منتدى استراحات زايد - لؤلؤة أوال | الدار الأولى: الشّهداءُ خارطة طريقنا

الدار الأولى
الشّهداءُ خارطة طريقنا
http://www.lulu-awal.com/news/photos...1348316580.jpg
ليس علينا أن نبكي، وأن نغطس في الدّموع. لا وقت للجزع. عندما يطلّ علينا شهيدٌ جديدٌ؛ فإنّ ذلك يعني أنّ ثمّة أمراً ينبغي أن نأخذه بالحسبان. الشّهيدُ يُمعِن في تذكيرنا بالثّورة وحقيقتها السّاطعة، وبأنّ علينا ألاّ نضيّع البوصلة في القضايا العبثيّة وفي الملفّات الملغومة.
الشّهيد علي نعمة، والشّهيد محمّد مشيمع. نوران يطلّان على سماء الثّورة، وقد امتلأت بالصّعاب والتّحديات ومحاولاتٍ غير قليلة لإيقاعها في الأدوار الصّغيرة والمجهولة. دماءُ الشّهيدين كانت خير تذكيرٍ بحقيقة هذا النّظام الذي لازال البعض يتوهّم بإمكان أن ينصاع للإصلاح. يرتكب النّظام الخليفي جرائمه اليوم وهو أكثر شعوراً بالاطمئنان. بالنسبة إليه، فالأمريكان يُقدِّمون له الخيارات التّطمينيّة المناسبة، وبضغطٍ لا يتوقّف من لدن آل سعود على الإدارة الأمريكيّة التي تُحدِّد مواقفها تبعاً لمصالحها وأنابيب النّفظ. ولذلك، لم يكن غريباً أن يعتقل النّظام الكادر الطّبي مجدّداً، وفي أجواء الدّم التي عمّد بها قبول توصيات جنيف.
في تشييع الشّهيدين قال النّاس كلمتهم. ليس من أملٍ في علاقةٍ طبيعيّة مع سفّاح مجبولٍ على الانتشاء بدماء الأطفال والشّبان. كان صوتُ النّاس واضحاً، وكذلك إرادتهم التي يُراهن النّظام على إخفاتها عبر سياسة تقطيع الوقت، وعلى أمل أن يملّ النّاس ويدخل اليأسُ إلى قلوبهم، فيعودوا إلى منازلهم صاغرين، وفقَ "الخيار" السّعودي المفروض. ولكن، خابَ مسعاهم، وشُلّت أحلامهم.
الظّرف القائم يمثّل بيئة مؤاتية للقيام بحسْم جديد في مسار الثّورة. القوى الوطنيّة والثّوريّة معنيّة باستيعاب هذه المرحلة الهامة، والعمل على إجراء معالجةٍ جذريّة في أسلوب التّعاطي مع النّظام، بما يؤكّد المفاصلة مع كيانه المجرم، وتثبيت معطيات جديدةٍ قوامها أنّ ما كان مؤجّلاً بالأمس، أصبح مطلباً لا تردُّد فيه اليوم.

المصدر: http://www.lulu-awal.com/news.php?newsid=63