إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: رؤية صعود الدرج في المنام للعزباء (آخر رد :نوران نور)       :: كيف تفسر حلم الرجل المتزوج بالاستعداد للزواج؟ (آخر رد :نوران نور)       :: رؤية الثعبان الكوبرا في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: قهوجي جده صبابين قهوه قهوجيين 0539307706 (آخر رد :ksa ads)       :: تفسير أحلام المطر عند ابن شيرين في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تداول الأسهم (آخر رد :محمد العوضي)       :: أهمية التداول والأسهم: (آخر رد :محمد العوضي)       :: ولي العهد في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير الأحلام حول النار في المنزل (آخر رد :نوران نور)       :: قهوجي وصبابين قهوه ارقام قهوجيات في جدة 0552137702 (آخر رد :ksa ads)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2013, 11:10 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,612
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

المجلس الإسلامي» خطب ومحاضرات» آية الله الشيخ عيسى قاسمآية الله قاسم: لا نتوقّع أنّ العلاقات الدوليّة التي يبنيها الإسلام يمكن أن تقوم على الجذر المادّي2013/05/12 - [عدد القراء : 234] - [التعليقات : 0]


"العلمائي" ينشر النص الكامل لمحاضرة سماحته في "التوعية"
آية الله قاسم: لا نتوقّع أنّ العلاقات الدوليّة التي يبنيها الإسلام يمكن أن تقوم على الجذر المادّي
الدراز – المجلس العلمائي
قال آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، في الندوة التي أقيمت مساء الإثنين 25 جمادى الآخرة 1423 هـ الموافق 6 مايو 2013م بجمعية التوعية الإسلامية تحت عنوان "العلاقات الدولية في االقرآن الكريم"، إن "الحاكم الأوّل لعلاقاتنا كمسلمين، كدولة إسلاميّة، ككيان إسلامي، الحاكم لهذه العلاقات إنّما هو النظرة المبدئيّة ومصلحة الإسلام".

وأوضح سماحته أن "العلاقات الدوليّة لها جذران لا أكثر؛ الجذر المبدئي والجذر النفعيُّ الدنيوي. إمّا أن تنطلق من منافع ماديّة دنيويّة لا يقوم أمامها شيءٌ من خُلُق ولا دين ولا قيم، الحاكم والفيصل في هذه العلاقة أو تلك العلاقة هي المنفعة الماديّة لهذه الدولة، سواءً كانت دولة قوميّة أو دولة جغرافيّة أو دولة عنصريّة، إلى آخره."

كما أشار إلى أن "الجذر المبدئي هو أطروحة تنالُ قناعة هذا الكيان، قائمة على الدراسة والتأمّل والموازنة، والإيمان الكامل بفكرة معيّنة تقوم وراء قيام هذا الكيان ووراء كلّ أنشطته".

وبيّن آية الله قاسم أن "الدولة الإسلاميّة مُرتكزُها الإسلام، وتعتبر أنّ وظيفتها الأولى هي وظيفة الإسلام، وخدمة الإسلام، ومصلحةُ الإسلام، والأخذ بالناس إلى طريق الله "عزّ وجل" على الخط الإسلامي الذي ارتضاهُ سُبحانه. فلا نتوقّع، على أنّ العلاقات الدوليّة التي يبنيها الإسلام مع أيّ طرفٍ آخر – التي يرضاها والتي لا يرضاها – يمكن أن تقوم على الجذر المادّي مادامت الدولة تتّصفُ فعلاً وصدقًا بكونِها إسلاميّة".


واستدرك "أمّا العلاقة السياسيّة والثقافية ذات البُعد العقائدي لا تتأثّر، علاقة ثقافيّة تشمل الناحية العلمية وناحية الفن لا شك أنّها تتأثّر بوضع الحرب والسلم. فالانقسام الثنائي هو انقسام إلى علاقات سلم وإلى علاقات حرب، هذا الانقسام ينعكس على كثيرٍ من العلاقات التي تقوم بين الدولة الإسلامية والدول الأخرى".

كما لفت إلى أنه "في الخارج - على مستوى الواقع -، لا حرب دائمًا ولا سلم دائمًا بين أيِّ دولتين، لا تكاد توجد دولتان بينهُما سلمٌ دائم، سواء كانت إحدى الدولتين إسلاميّة أو لم تكن إسلاميّة، العلاقات قد تتذبذب بين الدول، أحيانًا قد تأخذ وضع الحرب وأحيانًا قد تأخذ وضع السلم، سلم بصورة دائمة ومستمرّة وطول الأبد لا يكاد يوجد، حرب كذلك لا توجد، خاصّةً الحرب الساخنة".

