كيف تثمر مسيرة النضال ؟ منذ بداية الثوره طرحت أفكار كثيره و كانت بعض تلك الافكار قابله للتطبيق على أرض الواقع و البعض الآخر هي أفكار طرحت في مرحله سابقه لأوانها من أجل ( بنك الافكار ) الذي يمكن الاستفاده منه في المستقبل ، و من يطرح تلك الافكار هم على ثلاثة أصناف: 1.أفكار جيده و لكن صاحبها غير قادر على الترويج اليها. 2. افكار جيده و يتقن صاحبها الترويج اليها مثل صاحب الاحبار و معارض بريطاني. 3. افكار جيده و يروج اليها بأتقان و يملك صاحبها أدوات التنفيذ كالائتلاف. و الشارع بعفويته لا يستطيع تبني الكثير من تلك الافكار الميدانيه ، و لا بد من جهه تنظيميه تدعم تلك الافكار لتبقى الحركه الميدانيه مستمره و مثمره. * مشكلة الحراك الشعبي ؟ كما هو واضح بالتجربه أن الحراك الشعبي تغلب عليه العفويه ، و العمل العفوي ناجح في دول لها كثافه سكانيه كبيره كمصر مثلا و هو غير منتج في دوله مثل البحرين ، و أرى أنا تجربتنا في العمل المنظم السري هي محدوده جدا مقارنه بالعمل العفوي ، و لو لم يوجد الائتلاف لماتت مظاهر الاحتجاجات تحت قهر القوة الامنيه التي تضرب بها السلطه ليلا و نهارا ، على الرغم أن قوة الائتلاف و قدرته على الاستمرار في النضال هي في كونه كيان سري منظم و سلوكياته مدروسه و ليست عفويه. * قدرة الجمعيات السياسيه العلنيه و الرموز الدينيه ؟ الجمعيات السياسيه غير قادره على الانتاج في ظرف تكون فيه يد السلطه الامنيه مبسوطه كما هو حاصل الآن ، لأن هذه الجمعيات لو صعدت خطوات كبيره لأودعت السلطه رموز تلك الجمعيات الى السجن و سوف تغلق مقراتها و تحل تلك الجمعيات ، كذلك جميع الرموز الدينيه هم غير قادرين على الانتاج سياسيا لأن السلطه قادره على الزج بهم في غياهب السجون كما فعلت بأصحاب المبادره بالأمس و فعلت برموز التحالف من أجل الجمهوريه و جمعية أمل اليوم ، و نقطة الضعف في هذه الكيانات و الرموز هي كونها غير (سريه). اذن كيف تستمر مسيرة النضال؟ تستمر مسيرة النضال من خلال العمل السري المنظم ، فمثلا عندما يعتقل نبيل رجب و زينب الخواجه و المحافظه يغيب صوت مركز البحرين لحقوق الانسان ، فلماذا لا يتحول مركز البحرين لحقوق الانسان الى منظمه سريه تزاول عملها بنفس النشاط حتى لو أعتقلت السلطه كل رموزها المعروفه ؟ العمل الاعلامي خجول كذلك ، لأننا لا نملك مؤسسات أعلاميه سريه معنيه بنقل أحداث الثوره ، نعم نحن نملك شبكات اعلاميه على الفيسبوك و تويتر ، و لكن الاجماع الشعبي الذي حصل في ثورة 14 فبراير و حجم الكفاءات الاعلاميه التي ساندت الثوره كانت قادره على تأسيس منظمات اعلاميه أقوى من الجزيره و العربيه و بناتهما ، و لكن العمل كما ذكرت سابقا تغلب عليه العفويه. العمل السياسي أيضا فيه ثغره كبيره ، و هي أن من يشتغل في هذا الحقل فعليا هم الجمعيات السياسيه العلنيه ، و هذه الجمعيات غير قادره على أعطاء هذا الحقل حقه ، و لو أعطت الجمعيات هذا الحقل حقه و مستحقه لوضعت السلطه يدها على الجمعيات و صفتها ، و من هنا تكمن الحاجه الى وجود كيانات سياسيه سريه تمارس دورها السياسي بكل حريه. علما أن الائتلاف جهه ميدانيه و لا يشتغل في حقل السياسه الا نادرا. أخيرا .. أرى ان العمل السري المنظم هو القادر على الاستمرار في ساحات النضال لسنوات طويله ، و هو القادر على ضرب السلطه و ايجاعها من دون أن تستطيع السلطه وضع يدها عليه. علي السيد |
الساعة الآن 08:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir