منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   آية الله قاسم: حماية المساجد وإعادة إعمارها واجبٌ شرعيٌّ (http://vb.ma7room.com/t1214379.html)

محروم.كوم 04-05-2013 04:50 PM

آية الله قاسم: حماية المساجد وإعادة إعمارها واجبٌ شرعيٌّ
 
لا يمكن لهذا الشعب أنْ يفرِّط في حرمة شبرٍ أو أقلَّ من شبرٍ من مساجد هذا البلد

آية الله قاسم: حماية المساجد وإعادة إعمارها واجبٌ شرعيٌّ

الوفاق - 05/04/2013م - 3:27 م | عدد القراء: 61
http://www.alwefaq.net/media/pics/1320409377.jpg
خطبة الجمعة الثانية -السياسيَّة- (548) 23 جمادى الأولى 1434هـ / 5 أبريل 2013م ـ جامع الإمام الصادق (عليه السلام) بالدراز.

·الخطبة الثانية:ـأمَّا بعد أيُّها الأحبَّةُ في الله فإلى أكثر من عنوان:شهيدٌ لا يُنْسى:ذلك هو الشهيد السيد محمد باقر الصدر، شهيد الإسلام والأمَّة والحريَّة والعزَّة والمجد والكرامة. وإنَّ الأمَّة التي تنسى الشهيد الصدر لتشهد على نفسها بضحالة الوعي وضعف الذاكرة وقلَّة الوفاء والإخلاص وعدم التقدير للعلم والإيمان والجهاد والشجاعة والفداء والتضحية والبطولة.عاش الرجل للدين واستشهد في سبيله، وقد سلك طريق الشهادة عارفاً به، ثابتاً عليه، صابراً على كلفته، عاشقاً فيما تدلُّ عليه مواقفه للقاء ربه. ومن منطلق دينه وعلى خطَّه عاش حياته لأمَّته، وأعطى لعزَّتها وحريَّتها وكرامتها دمه.من حقِّ الشهيد الصدر ألَّا يقتصر الاحتفاء بذكراه على إطار طائفته، فكما عاش للأمَّة كلِّها، فكرها، وقضاياها، ودينها، ونهضتها، ورفعتها، فعلى الأمَّة كلِّها أنْ تظهر الاعتزاز به وتكريمه اعتزازاً بدينها وتكريماً له ولنفسها. وكما حمل همَّ الإنسانيَّة كلِّها وأخلص إليها فعلى المجتمع الإنسانيِّ أنْ يعرف له انفتاحه وإخلاصه له ووفاءه.والاحتفال بالشهيد الصدر على مستوى الأمَّة احتفالٌ بإيمانٍ بالغ، ورؤيةٍ إسلاميَّةٍ ثاقبة، وقدرةٍ علميَّة إبداعيَّةٍ فائقة، وروحٍ إنسانيَّةٍ طاهرة، وشعورٍ اجتماعيٍّ دفَّاق، وحسٍّ غيريٍّ غزير، وعواطف نبيلةٍ كريمةٍ متوهِّجة، ومواجهةٍ عنيدةٍ لطاغوتيَّةٍ عنيفةٍ لا ترحم ولا تعرف حدوداً للعدوان، واحتفالٌ بروحٍ تضحويةٍ عالية لا تتدخِّر شيئاً في سبيل الله، ونظرٍ مستقبليٍّ بعيد، وصبرٍ وجلدٍ يعلِّم الأمَّة الصمود.الرجل كنزٌ ثرٌّ من كنوز هذه الأمَّة النادرة، والتي لا يجود بها الزمان كثيرا، ويقلُّ لها النظير.وواحدٌ من مواقف الشهيد الصدر الرساليَّة والبطوليَّة على صعيد الروح، فرحته العارمة الكبرى بانتصار الإسلام في إيران، ووضعه لإمكاناته بكلِّ تواضعٍ بيد القيادة الإيمانيَّة المظفَّرة للثورة هناك التي تحقَّق لها النصر وأخذت ذلك البلد الإسلاميّ إلى شاطىء الأمان.رحمه الله من شهيدٍ عظيم، ورفع في الجنَّة مقامه.هدمُ المساجد:ذكرى هدم المساجد في البحرين على يد السُّلطة ذكرى موجعةٌ غائصة الألم إلى الأعماق، ذكرى كما هي مؤلمة فإنَّها فاضحةٌ ومعريَّةٌ ومخزية، لا تغسل سوءتها الأيَّام، ولا يمحو عارها الزمن.ويلهب الألم، ويزيد العار، ويضاعف الفضيحة، ويشدِّد الخزي، أنْ يستمرَّ العناد للدين والاستخفاف بحرمة بيوت الله، فتُعَطَّل عودة المساجد، ويُصادر هذا الحقُّ لبعضها ويُنازَع البعض الآخر منها على مواقعها.وشرفٌ أنْ يبقى الشعب على دفاعه المستميت عن حرمة المساجد، وإصراره على إعادة عمارتها على المستوى الماديِّ والمعنويّ، والحفاظ على مواقعها ووظيفتها الدينيَّة المقدَّسة، وبقائها كما أراد الله سبحانه تشعُّ الهدى، وترفع لواء التوحيد، وتبثُّ الإيمان، وتدعو للخير، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتوحِّد الأمَّة وتجمع شملها، وتذود عن الإسلام، وتثبت الحقَّ وتنفي الباطل [1].ولا يمكن لهذا الشعب المسلم المؤمن أنْ يفرِّط في حرمة شبرٍ أو أقلَّ من شبرٍ من مسجدٍ واحد من مساجد هذا البلد العريق في الإيمان. أمر المساجد لا يقبل عقل هذا الشعب أنْ يغفله، ولا ذاكرته أنْ تنساه، ولا غيرته أنْ تهمله، ولا همَّته أنْ تتساهل فيه، ولا عزيمته أنْ تفتر عنه.حماية المساجد وإعادة إعمارها بناءاً وصلاةً وذكراً وتلاوةً وتعبُّداً وتهجُّداً وتوحيداً خالصاً لله سبحانه بلا شائبةٍ من شرك ولا عبادةٍ لمن سواه ولا طاعةٍ على خلاف طاعته، واجبٌ شرعيٌّ يدرك هذا الشعب قدسيَّته ويقدِّر حرمته ولا يتخلَّف عن تحمُّل مسؤوليَّته ولا يمكن أنْ يُساوَم عليه أو أنْ يمسحه الزمن من ذاكرته [2].إنَّ إصرار الأخوة العلماء وطلَّاب العلوم الدينيَّة الغيارى المحترمين ومن ورائهم جماهير هذا الشعب المؤمن الأبيّ على إقامة صلاة الجماعة في المساجد المهدَّمة في تحدٍّ واضح لظروف الحرِّ والبرد والظرف الأمنيّ المشدَّد لشاهد حقٍّ على الإيمان القويّ والغيرة الدينيَّة والإصرار الثابت على أداء هذا الواجب والوفاء لحقِّ الإسلام وحرمة المساجد.بوركت يا شعب الإيمان والهدى والعزيمة والإصرار على الحقّ.ليلُ البحرين وضحاها:السُّلطة في البحرين، والمعارضة والموالاة، الكل صار يعترف بوجود أزمة في البحرين، وأن وراء الأزمة خللاً في مجمل الوضع يحتاج إلى تصحيح. والكل وبحسب ما تظهره تصريحاته، أنه لا يريد إلا أن تخرج البحرين من ليلها إلى ضحاها، ومن عنق الزجاجة إلى المساحة الواسعة والفضاء الرحب والجو الفسيح، وأن تتخلّص من أزمتها، وتجد العافية، وتعيش الراحة والاطمئنان والازدهار وتغنى بالحركة الايجابية البنّاءة النشطة، التي تحتاجها في كل مسارات تقدّمها.
والسؤال المهم: أين ليل البحرين وأين ضحاها؟ في أي شيء ليل البخرين وفي أي شيء ضحاها؟ ليل الشدة والظلام والتيه والضياع والعبوس واليأس والقنوت والخطر المحدق، والتوقعات المخيفة في أي توجه، في أي نداء؟ في أي طرح؟ في أي موقف؟ وضحى الفرج والضياء والرشد والهدى والأمل والرجاء والنتائج السعيدة والغد الواعد والأيام الحبلى بالطيبات، في أي توجه؟ في أي نداء؟ في أي طرح؟ في أي موقف؟

