منتدى استراحات زايد - مترجم:إلغاء مؤتمر “أخلاقيات الأطباء” مأزق خليفي جديد

http://www.feb14media.com/wp-content...13/03/head.png

القرار استفز مدير “الإيرلندية” فقرّر الاستقالة .. إلغاء مؤتمر “أخلاقيات الأطباء” مأزق خليفي جديد (مترجم)

مملكة البحرين التي عمدت سابقًا إلى تشويه سمعة حقوق الإنسان ستلقى ضربة شديدة اليوم جراء إلغاء مؤتمر أخلاقيات الأطباء في هذه الجزيرة الصغيرة ذات النظام الملكي السائد، وبعد استقالة مدير الكلية الايرلندية في البحرين.

20 مواطنًا على الأقل قُتلوا على أيدي القوات البحرينية، فيما تصرّح المعارضة بأن العدد يصل للضعف أربع مرات، وذلك بعد أن فشلت التصعيدات للأغلبية الشيعية المسلمة في المجتمع ضد العائلة الحاكمة ذات المذهب السني برئاسة الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ سنتين خلت.

قوات الأمن التي قامت باقتحام المستشفيات في المملكة، عمدت إلى تعذيب المرضى أثناء مكوثهم في الرعاية الصحية لتلقي العلاج، وحتى الآن تتبع معيارًا طائفيًّا في تقديم الخدمات الصحية.

الكلية الملكية الايرلندية للجراحين التي قامت بتدريب العديد من الأطباء – الذين قام النظام باعتقالهم لاحقًا – انتُقدت بشدة بعد أعمال العنف؛ وذلك لعدم إدانتها أعمال الحكومة الوحشية.
ولكن، منظمة أطباء بلا حدود ستعلن اليوم في قرارها إلغاء الاجتماع الدولي المزمع قيامه الشهر المقبل، والذي يفترض أن يتحدث فيه خبراء حقوق الإنسان والكادر الطبي خلال يومين عن “الأخلاقيات الطبية والمعضلات في حالات الانشقاقات السياسية أو العنف”.

هذا ومن المقرر أن يقوم البروفيسور توم كولين (رئيس الجامعة الطبية في البحرين) بإخبار الطلبة الذين تصل أعدادهم لـ 1100 طالب و240 موظفًا أثناء وقت استراحة الغداء أنه سيقدم استقالته احتجاجًا على قرار الإلغاء. يشار إلى أن الجامعة تُدار بواسطة الكلية الايرلندية للجراحين التي كانت عضوًا مشاركًا في رعاية المؤتمر القائم مع منظمة أطباء بلا حدود.

40 دكتورًا بحرينيًّا تعرّضوا للاعتقال
40 دكتورًا بحرينيًا على الأقل من الذين أُلحقوا في الكلية الملكية الايرلندية اعتقلوا، ونُسبت إليهم اتهامات على خلفية الاحتجاجات في عام 2011، ولايزال أربعة منهم قابعين في السجون، على رغم أن البروفيسور كولين اعترف بضرورة الإفراج عنهم.

ثم جاءت قائمة مرموقة من المتحدثين الرسميين شملت البروفيسور باتريك رود (رئيس الجامعة الايرلندية للجراحين) برتبة استشاري جراحة في مستشفى بيومتن في دابلن، أنستازيا كريكلي (عضو في لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري)، البارونة ناولا أولين (أمين في الشرطة الأولى في عام 2000 حتى 2007)، والكثير من أصحاب السمة الكاثوليكية ينسبون الثقة لخدمات الشرطة في أيرلندا الشمالية لأعمال السيدة أولين.

المنظمون هناك أرادوا عرض فيلم يوضح مناطق الخطر على أطباء منظمة أطباء بلا حدود في أفغانستان ودول الحروب الأخرى، بواسطة دانييل دي لويس.

سلمان يوافق شفهيًّا.. والعائق الإذن الكتابيّ
ولأشهر، كانت كلتا المنظمتين أطباء بلا حدود والكلية الملكية الايرلندية للجراحين تحاولان إقناع العائلة الحاكمة بالسماح لهم بإقامة المؤتمر. حيث أشاروا إلى أنهم اضطروا إلى إلغاء المؤتمر عندما فشلوا في الحصول على إذن كتابي من السلطات لعقد الاجتماع في فندق انتركونتيننتال البحرين بالعاصمة المنامة.

وفي مقابلة حصرية مع البروفيسور كولين الذي قطع نصف الطريق في إنشاء الجامعة الطبية وستكون استقالته قيد التنفيذ في مايو إنه عندما التقى ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة في منظمة أطباء بلا حدود الرسمية قال إنه أعطاه الموافقة الشفهية له و للمنظمة، وأشار إلى أنه يريد إقامة هذا المؤتمر، ولكن الإذن الكتابي لن يصل أبدًا.

بضاعة الطائفية في البحرين وأيرلندا
وفقًا لزملائه، رأى الأستاذ كولين أوجه تشابه بين الوضع في كل من البحرين وأيرلندا الشمالية، مما جعل المؤتمر الذي سيقام في البحرين ذا قيمة أكثر.

كان هناك بعد طائفي في الانتفاضة البحرينية، حسبما أشار إليه أحد زملاء أستاذ كولين، فلا البحرين ولا أيرلندا الشمالية كانتا أصلاً للطائفية، لكن تم جعلهما ليكونا كذلك.