وهذا نص الكلمة:

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم إنّي أسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى والعمل بما تحب وترضى، أسألك الصواب والسداد والحكمة وصادق القول.

العلاقات الدوليّة في القرآن.. في الإسلام
العلاقة لُغةً: حالة من الارتباط والاتصال. ومن ذلك علاقة الزوجيّة والنسَب والصداقة وما إلى ذلك من علاقاتٍ معروفة. وعلقت بكفّهِ شوكة: نشبت فيه.

وفي استعمال هذا البحث، تعمُّ العلاقة من باب التوسّع، حالة الارتباط والانفكاك، والاتصال والانفصال، والتنافُر والتعاون، وليس هُنا في استعمال الكلمة مصطلحٌ خاصٌّ بهذا البحث أو فيما ماثله من البحوث، كلمة تستعمل بمعناها اللّغوي؛ كلّما هُنا هو توسّع مجازي في شمول علاقتي الاتصال والانفصال، بعد أن كانت الكلمة في اللغة موضوعةً لحالة الاتصال.

هناك علاقات دوليّة متعدّدة كما تعرفون، منها على نحو التعداد العلاقة الاجتماعيّة، والعلاقة الاقتصاديّة، والعلاقة الثقافيّة والعقائديّة والسياسيّة والأمنيّة والعسكريّة وغير. كلُّ هذه العلاقات تقوم بين الدول، وحينما نبحث عن العلاقات الدوليّة في الإسلام، فنحن نحاول أن نصل - تحت هذه العنوان - إلى العلاقات؛ علاقات التنافُر – إذا كانت هناك علاقات تنافُر -، علاقات الاتصال، التعاون، التضاد، التقابُل بين الإسلام وبين دولةٍ أو أكثر من دولة.
وقد تأتي علاقة بين الإسلام وبين حزبٍ من أحزابٍ في الدولة الأخرى، فقد تكون العلاقة بين الإسلام وبين دولةٍ من الدول قائمة نوعٍ من التنافُر، وفي الوقتِ نفسه يمكن أن نجد علاقة تواصل وعلاقة تعاون على الخير بين الإسلام وبين قوّةٍ من القوى السياسيّة في ذلك البلد، في روسيا في أمريكا مثلاً وإلى آخره.

يجب أن نفرّق بين ما هو المذهب؟ وما هو العلم؟ وهُناك مذهب اقتصادي وعلم اقتصاد، علم اجتماع والمذهب الاجتماعي، هُنا أيضًا موجود علم العلاقات الدوليّة، وموجود مذهب الذي يحكم العلاقات الدوليّة في نظر مبدأٍ معيّن أو أطروحةٍ أو سياسةٍ معيّنة؛ المبحوث عنه هُنا هو "المذهب" وليس العلم بالعلاقات الدولية.

كيف نبني علاقة دوليّة؟ كيف نُصحّح علاقاتنا الدوليّة؟ كيف نُمتّنُها؟ كيف نتخلّص من المشكلات العالقة بيننا وبين دولة أخرى؟ كيف نتقدم بعلاقاتنا الدوليّة؟ كيف نصحّح من سمعة الدولة ومكانة الدولة، ونقيم علاقات وديّة مع دولة أخرى؟ هذا كلّهُ راجعٌ لـ"العلم" بالعلاقات الدوليّة؛ هذا علمٌ وفن. أمّا "المذهب" فيقوم على تحديد نوع العلاقات التي ينبغي أن تُقام بين هذه الدولة والدولة الأخرى.

ما هو المنطلق لهذه العلاقات؟ وماذا ينسجم مع هذا المنطلق من العلاقات؟ ماهي الغاية من هذه العلاقات؟ ما هو مقتضى هذه الغاية لهذا النوع أو ذلك النوع من العلاقات؟ هذا "مذهب"، يتحدّث عن منطلقٍ قيمي، وعن فكرٍ مبدئي، وعن غاية معيّنة، هي التي تصبغ العلاقات بين هذه الدولة وبين تلك الدولة.


