النظام بالطبع ، لكن ماذا لو اتفقت المعارضة في الداخل و الخارج على هذا المطلب و كان هدف الحراك بما فيه حراك الائتلاف و الجمعيات و بما فيه استخدام المولتوف و غيره من وسائل ضغط ، بأن يكون الهدف هو حكومة منتخبة ، فربما يكون في ذلك حل ، و هذا أفضل من ايهام الناس بهدف لن يتحقق و لا يمكن تحقيقه الا عبر انقلاب عسكري مسلح و هذا غير متوفر للشعب .