توجه، نداء، طرح، موقف يدعو ويصر على أن يبقى الدستور المثير للمشكلة هو الدستور، أن يبقى الشعب المعزول معزولاً عن موقع اتخاذا لقرار واختيار من له اتخاذه، معزولاً عن التشريع أو التدخل فيمن يكون له حقه، عن التنفيذ والرأي فيمن بيده سلطته، عن القضاء وعن الكلام فيمن بيده أمره.. أن تبقى عملية الانتخاب شكلية تؤدي إلى نتيجة حتمية، تمّكن من بقاء الوضع سلطوياً شمولياً متحكماً نافذاً بصورة مطلقة، ودور الشعب الطاعة والاستجابة والانقياد، وتلقي الأوامر والنواهي السيادية القاهرة [3].أن يبقى الشعب بلا رأي حقيقي أو على الاطلاق في سلطة تشريعية أو تنفيذية أو قضائية وخارج العملية السياسية منتظراً كلما يملى عليه ليسارع في الاستجابة والتنفيذ شأنه شأن العبيد. أن تبقى عشرة أصوات وعشرون صوتاً إنتخابياً من جهة لا تعدل في قيمتها إلا صوتاً إنتخابياً واحداً من جهة أخرى.. أن يكون التمييز بين المواطنين على أساس الولاء السياسي للسلطة، وأن يكون هذا الولاء هو المقياس وهو القانون وهو الحكم في التقديم والتأخير في كل المواقع التي تقع تحت يد الدولة أو ما يمكن أن تصل يدها إليه من مواقع، بلا أي حساب لأي ترجيح آخر يقوم على الكفاءة والأمانة والاخلاص للوطن.
أن تعاقب الكلمة الحرة والرأي المطالب بالاصلاح، والمسيرة المعترضة على الظلم، وأي اعتصام وتجمع من هذا النوع، بأعلى درجات القسوة والشدة وأغلظ أنواع التنكيل وأن يتوالى تساقط الشهداء على هذا الطريق، وتشتغل الجماهير بتوديع الشهيد بعد الشهيد، والمظلوم بعد المظلوم، والمألوم بعد المألوم، العسف والقهر وسحق الكرامة، ويختنق من يختنق، ويجرح من يجرح، ويقتل من يقتل من أبناء الشعب عند تشييع كل شهيد وكل مظلوم، وكذلك يوم إنهاء مجلس الفاتحة على يد قوات الأمن. ويشار هنا أنه لم يمضي وقت بين توديع الشعب للطويل حتى ودّع الريّس في سلسلة متواصلة الحلقات من الشهداء والمظلومين المقهورين.. سلسلة مضيئة من السعداء، ولكنها كلما طالت عقدت من الوضع المتأزم وضاعفت من الأخطاء وأكدت المحنة وضيقت المخارج وأعطت للشعب اندفاعة أكبر واصراراً أشد على مواصلة الطريق.هذا توجه ونداء وطرح وموقف، أما آخر فيذهب إلى الاصلاح الحقيقي على كسب رضى الشعب وتوافقه مع الحل الذي ينتهى إليه مما يلبي متطلبات المرحلة، ويضع الوطن على سكة الانقاذ ويصحح العلاقة القائمة بين دور الشعب ودور الحكم، وهي علاقة فاقدة في حاضرها لأي توازن مطلوب، وبعيدة كل البعد عن موازين الحق والعدل، وما وصل إليه العصر من اعتراف بقيمة الشعوب وحقوقها.

