رغم أن الإخوة في جمعية الوفاق حفظهم الله تعالى وسددهم ينتهجون منهج الإصلاح في النظام لا سقوطه على عكس الائتلاف إلا أننا نلاحظ أن خطابات الساقط حمد وزبانيته وكل من لف لفهم تركز تركيزاً كبيراً على الوفاق وتتهمها أنها وراء الأحداث في بلدنا وأنها وراء التحريض هي وقياداتها، مع الإعراض عن شباب الائتلاف ومؤيديهم برغم مطالب الائتلاف ومؤيديه الرامية لإسقاط الطاغية ، وهذا ما لاحظته اليوم في تقرير قناة العالم حول لقاء الساقط حمد مع مجموعة من الجمعيات الموالية لنظامه حيث تطرق التقرير إلى عزوف الإخوة في الوفاق حفظهم الله عن الحضور في خطوة موفقة نكبرهم عليها ونشد على أياديهم فيها ، ثم عقب التقرير بوصف الطاغية وجمعياته الممالئة له لسماحة الأب آية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله ورعاه وسماحة الأب العلامة السيد عبدالله الغريفي حفظه الله ورعاه بأنهم وراء التحريض على الاحتجاجات في اتهام قد يحمل في طياته انتقاما مستقبلياً لا سمح الله وهذا لا يستبعد على مجرم كحمد فعلى الجميع الحذر والحيطة .
وهذا ما يجعلنا نستنتج أن الطاغية حمد لا يفرق بين من يطالب بالإصلاح وبين من يطالب بالإسقاط ويعتبر الجميع في سلة واحدة بل يعتبر الوفاق تطالب بإسقاطه ونظامه بمطالبتها بالإصلاح وإن لم يصرح بذلك علناً ، بدليل أن التقرير اليوم تطرق في ثناياه عن تصريح للساقط مفاده أنه لا يستطيع أن يقدم تنازلاً بحجم مطالب الوفاق معللاً ذلك بأنه لو قدم تنازلاً هكذا سقفه فإن نظامه لن يصمد أكثر من أربع وعشرين ساعة بفعل الضغوط السعودية عليه التي لن تتوانى عن خلعه وتعيين آخر بدلاً عنه يحقق أجنداتها في المنطقة ورغباتها.
ولو استشرفنا الأفق قليلاً لرأينا أن حمد وعائلته وآل سعود ينظرون بمنظار البعد لا القرب من أنه لا يمكن أن يسمحوا باستنساخ التجربة العراقية في البحرين ليكون بموجبها رئيس الحكومة في يوم من الأيام شيعياً أو أن يكون وزراء الوزارات السيادية كالداخلية والدفاع وزراء من الطائفة الشيعية لأن هذا يعني في المنظور البعيد سقوط نظامهم .ومن هنا وبعد كل ما قلناه أكاد أجزم بأن النظام لن يحرك إصبع قدم واحداً فضلاً عن خطوة في درب الحكومة المنتخبة أو المملكة الدستورية .ومن هنا أيضا - وفي رأيي المتواضع – على أطياف المعارضة جميعاً أن ترفع سقفها مباشرة حفاظا على وقتها المهدور بضرورة رحيل حمد ونظامه خصوصاً بعد اتضاح الصورة بعد الخطاب الأخير ( ليسقط حمد ) الذي كشف فيه عن استحالة استجابته للمعارضة الإصلاحية وكأنه يقول لقد ضقت ذرعاً بالوفاق . فلتحافظ المعارضة على وقتها المهدور على لئيم لا يستحق أن تصارع من أجل إصلاح نظامه المهترئ لأن العطار لا يمكن أن يصلح ما أفسده الدهر .