في الحالتين، السلطات كانت قائمة على الاستجابة للمشكلات السياسية بالقوة الأمنية، و قادت الأزمة الطائفية إلى هامش أعمق. ثم جاءت الاعتقالات في أيرلندا الشمالية والخميس الدامي، جميعها لم تكن استجابات متناسبة مع الوضع، ونتيجةً للتطرف في المذهب الكاثوليكي بين السكان. ومع هذا، لا يوجد هناك نسبة عالية من التطرف لدى الشيعة في البحرين، ولكن الدرس المستفاد من أيرلندا الشمالية أنه يمكن إنشاء مشاركة سياسية توفر الأساسيات الشرعية لضمان حقوق الإنسان.

هذا المشهد وحده جعل المؤتمر مدانًا بشدة في عين العائلة الحاكمة، التي دعت إلى تحقيق معلن في أحداث العنف خلال العام 2011، حيث أطلقت الشرطة الرصاص الحي على المتظاهرين الشيعة العُزّل الذين اعتقدوا – بعد الربيع العربي في تونس ومصر – أن وقتهم قد حان. ولكنهم قد تظاهروا بعدها بوقت قصير، ومع عدم وجود برنامج آخر للثورة طرد آلاف المتظاهرين من دوار اللؤلؤة، والعديد منهم اعتقلوا من المستشفى بعد احتلالها من قبل رجال الشرطة. بعدها تم تدمير نصب دوار اللؤلؤة من قبل الحكومة. لجنة تحقيق بسيوني المنتدبة من قبل العائلة الحاكمة، سلمت تقريرًا قاسيًا عن القمع والتعذيب الذي تمارسه السلطات، ولكن لم يتم التصرف أو يُحرك ساكن بهذا الشأن.

الإلغاء = لا أخلاقيات مسموحة لمهنة الطبّ!

البروفيسور كولينز كتب إلى البروفيسور شريف بسيوني بتوصيات خاصة من قبله للإفراج عن الأطباء المعتقلين، ولكنه لم يتلق أيّ رد. العائلة البحرينية الحاكمة تهيمن عليها المملكة العربية السعودية التي أُرسلت جنودها إلى البحرين كجزء من تعاون قوى الخليج لسحق الثورة، تلك العائلة الخليفية تواجه الآن مهمة صعبة لشرح عدم إمكانية المملكة عقد مؤتمر دولي حول الأخلاقيات الطبية. يقول الدكتور بارت جانسين (المدير التنفيذي لمنظمة أطباء بلا حدود): بعد عام من النقاش مازلنا لا نحظى بالدعم الذي نحتاجه لنمضي بإقامة المؤتمر. نتيجة لذلك، نحن مضطرون إلى الاستنتاج بأنه من غير الممكن في البحرين اليوم لأصحاب المهن الطبية والمشاركين في الحيادية الدولية إجراء محادثات حول أخلاقيات مهنة الطب. ووفقًا للدكتور جانسين الذي من بلجيكا فإن منظمة أطباء بلا حدود تبحث عن مواقع أخرى في الخليج لإقامة المؤتمر.

البروفيسور كولينز، الذي كان مستاء بشدة من العنف يقول إنه لا يرغب في الإساءة إلى الكلية الملكية للجراحين، التي تربح من الجامعة في البحرين حوالي مليوني دولار سنوياً على رغم ديونها التي تبلغ 50 مليون، بل يرغب في أن يساهم في تحقيق الاستقرار في البحرين.

التجارة البريطانية ووجود الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين أسكتا وبشكل فعال أي انتقاد جدي من السادة كاميرون وأوباما. كما دُعي الملك حمد ليوبيل الملكة الذهبي. وقد اقترحت منظمة أطباء بلا حدود مرارًا وتكرارًا على وزارة الصحة البحرينية أن ترافق المرضى إلى المراكز الصحية للتحقق من أن الموظفين والمرضى وأفراد الأمن كانوا يتصرفون وفقًا لآداب مهنة الطب، وفشلت الوزارة في الرد.

فشل المؤتمر ليس إنجازًا مخجلاً للبحرين فحسب
جوناثان ويتال من منظمة أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط، يقول إن المرافق الصحية في البحرين أصبحت ساحة معركة. “في بداية الانتفاضة، استخدمت المعارضة مستشفى السلمانية كنقطة انطلاق للاحتجاجات، وبعد ذلك كان رد فعل الحكومة على نحو غير متناسب بعسكرتها الرعاية الصحية”، وقال: “تحولت المستشفيات إلى أماكن يُخاف منها. وصمم مؤتمرنا لإثارة قضية المشاكل في أخلاقيات مهنة الطب، ولاستعادة الثقة في النظام الصحي في البحرين. المؤتمر ليس في البحرين فقط، بل في المنطقة كلها؛ لأن مناقشات من هذا النوع سيكون لها فائدة للمرضى ولذهابهم إلى المستشفيات دون خوف. فشل إقامة هذا المؤتمر ليس نكسة لهذه المشكلة في البحرين فقط، بل للمنطقة ككل.

تنقسم العائلة المالكة في البحرين حول كيفية الرد على مطالب الغالبية الشيعية بالمزيد من السلطة السياسية. ولي العهد الأمير سلمان هو الإصلاحي وبالتالي نفترض، رغبته في عقد المؤتمر الدولي لآداب مهنة الطب، ولكن البعض الآخر – الذين هم تحت تأثير السعوديين – يعتقدون أنه يجب أن لا يفتح أي طريق للإصلاح.

خلال التظاهرات في 2011، طلب بعض البحرينيين الشيعة من ولي العهد الانضمام إليهم في ميدان اللؤلؤة. حتى أن إحدى نساء الشيعة قالت إن المتظاهرين سيقومون بحمل الأمير سلمان على أكتافهم حول الساحة لإظهار دعمهم له. ولكنه لم يأت، ولم يعد هناك أي متظاهر سيقدم له مثل هذا العرض اليوم.