تحليل :هل تتحول البحرين من لقمة تحلية .. الى لقمة ترضية ؟؟
 

تحليل :هل تتحول البحرين من لقمة تحلية .. الى لقمة ترضية ؟؟

ان قواعد اللعبة السياسية تغيرت في السنوات الاخيرة , واانهت زمن القطب الواحد لتعود
روسيا من جديد في واجهة الاحدات السياسية , بالاضافة الى بروز قطب جديد , بل مارد
اقتصادي في حالة صعود على عكس الاقتصاديات الاخرى التي تشهد تراجعا كالاقتصاد
الاميركي والاوربي الذي ظل مسيطرا خلال سنوات طوال .

ان الحديث عن اللعبة السياسية الدولية هو لفهم مستقبل الثورة في البحرين ومعرفة
المصير الذي ينتظرها من جهة ومعرفة انعكاس الاحداث على الوضع الداخلي بالنسبة
للثورة والقوى السياسية الاخرى .

في التحليل السابق ( هل البحرين لقمة تحلية .. ام غصة في حلق التسوية الدولية ؟)
ذكرنا بالتفصيل اسباب فشل التسوية , لذالك لن نسهب في هذا الخصوص , وانما عن
تصاعد الصراع الدولي خلال الايام القادمة وانعكاسه على الوضع الداخلي في البحرين .

الاهمية السيتراتيجية لسوريا والبحرين

تكتسب سوريا اهمية استراتيجية بالنسبة للاعبين الدوليين او الاقليمييين , ولاتختلف هذه
الاهمية بين اعداء سوريا وحلفائها ,فالجميع يعتبر موضوع سوريا مفصليا بالنسبة له ,
اما البحرين فان اهميتها تكتسبه من موقعها في قلب الخليج الغني بمصادر الطاقة كالنفط
والغاز , ووجود الاسطول الاميركي الخامس فيها , ولكن اهميتها تاتي بعد سوريا.

بالرغم من وجود الاسطول الاميركي الخامس في البحرين , الا ان ذالك ليس عائقا
امام اميركا للتخلي عن ال خليفة ونقل اسطولها الى قطر مقابل سقوط النظام السوري
,ومن جانب اخر فان ايران وحلفائها مستعدة ايضا للتخلي عن المعارضة وعن الثورة
في البحرين مقابل بقاء نظام الاسد في سوريا . , فلا يمكن ان تقبل ايران سقوط الاسد
مقابل سقوط ال خليفة , كما انه ليس مقبولا عند اميركا وحلفائها بقاء الاسد مقابل بقاء ال خليفة .

تداعيات الموقف الاميركي

ان الشرق الاوسط على اعتاب مرحلة جديدة من الصراع قد تؤدي الى حرب اقليمية
وحتى دولية شاملة اذا ماتم ضرب سوريا وايران بعد ذالك عسكريا و والموقف الاميركي
الاخير حسم القرار باسقاط نظام بشار الاسد بدل التسوية السياسية .

من جهة اخرى تحاول اميركا دفع الامور في البحرين بتسريع الحوار ووضع حل في
اقرب فرصة للتفرغ للملف السوري , وللتخلص من ظغط روسيا والصين وايران فيما
يرتبط بزدواجية المعايير , وتعزيز موقفها لاسقاط نظام بشار الاسد .

ان تداعيات الموقف الاميركي الاخير سيجعل من البحرين مقابلا لاسقاط نظام
الاسد في سوريا اذا فشل الاتفاق على التسوية في البحرين مقابل التسوية في
سوريا و وهذا ماهو متوقع لفشبل التسوية والحل السياسي في كل من سوريا
والبحرين وستفرض هذه المعادلة نفسها لانه ليس هناك خيارا اخر امام ايران
في حال سقط نظام الاسد او تم تقسيم سوريا في احسن الحلات المتوقعة وهو
الهدف الاساسي لاسقاط الاسد .

كانت المقايضة الدولية سابقا قائمة على دعم التسوية السياسية في كل من البحرين
وسوريا ووضعت الدول الحليفة لسوريا كل امكاناتها للدفع بهذا الاتجاه , وقد جاء
الاعتراف الاميركي باتلاف المعارضة السورية ليلقي بكل هذه الجهود والاتفاقيات
عرض الحائط .

ان التحذيرات الروسية الصينية لم تاتي من فراغ , وهم يدركون حجم التامر على
اسقاط نظام الاسد حتى لو افشلت أي محاولة من داخل مجلس الامن لستصدار أي
قرار ضد سوريا التي تعتبر اليوم خطا احمر لايران وروسيا والصين .

اما التهديد الايراني فقد كشف الكثير من الاحتقان الموجود الذي كان مغلفا بالدبلوماسية
والمجاملات فمصير البحرين مرتبط بمصير سوريا يعكس المعادلة الجديدة التي لاتشمل
البحرين وسوريا كدولتين فقط وانما ماثمثله من رمزية , فسقوط نظام بشار الاسد يعني
اشتعال المنطقة برمتها وان التهديد سيشمل كل الدول المحيطة بسوريا كلبنان والعراق
تركيا , وانعكاس ذالك سيكون بعدم استقرار الخليج لان الرد سيكون هنا وليس في أي
مكان اخر .

من المرجح ان يكون رد الفعل الصيني والروسي والايراني في الخليج , وذالك بدعم
اسقاط الانظمة الملكية وعلى راسها السعودية التي تقف خلف مشروع اسقاط نظام بشار
الاسد , وهي التي وقفت من قبل لاسقاط حليفهم نظام معمر القذافي .. كما ان الخليج يعتبر
افضل منطقة لاحتضان صراعها مع اميركا ومصالحها .

جاء في تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ان النظام السوري يفقد سيطرته على
البلاد اكثر فاكثر ولايمكن استبعاد انتصار المعارضة في النزاع , وهذا يعطي مؤشر
عن قرب سقوط الاسد او عن فقده السيطرة على الارض و وانفجار الوضع الاقليمي
والدولي خلال الشهور القادمة.

فاذا سقط الاسد واحتدم الصراع فامام اميركا خيارا وحيدا فيما يرتبط بالبحرين
فاما ان تتخلى عن نظام ال خليفة او تخسر مصالحها في المنطقة برمتها لصالح
ايران وحلفائها.

وبهذا يكون مصيرالبحرين ليس مقابل مصير سوريا فحسب .. بل مقابل
كل مصالح اميركا في الخليج .

فهل ستتخلى اميركا عن دعم نظام ال خليفة .. لتحافظ على بقية مصالحها في الخليج ؟؟
وهل تتحول البحرين من لقمة تحلية الى لقمة ترضية ؟!

ودمتم بخير