انتقادات صريحة لعدة جهات في بيان حركة أحرار البحرين الصادر اليوم
 

رسالة الشعب الى المشاركين في فورمولا: اوقفوا سباقكم على اجساد الشهداء وبدمائهم

ثقافة الثورة فتحت بصيرة المواطنين على حقائق الواقع السياسي، ولن يستطيع احد ان يغير هذه الثقافة وما يتأسس عليها من قناعات. من اهم معطيات هذه الثقافة ان الشعب قادر على تغيير واقعه بعد ان تغيرت نفسيته، تأكيدا لقول الله تعالى: "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم". لقد توجه المواطنون الى الميادين برغم علمهم بان العدو الخليفي مدعوما بالسعوديين والبريطانيين لن يوفروا وسيلة من وسائل القمع والقتل والتعذيب. ولذلك برغم تواصل آلة القتل الخليفية يصر الثوار على رفع شعار "الشعب يريد اسقاط النظام". ولان هذا الشعب واثق من حتمية سقوط الطاغية فقد اصبح شعاره الذي لا يتغير "يسقط حمد، يسقط حمد". ان ذلك تعبير عن بصيرة عميقة لدى ابناء البحرين بعد ان ادركوا بوعي وخبرة ان الخليفيين والبحرانيين الاصليين (شيعة وسنة) لا يمكن ان يتعايشوا مستقبلا، وعليه فاما ان يهاجر الشعب الاصلي او يسقط الحكم الخليفي. ولان الشعوب تبقى والطغاة يرحلون اصبحت قناعة الشعب ثابتة بان الحكم الخليفي سوف يسقط. يختلف منطق هؤلاء الثوار عن منطق العاملين في حقل السياسية ضد المنظومة التي فرضها الخليفيون. فاولئك يبحثون عن الحلول من المصادر التي لا يمكن ان تصنع الحل، ويسعون لاقناع الشعب بان "علينا ان نلعب سياسة"، من مستلزمات هذه السياسة ان لا تصارح شعبك بما فتعل وبمن تتصل او تجتمع. فاللقاءات مع الامريكيين (فيلتمان، بوسنر، السفير الامريكي وغيرهم)، ام مع البريطانيين (أليستر بيرت وربما مسؤول ملف البحرين بالخارجية البريطانية، والسفير البريطاني في المنامة) او مع السعوديين يتم اخفاؤها عن المواطنين بعنوان اللعب السياسي. ومن لا يصدق شعبه في ما يفعل لا يفلح في مبتغاه. الثوار لا يتقنون هذه الالاعيب ولا يتحمسون للولوج في تلك الدهاليز التي تضيع فيها القيم والمباديء وتسحق كرامة الانسان بعناوين "الاصلاح" و "التسوية" و "الواقعية" و "العقلانية". ولم يكن غريبا ان يطالب السعوديون اصحاب مشروع "إصلاح النظام" التراجع والانسحاب من الشوارع والعودة الى المنازل، وانهم (اي السعوديين) سيساعدون الخليفيين ماليا لتحسين اوضاع المواطنين. فكأن الثورة جاءت من اجل اشباع البطون، وليس لإكرام النفوس وإزعال

وبعد عامين من الحراك الثوري الذي لم يتوقف يوما، اتضح ان خيار الشعب من خلال الثورة هو الذي لا يتراجع ولا يمكن ان يهزم مهما بلغ اجرام العدو الخليفي واعوانه. فبرغم سقوط الشهداء تباعا، وآخرهم الشهيدان جعفر الطويل وعبد الغني الريس، ما تزال قوافل الثوار تتوجه يوميا الى الميادين وتفشل خطط اعداء الشعب، ويسقطون خيارالحل السياسي الذي يستبطن الابقاء على الحكم الخليفي مع تعديلات هامشية لا تفيد الشعب اطلاقا. وهكذا يثبت اطفال الثورة انهم اوعى كثيرا واعمق بصيرة ممن اصبحت "السياسة" مهنة وخيارا اول لديهم. خرج الثوار في تشييع هؤلاء الشهداء بوعي واصرار وبصيرة وشجاعة وفتوة، ولم يسمحوا للشيطان او اعوانه بالنفاذ الى قلوبهم ونفوسهم. ينظرون الى مرتزقة الطغيان الخليفي فيستصغرونهم، ويستهزئون بهم، ويلعبون بهم لعبة القط والفأر. يشعر الواحد من هؤلاء الثوار انه أشد بأسا وأربط جأشا، وأثبت جنانا من هؤلاء الذين يستحصلون رزقهم الحرام بقتل الابرياء والاعتداء على الحرمات والتنكر لأبسط قيم الانسان ومباديء الاسلام. في معمعة الثورة لمعت اسماء واختفت اخرى، ونال الشهادة اشخاص لم يكن لهم في السياسة باع. وشاءت ارادة الله ان تصعد ارواح هؤلاء الى بارئها شاهدة وشهيدة، بينما يتراجع اشخاص طالما اعتبروا من طلائع النشاط ورموز العمل السياسي والاسلامي، الى مؤخرة الركب، وربما غيروا قناعاتهم من ضرورة التغيير الجذري الى الاقتصار على ما يسمونه "إصلاح النظام". ولأن النظام الخليفي فاسد ومفسد فانه يستعصي على الاصلاح، فالله سبحانه وتعالى يقول "ان الله لا يصلح عمل المفسدين".