هذا التوجُّه والنداء والطرح والموقف الثاني يواجه الأزمة بحل يتطلب جرأة وشجاعة من السُّلطة ومن كل المستفيدين من الحالة الراهنة السيئة للواضع السياسي وما يترشح عنه من أوضاع تتبعه في سوئه وردائته، يواجه فيهم نوازع السُّلطة المطلقة، نوازع التسلط المطلق وروح الاستئثار والتمسك بتهميش الآخر.هذا التوجُّه يذهب إلى حل أقرب ما أمكن إلى العدل والانصاف والمساواة بين المواطنين على أساس من مواطنتهم المشتركة، بلا مرجح إلا من خبرة وكفاءة وأمانة، وتفان في خدمة الوطن بعيداً عن الحسابات الفئوية والطائفية والعائلية والقومية، وبعيداً عن حسابات الولاء السياسي والمصالح الشخصية الذي يمثل المقياس الوحيد في الوضع المريض الظالم الراهن. ونعيد السؤال هنا من جديد: الحلُّ في أي توجُّهين؟ خير الوطن في أيِّ الموقفين؟ ضحى البحرين في أين من الطرحين والندائين؟ أيٌّ من الرأيين يبقى ليل البحرين سرمداً؟ ويقضى على أمل الخروج من النفق المظلم الكئيب المرعب؟ وأيهما يطل بها على انبثاقة الفجر وإنفجار النور؟ لك دين، لك عقل، لك ضمير، لك تجارب، لك فطرة، فلتقضي من خلال كل ذلك بجور أحد الرأيين، أو عدل الآخر.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم لا تجعل لنا رأياً منافياً للحق، ولا قولاً في غير رضاك، ولا ميلاً بظلم، ولا موقفاً من وحي الهوى يا لطيف يا رحيم يا كريم.

اللهم ارحم شهدائنا وموتانا، وارحم عبدك وابن عبديك عبدالغني بن حسن الريِّس، وأقر عينه بما يرضيه من إحسانك، واشف جرحانا ومرضانا، وفكَّ أسرانا وسجنائنا ورد غربائنا في خير وسلامة وعز وكرامة، وفرِّج لنا فرجاً عاجلاً يا عزيز يا مجيد.-----------------[1] هتافُ جموع المصلِّين : " الله أكبر، الله أكبر، النَّصر للإسلام ".[2] هتافُ جموع المصلِّين : " لبَّيْك يا إسلام ".[3] هتافُ جموع المصلِّين : " هيهات منَّا الذلَّة ".

http://www.alwefaq.net/index.php?sho...rticle&id=7794


الساعة الآن 09:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227