محروم.كوم | 02-05-2013 10:10 PM | استهلاك الوقت في الترويج لحوار فاشل لإحباط مفعول الإضراب والتصعيد عندما تقترب ذكرى انطلاقة ثورة شاملة كما في البحرين فإنَّ القوى الجماهيرية والسياسية تكون في حالة استنفار من أجل إحياء الذكرى وعمل مراجعة لما تمّ إنجازه وقطع من أشواط وما يجب أن يتمّ إنجازه مستقبلاً من أجل إنجاح أهداف الثورة طالما أنها لم تحقق أهدافها بعد.
رأينا كيف فعل المصريون ونزلوا بكل غضب إلى ميدان التحرير في 25 يناير وسقط قتلى وحصلت اشتباكات دامية مع قوى الأمن وبين أنصار التيارات السياسية ممن ينقم على الرئيس مرسي وتنظيم الإخوان المسلمين الذي صعد للسلطة وبسط نفوذه على مؤسسات الدولة وبين أنصار الرئيس والتنظيم وحلفائهم.
في مصر، سقط مبارك وبقي على الشعب المصري أن يستكمل تطهير بلده من فلول النظام السابق لكن كان المصريون أمام واقع أكثر تعقيداً عندما صعد تنظيم ضارب الجذور باسم المعارضة إلى السلطة وراح يتبجَّح بتسنُّمه مقاليد الحكم عن طريق الإنتخاب فصار يكمّم الأفواه ويهاجم المتظاهرين الساخطين على واقع غير محتمل لم يكونوا ليتصوَّروه مع سقوط الفرعون مبارك عميل الصهيونية والإمبريالية العالمية.
هنا في البحرين، لو بدأنا من جانب النظام فإنّه في استنفاره بين أمرين: - أن يهدِّد باستخدام القوّة ويواصل القتل والقمع، وهو مؤشر على حماوة الأحداث وغليان الشارع ما يعني أن الساحة ستكون تلقائياً مقبلة على مرحلة من التصعيد تزامناً مع ذكرى انطلاقة الثورة التي تبعث الحماس والغضب في نفوس الثائرين.
- أن يسلك طريق الحيلة والمناورة السياسية من أجل إحباط وتمرير الذكرى خصوصاً مع وجود دعوات للإضراب والتصعيد بعد تصاعد حملات القتل والترهيب والإعتقال. إذا اتجه لهذا المنحى فهو إما متوجس من التصعيد وخروج الأوضاع عن السيطرة، أو أنه محكوم لمعادلات إقليمية وعالمية هو قزمٌ أمامها ولا يستطيع القفز عليها باعتباره مجرد أداة استعمارية وحارساً أميناً لمصالح المستعمرين.
ومن جانب الجمعيات السياسية وقوى المعارضة فهي إمّا: - أن تستجيب لدعوة الحوار التي أطلقها النظام، واستجابتها تعني صيرورة الأمور باتجاه التهدئة فلا يلتقي حوار مع تصعيد. الملاحظ أنَّ الجمعيات وعلى مدى الأيام والساعات الفائتة تصرّح بأن الحوار غير جاد مما يعني بأنها غير متفائلة منه وهذا فاضل عباس رئيس التجمع الوحدوي في المؤتمر الصحفي الأخير يؤكد بأنّ علينا ضغوطاً كبيرة من جانب الشعب لعدم الدخول في الحوار بعد ما قام به النظام من جرائم واستمراره فيها. أكثر من ذلك، جلال فيروز يقول على قناة العالم بأننا نعلم بأنَّ هذا الحوار محكوم بالفشل وغير جاد ولكننا نريد أن نثبت للعالم عدم جديّة النظام ووو إلخ.
- أن ترفض دعوة الحوار، ورفضها يعني جنوحها باتجاه التصعيد كنتيجة منطقية لرفض النظام الإذعان لأية تسويات وحلول سياسية وإصراره على الخيار العسكري لإنهاء الثورة وإخمادها كليا، هذا بمنطق الجمعيات. أما بمنطق قوى الثورة ممثلة في الإئتلاف وتيار الوفاء وحق والتيار الرسالي فهي وفقاً لأدبياتها المعلنة لا يمكن أن تجنح للحوار وقد صدر منها ما يدعو للتصعيد واستكمال المسير باتجاه إسقاط الطاغية ونظامه العنصري الطائفي ما يحتم عليها أن تكون قد أعدّت نفسها لتحمّل تكاليف المرحلة المقبلة المفترضة.
الخلاصة: - دعوة الحوار المطروحة والقبول بها مع الإقرار بعدم جديتها وفشلها واستهلاك الوقت في الترويج إليها وإشغال الساحة بها كل ذلك يجعلنا نميل للرأي القائل بأنّ هذه الزوبعة والفقاعة إنما جاءت من أجل تمرير وتمييع الإضراب المزمع وإخفات الوهج والعنفوان الثوري الذي يفترض أن يتصاعد مع اقتراب الثورة من إنهاء عامها الثاني.
- استهلاك الوقت في الحديث عن "حوار" مع الإجماع على فشله والتوجس منه سيؤدي إلى مضي الوقت وفوات الفرصة للتصعيد وهي خدمة كبرى نقدّمها على طبق من ذهب للعدو. لقد أخذ الحديث عن دعاوى الحوار والتصريحات المتبادلة وكل هذا الصخب والضجيج الإعلامي والسياسي محل الحديث المفترض عن الإضراب وكيفية تفعيله وإنجاحه والتقدّم بخطوات تصعيدية في العام الثالث للثورة.
- ستؤدي عملية تقطيع الوقت والمناورة السياسية إلى إطالة وعرقلة الثورة من أن تتقدَّم بنحو جدي وحقيقي ميدانياً وسياسياً وستتكرر مثل هذه العملية في كل مناسبة ومنعطف تاريخي من عمر الثورة ما لم يكن هناك وعي وتحرك صارم من جانب قوى وجماهير الثورة المؤمنة بالتغيير الجذري والطامحة بصدق للتقدم بخطوات نوعيّة إلى الأمام.
اقتباس: http://alwefaq.net/media/pics/1359892471.jpg قال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية في البحرين الشيخ علي سلمان أنه لا يوجد أي مبرر للتفاؤل نحو الحوار أو التفاوض القادم، في إشارة للدعوة للحوار التي أطلقها النظام في البحرين ويحوم حولها الغموض.
وأكد خلال حديث الجمعة الفائت، على أن المعارضة تملك الجدية والصدق في أن توجد حلا سياسيا عبر التفاوض، ولا نريد الدخول في لعبة سياسية، نريد بلد ديمقراطي يؤمن العمل السياسي الحر فيه وأن يكون الشعب مصدر القرار. واستدرك سلمان بقوله: بحكم التجارب والوعي السياسي والشعبي فلا يمكن خداعنا فلا نحن كقوى سياسية يمكن خداعنا وشعبنا لايمكن خداعه فلا نضيع الوقت على تجارب خاسرة وتستمر المعاناة. |