ان السعي لاصلاح نظام البغي الخليفي يستبطن إبقاءه والاعتراف بشرعيته, وهذا مخالف للمنطق والحكمة، خصوصا بعد ان تأكد فشل مقولة "الاصلاح من الداخل". وليس المقصود بهذا الكلام توهين احد او النيل من فئة، بل تثبيت الحقائق كما حدثت بهدف الاستفاذة من التجربة ووضع اليد على الجرح لكي لا ينحر الشعب كل يوم، ان بقي الخليفيون في الحكم. واذا كان البعض ينطلق من مقولة "الواقعية" لتبرير السعي لاصلاح الحكم الخليفي، فان الشعب الذي توصل الى قناعة راسخة بضرورة انهاء الحكم الخليفي يعتقد ان الواقعية تقتضي التخلص من الحكم الخليفي، وان ذلك ممكن جدا وخيار عملي، وان عهد الحكم العائلي قد ولى، وان المزاج العربي العام متجه نحو التحرر والتغيير برغم ما يسعى الاعلام والدولار النفطي الخليجي لترويجه من ثقافة الخنوع والاستسلام والاعتماد على الدعم الامني والعسكري الغربي. وفوق ذلك يعتقد الثوار ان دماء الشهداء لا يمكن ان تذهب هدرا، وان الله الذي وعد المجاهدين والصابرين بالنصر والتأييد وانه لا يخلف وعده. وقد اثبت شعب البحرين قدرته على الصمود والثبات وتحمل المصائب والنكبات، ولكنه غير قادر على الاستمرار تحت حكم استبدادي ديكتاتوري حاقد، يعيث في الارض فسادا ويمزق لحمة المسلمين، ويقطع الوشائج في ما بينهم، ويفتت الشعب وفق خطوط المذهب والعرق.

شعب البحرين اليوم يستعد لحرمان العدو الخليفي من كافة اساليب الاستغلال البشع لامكانات الدولة بهدف الحفاظ على شيء من الدعم الدولي والتظاهر باستقرار الاوضاع في البلاد. وبد بدأ فعالياته ضد اقامة سباق السيارات (فورمولا1) المزمع اقامته في البحرين في وقت لاحق من هذا الشهر. البلاد ستتحول الى ساحة احتجاج واسعة، اما لمنع اقامة السباق او للاستفادة من اجوائه وحضور الاعلاميين فيه لاظهار الرفض المطلق للحكم الخليفي. ومما يساعد الشعب على تحقيق اهدافه فشل ولي العهد الخليفي بعد تعيينه نائبا لرئيس الوزراء، في اثبات اختلافه عن سياسات عمه الاستبدادية واساليب والده الدموية. العدو الخليفي ينظم هذه السباقات والشعب يوجهها لدعم قضيته. سيتذكر الشعب هذه المرة شهيد الحرية والكلمة، صلاح عباس، الذي قتله الخليفيون قربانا على حلبة الفورمولا العام الماضي، ويقولون لمن يشارك في هذا المهرجان غير الاخلاقي: انت شريك في دم هذا الشهيد، فلتوقفوا تشغيل سياراتكم بدماء شهدائنا. هذه رسالة الشعب للعالم وهو يستعد لفعالياته السلمية المتحضرة التي ستسلب الخليفيين قدرتهم على اثبات شرعية حكمهم، وستظهرهم نظاما مرفوضا، مجرما، مستبدا لا يستحق البقاء. فرب ضارة نافعة، كما يقال.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
5 ابريل 2013