منتدى استراحات زايد - البحرين.. تآمر دولي على شعب مظلوم

البحرين.. تآمر دولي على شعب مظلوم

اسلام تايمز - لقد أثبتت ثورة الشعب البحريني على الملكية المستبدة كذب المحافل الدولية وزيف شعاراتها التي تستغلها لتمرير مخططات المسيطرين على قراراتها والمستفيدين من وجودها، فإن ثورة البحرين كانت الامتحان ا
لفاصل لصدق المؤسسات الأممية والمجالس التابعة لها وقد برهنت هذه الثورة على عدم جدوى هذه المنظمات وعلى مدى انقيادها للغرب المستكبر التي ترأسه أمريكا ومن ركب في سفينتها التي تقود البشرية نحو مستنقع الظلام.
اسلام تایمز مؤلف : إبراهيم بيضون

البحرين.. تآمر دولي على شعب مظلومفإن شعب البحرين ومنذ زمن طويل يرزح تحت نير الملكية التي سلبت منه حقوقه المدنية والتي تمادت في تسطير أوراق الظلم والاستبداد حتى وصلت الى طريق لا يمكن لشعب أبيّ أن يتحمل فصولها وقراراتها، فثار على الظالم ملبيا دعوة وجدانه ودينه وممتثلا لصرخة المظلومين في السجون ولأنات الرازحين تحت خشبة جلادي سلطانه المستبد، ورافضا لسلب حقوقه، بثورة سلمية حاملة للورد الأبيض ومتمسكة بكلمة الحق كان سلاحها صوت المظلومين وصرخة الحق الخارجة من حناجر المواطنين ولم تحمل يوما سلاح الطائفية والمذهبية ولم تطالب بحقوقها كطائفة ومذهب بل كان مطلبها المساواة والعدالة وباقي الحقوق المدنية التي تقرّ بها جمعيات الأمم ومؤسساتها وتعترف بها كل الشعوب والأديان.

ولكن هذه الثورة مع سلميتها وعدم توجهها الطائفي قد وجهها العالم كله بكلمة الرفض وبالرصاص والمدفع وقد بعثوا إليها الجيوش المدرعة لتقمع شعب خرج ليطالب بحقوقه بدون سلاح غير كلمة الحق، وقد حاولوا جرّها الى أعمال عسكرية لينصب لها فخ التدخل الأممي والعربي ولكنها رفضت وأصرت على السلمية مهما تمادى الظالم في البطش والتعذيب، وقد اتهموا هذه الثورة بالتبعية لإيران وبتنفيذ مخططات إيرانية تهدف الى وضع يدها على المنطقة ولكن هذه التهمة تبرهن على كذب مدعيها وعلى افترائه على هذه الثورة الشعبية التي تنبع من صميم مظلومية الشعب وتجاهل مطلبه.

وقد كشفت هذه الثورة عن مدى تعلق الحاكم في البحرين بالإدارة الأمريكية حتى تستميت في الدفاع عنه ودعمه بشتى الوسائل، وكيف تتخلى أمريكا عن سلطة سمحت للقوات العسكرية الأمريكية بالمكوث على أرضيها لتشكل قاعدة عسكرية كبيرة تهدف الى حماية المشروع الأمريكي في المنطقة الإسلامية وتكون منطلقا لشن الهجمات على الجيران.

ولكن الذي يدعو الى التساؤل هو أن أمريكا قد تخلت عن كل أزلامها في المنطقة عندما وجدت أن شعوبهم تثور عليهم، ولكنها في البحرين كلما تقدم الشعب في ثورته المحقة ازداد التمسك الأمريكي بعميلها أكثر وازداد تقديم الدعم له خصوصا من أزلام أمريكا الباقين في المنطقة، وهذا التساؤل لا ينحل إلا إذا علمنا أن أمريكا تخشى من وصول ثوار البحرين الى مطالبهم المحقة لأنهم عندئذ سيشكلون خطرا على المصالح الأمريكية في هذه الجزيرة الصغيرة أو أن السلطة ساعة إذن لم تستطيع تقديم ما تقدمه الآن.

وكشفت أيضا عن تخوف السلطات في دول الخليج من نجاح هذه الثورة المحقة خوفا من سريان عدوى الثورات الى بلادها وتهديد عروشها الملكية بالزوال فبادرت الى تقديم الدعم لسلطة البحرين حتى تحافظ على صمودها في وجه شعبها، ومن هنا نفهم حركة المملكة السعودية الداعمة لسلطة البحرين وبعث قواتها المسلحة لقمع الشعب هناك في سابقة لم نتعود عليها من المملكة حتى في الظروف الصعبة التي مرّت وتمر على أمتنا فلم تستبسل القوات السعودية في مواجهة العدو الصهيوني ولم تقوم بتقديم الدعم المعنوي بل كانت في أكثر من موقف في حالة مريبة حتى وصل بها الحال الى التآمر على بعض حركات مقاومة العدو الإسرائيلي.

ويوجد مفارقة واضحة بين ثورة الشعب البحريني وبين الأحداث في سوريا ففي البحرين نرى أن العالم ساكت بل يساعد السلطة لتقمع ثورة شعبية سلمية تطالب بحقوق مدنية تقرّها قوانين الأمم والشعوب وتعترف بحقها كل المنظمات، ولكن في سوريا الوضع مختلف تماما فإنهم قد اخترع حركات مخربة ومجموعات مسلحة تفتك بالشعب بالسلاح لا بالكلمة وسموها ثورة ظلما وافتراء على نظام الممانعة والمقاومة، وهنا في هذه المفارقة الواضحة يظهر زيف الشعارات التي تطرحها أمريكا والمنظمات الدولية، ولكن الغريب في هذا الموضوع هو التحرك العربي الذي يدعو الى الاستغراب ففي البحرين يساعد النظام ضد شعبه ويدعمه بكل الوسائل حتى العسكرية والإعلامية وفي سوريا يدعم المسلحين بكل الوسائل العسكرية والإعلامية والمالية.

فهذه مفارقة واضحة تدعو الى الاستغراب والتساؤل عن لغزها التي لا تعرف حله إلا أمريكا التي تقود عملائها نحو شرق أوسط جديد خال من الأمور التي تزعج الكيان الصهيوني.

/ انتهت المقالة

http://184.154.47.229/vdceff8zejh8ofi.dbbj.html