منتدى استراحات زايد - الصـيــد المستدام

إخواني هواة ومحترفي الصيد البري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعد صيد الكائنات الحية من أقدم الطرق التي إستخدمها الإنسان لإستغلال الموارد الطبيعية لسد حاجته من المأكل والملبس، وأستمر الأنسان في الصيد حتى بعد أن توفرت له موارد أرخص لغذائه وملبسه وكل مايحتاجه في حياته. مما أدى ذلك إلى ظهور تأثير سلبي على أنواع الحيوان والنبات وعلى النظام البيئي بشكل عام.

وقد تزايد خلال الثلاثة العقود الماضية تأثير الصيد البري على أعداد وأنواع من الحيوانات والطيور المحلية المعششة والمهاجرة، ويرجع ذلك التاثير السلبي لدينا هنا بالمملكة للزيادة الكبيرة بأعداد الصيادين، وتطور وسائل الصيد والمعدات والأجهزة المستخدمة بالصيد والرصد والمتابعة. بالإضافة إلى عدم تقيد "بعض" الصيادين بالأنظمة الحالية ولا بحدود المحميات الطبيعية ولا بأنواع وكميات الطرائد المصادة.

ومن ما يؤسف له إنه لم يصاحب التطور التي تشهده هوية الصيد في المملكة أي تطور في أنظمة الصيد والقوانين المنظمة له، ولا في الدراسات الدقيقة التي تحتاجها هذه الهوية العريقة (سواء دراسات بيئية، أو إجتماعية أو إقتصادية)، لكي يتم تقديم المشورة والمساعدة للصيادين حول المستجدات لأنواع الطيور أو الحيوانات ووضعها الحالي بدقة وشمولية، ومدى إستفادة أهل المنطقة من ريع الصيد في مناطقهم.

كما إنه يتوجب على الجهات المعنية بالمملكة دعم ورعاية مفهوم "الصيد المستدام" بالمملكة، خاصة بأن هذه الهواية تحضى بشعبية كبيرة لدى ابناء المملكة "والدول المجاورة لها" من منطلق تراثي وإجتماعي ورياضي وترفيهي.

تعريف الصيد المستدام

هذا التعريف الوارد في معاهدة التنوع الإحيائي، والذي وقعته المملكة العربية السعودية ومعظم دول العالم:

"الصيد المستدام يعني: إستخدام عناصر من التنوع الإحيائي بطريقة وبمعدل لا يؤدي إلى إنخفاض التنوع الإحيائي وبالتالي المحافظة على بقاء قدرتها لتقابل إحتياجات وطموحات الأجيال الحالية والقادمة"

كيف يمكن لنا أن نتبنى مفهوم "الصيد المستدام" وتطبيقه على ارض الواقع بالمملكة؟

ماهي الإحتياجات اللازمة "على مستوى المؤسسي" لتفعيل هذا المفهوم؟

هل نحن مستعدين حالياً لتطبيقة على مستوى الأفراد؟

في رائيي المتواضع فإننا لسنا مستعدين تماماً لذلك في الوقت الراهن، لأسباب سأذكرها لاحقاً،

ولكن من منطلق معرفتي بأن حماية الكائنات الحية، وصيانة اعدادها وأنواعها تأتي في المقام الأول على عاتق عشاق هذه الهواية العريقة "الصيادين" لضمان ديمومة ممارستهم لها.

للإجابة على الإستفسارت السابقة، اود أن انتهز هذه الفرصة وادلو بدلوي هنا، وبودي لو شاركني إخواني الصيادين بأرائهم حول "الصيد المستدام" ومقترحاتهم حول الطرق المثلى للتسريع في تنفيذ هذا المفهوم على المستوى الوطني.

أولاً: عدم وجود جمعية وطنية "او هيئة" للصيادين:

لقد تم وضع العديد من الأنظمة والقوانين الخاصة بالصيد بالمملكة، وبدون إشارك الصيادين في إعداد تلك الأنظمة او القرارات المعنية بالصيد بالمملكة، ويأتي تأثير هذا الأسلوب بعدم موائمة تلك الأنظمة أو القوانين للإحتياجات الفعلية التي يرغب بها الصياد.

ويتوجب على الجهات المعنية إنشاء "جمعية" أو "هيئة" تقوم بحصر لأعداد الصيادين وتسجيلهم فيها لكي تمثلهم في إتخاذ القرارات التي تعنيهم وتعني بهوايتهم وتزودهم بالمعلومات العلمية الفنية، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية لإعضائها والعمل على إيجاد آلية دقيقة وموثوقة للعناية بوسائل صيدهم (مثل العناية البيطرية للصقور وصيانة الدورية للأسلحة وتوفير الخراطيش "الفشق" الخالي من الرصاص...إلخ).

ثانياً: يتوجب إنشاء محميات خاصة للصيد المستدام:

من أهم النقاط التي يمكن ان تساعد في تنفيذ مفهوم "الصيد المستدام" هو إنشاء محميات خاصة للصيد، حيث يتم تربية وإطلاق أنواع معينة من الحيوانات أو الطيور المرغوبة للصيادين والسماح لهم بالصيد فيها برسوم رمزية (بناء على عضويتهم في جمعية الصيادين) وفي اوقات معينة، وبكميات مدروسة، وتقديم كل الخدمات التي يحتاجها الصياد في تلك المحميات، مثل التخييم او الطبخ او الماء والوقود ...إلخ، وتحديد محميات خاصة للصيد بالصقور أو السلق فقط، وآخرى مخصصة فقط بالصيد بالأسلحة.

ثالثا: أهمية مراجعة أنظمة الصيد والقوانين الحالية:

يتوجب على الجهات المعنية العمل مع "جمعية" الصيادين "بروح فريق واحد" لمراجعة الأنظمة والقوانين الحالية والخاصة يالصيد ووسائله وأوقاته، والوقوف على مناسبتها مع إحتياجات حماية الحياة الفطرية ومواسم الصيد الفعلية، وأنظمة المكافأت والعقوبات للصيادين، والأهم من ذلك هو تطبيق وتنفيذ ومراقبة لتلك الأنظمة.

هذا مالدي الأن... وأرجوا أن تدلو بلدوك انت أخي الصياد كي نصل إلى الرغبات الفعلية لك والتي تتناسب مع تطبيق مفهوم الصيد المستدام لكي تمارس حقك في الترفيه بدون الإضرار في الكائنات الحية.

والله من وراء القصد

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه