منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   الشيخ محمد علي المحفوظ : المواطن أولاً.. الفرصة أولاً.. (http://vb.ma7room.com/t107549.html)

محروم.كوم 05-13-2009 10:10 AM

الشيخ محمد علي المحفوظ : المواطن أولاً.. الفرصة أولاً..
 
المواطن أولاً.. الفرصة أولاً..

محمد علي المحفوظ

http://www.alwaqt.com/imagescache/44...hor100crop.jpg

يكمن السر في تميز بعض المجتمعات في قدرتها على توليد الفرص المتعددة لأبنائها على أكثر من صعيد، وهو أمر يعطيها الأفضلية للتقدم على من سواها، إذ الناس بحاجة دائمة إلى التحفيز والاستنهاض. والنظام السياسي الذي يمتلك القدرة على ذلك باستطاعته أن يحول أفراد المجتمع إلى منتجين ومبدعين يقدمون الجديد في كل يوم، وفي المجتمعات المتقدمة قد تتحول الفرص البسيطة إلى منعطف كبير في حياة الناس، فينمو الإبداع، وقد يتحول شخص من فرد عادي في المجتمع إلى مشروع سياسي أو اقتصادي والمذكرات والموضوعات التي تكتب عن ذلك كثيرة وليس بعيداً ما حصل في الانتخابات الأميركية أخيراً حين حصل شخص مثل أوباما على فرصة الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية بعد أن كان الأشخاص من مثله أصحاب «البشرة السمراء» لا يحق لهم حتى مجرد الجلوس على كرسي في الحافلة التي تنقل الناس من مكان إلى آخر، بينما ينعكس الحال في المجتمعات التي تعاني من التخلف والجمود، حيث إن الفرص تموت والآمال تتبدد والإبداع «يُوأد» فيعاني الناس نتيجة لذلك من حالات الإحباط.

إن علينا أن نعمل على صوغ نظام سياسي لديه القدرة على إنتاج الفرصة وجعلها متاحة بيد الناس من خلال ثقافة راقية وأداء سياسي رفيع يرتقي بالناس إلى الأفضل وجعلهم يصلون إلى ما يحلمون به وليس من خلال أداء وممارسات قد تسرق حتى أحلام الناس، ولك أن تتصور أن يتحول الناس في بلادهم إلى أقلية كما تتحدث التقارير، حيث نقلت صحيفة «الوقت» البحرينية «كشفت الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن مصرف البحرين المركزي عن انخفاض نسبة المواطنين إلى أقل من النصف في العام الماضي، ليكونوا أقلية في بلدهم للمرة الأولى، وذلك بعد أن فاقت نسبة الوافدين على المواطنين في العام الماضي (2008) بواقع 51.15% للوافدين، مقابل 48.84% للمواطنين[1]».

ولك أن تتصور أن كل وافد جاء إلى البحرين لكي يبحث عن فرصته المعيشية، وله الحق في ذلك، ولكن إذا لم تكن لدى الدولة القدرة على توفير الفرص للمواطنين الذين يعانون من فقر «نسبي» تحدثت عنه وزيرة التنمية وصل إلى وجود أكثر من 11 ألف أسرة فقيرة (وهو ما يعادل أكثر من 50 ألف فرد تقريباً) في البحرين البلد النفطي، فكيف ستوفر الدولة حماية للمواطنين في ظل زيادة الوافدين؟ وكيف يمكن حماية الناس في ظل سياسة تجنيس «محموم» و«غامض» تقوم به الدولة من دون أدنى اعتبار لمضاعفات وتداعيات هذه السياسة؟ ولا يقف الأمر عند هذا الحد في الجانب المعيشي والوظائفي فإن فرص الوافدين أفضل من فرص المواطنين فيما يرتبط برواتبهم، حيث نقلت أيضاً صحيفة «الوقت» البحرينية تقريراً يعبر عن ذلك «سجَّل مصرف البحرين المركزي حتى نهاية العام الجاري، ارتفاعاً غير مسبوق في متوسط أجور العمالة الوافدة في القطاع العام من فئة الذكور، إذ بلغت حتى ديسمبر/ كانون الأول الماضي 1081 ديناراً. وبرر المصرف الزيادة في متوسط أجور العمالة الوافدة في هذا القطاع بصرف المكافأة السنوية لهم في ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، مضيفاً أن متوسط أجورهم كان العام الماضي 1030 والعام 2007 لم يكن يتجاوز 1000 دينار»، يأتي ذلك في الوقت الذي بلغ فيه متوسط أجور العمالة المحلية العام الماضي في القطاع نفسه 776 ديناراً فقط، بزيادة مقدارها 97 ديناراً عن العام ,2007 حيث كان يبلغ متوسط الأجر الشهري لهم 679 ديناراً، وبذلك يتفوق متوسط أجور الوافدين في القطاع العام عن زملائهم البحرينيين بمقدار 194 ديناراً، وبنسبة 21%. ولفتت المعلومات إلى أن متوسط أجور العمالة الوافدة في القطاع العام من فئة الإناث لم تتجاوز 679 ديناراً، بفارق يبلغ 402 دينار (37%)..»[2].

لقد أصبح الناس يعانون على أكثر من صعيد وفي ظل نظام سياسي يعجز عن إنتاج الفرص ولا يعمل بمبدأ تكافؤ الفرص وفي ظل تحول المواطن إلى «أقلية» أمام الوافدين والمجنسين، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، حيث إن «المتنفذين» وأصحاب القرار ومن بيدهم القدرة تحولوا إلى منافسين و«مزاحمين» للناس في المجال الاقتصادي والمعيشي، وقد يقول قائل هو حق مشروع لكل مواطن أن يتنافس، ولكن لك أن تتصور منافسة بين مواطن عادي وآخر «متنفذ» أو صاحب قرار، فالأمر هنا لا يحتاج إلى صعوبة ولا إلى كثير من الفهم لمعرفة من هو الخاسر في هذه المنافسة، ولكن أكثر ما يضحك في الأمر وربما هو ما يخفف وقع المعاناة من باب شر البلية ما يضحك، هو عندما يقال تصريحات ومانشيتات صحفية بالخط العريض «المواطن أولاً».

هوامش
[1] انظر: صحيفة «الوقت»، (العدد 1144)، الخميس 9 أبريل/ نيسان .2009
[2] راجع: صحيفة «الوقت»، (العدد 1172) الخميس 7 مايو/ أيار .2009


الساعة الآن 11:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227