أن ننطلق من المصلحة الماديّة في بناء العلاقة مع الدول الأخرى، من مصلحة الإسلام؟ إذا تعارضت المصلحتان – مصلحة الإسلام والمصلحة الماديّة – أيّها نقدّم؟ هل نحن نلغي النظر إلى المصلحة الماديّة نهائيًا أو لا؟ أنّنا نأخذ بالمصلحة الماديّة ولكن المنطلق دائمًا هو المصلحة المبدئية وتقديم المصلحة المبدئية على المصلحة الماديّة؟ الحاكم الأوّل لعلاقاتنا كمسلمين، كدولة إسلاميّة، ككيان إسلامي، الحاكم لهذه العلاقات إنّما هو النظرة المبدئيّة ومصلحة الإسلام؛ هذا "مذهب".

العلاقات الدوليّة لها جذران لا أكثر؛ الجذر المبدئي والجذر النفعيُّ الدنيوي. إمّا أن تنطلق من منافع ماديّة دنيويّة لا يقوم أمامها شيءٌ من خُلُق ولا دين ولا قيم، الحاكم والفيصل في هذه العلاقة أو تلك العلاقة هي المنفعة الماديّة لهذه الدولة، سواءً كانت دولة قوميّة أو دولة جغرافيّة أو دولة عنصريّة، إلى آخره.

الجذر المبدئي هو أطروحة تنالُ قناعة هذا الكيان، قائمة على الدراسة والتأمّل والموازنة، والإيمان الكامل بفكرة معيّنة تقوم وراء قيام هذا الكيان ووراء كلّ أنشطته.

الدولة الإسلاميّة مُرتكزُها الإسلام، وتعتبر أنّ وظيفتها الأولى هي وظيفة الإسلام، وخدمة الإسلام، ومصلحةُ الإسلام، والأخذ بالناس إلى طريق الله "عزّ وجل" على الخط الإسلامي الذي ارتضاهُ سُبحانه. فلا نتوقّع، على أنّ العلاقات الدوليّة التي يبنيها الإسلام مع أيّ طرفٍ آخر – التي يرضاها والتي لا يرضاها – يمكن أن تقوم على الجذر المادّي مادامت الدولة تتّصفُ فعلاً وصدقًا بكونِها إسلاميّة.
ثمّ يأتي من بعد ذلك - وهذا نوعٌ من التمهيد -، يأتي البحثُ في الموضوع نفسه..

الاشتغالُ هذه الليلة بما يتيسّر ممّا هو تحت هذا العنوان ..

الانقسامُ الثنائيُّ العام للعلاقات الدوليّة..
قُلنا أنّ العلاقات الدوليّة مُتعدّدة - سبق ذكرُ بعضها من علاقة اجتماعيّة واقتصاديّة إلى آخره -، هذه العلاقات كُلّها مشمولةٌ لانقسامٍ عام شاملٍ لها، أكثرُها يتأثّرُ بهذا الانقسام.

حقيقةُ هذا الانقسام أنّه صراعٌ أو وفاق، مرّة هناك سلم ومرّة هناك حرب؛ العلاقة الاجتماعية، العلاقة الاقتصاديّة، بقيّة العلاقات لا شكّ أنّها تتأثّر بوضع الحرب وبوضع السلم بين الدولتين، العلاقة العقائديّة لا يمكن أن تتأثّر – هذه مستثناه – بأيِّ ظرفٍ من الظروف، هناك {قل يا أيّها الكافرون * لا أعبدُ ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبُد ...} إلى آخر الآيات الكريمة.

أمّا العلاقة السياسيّة والثقافية ذات البُعد العقائدي لا تتأثّر، علاقة ثقافيّة تشمل الناحية العلمية وناحية الفن لا شك أنّها تتأثّر بوضع الحرب والسلم. فالانقسام الثنائي هو انقسام إلى علاقات سلم وإلى علاقات حرب، هذا الانقسام ينعكس على كثيرٍ من العلاقات التي تقوم بين الدولة الإسلامية والدول الأخرى.

في الخارج - على مستوى الواقع -، لا حرب دائمًا ولا سلم دائمًا بين أيِّ دولتين، لا تكاد توجد دولتان بينهُما سلمٌ دائم، سواء كانت إحدى الدولتين إسلاميّة أو لم تكن إسلاميّة، العلاقات قد تتذبذب بين الدول، أحيانًا قد تأخذ وضع الحرب وأحيانًا قد تأخذ وضع السلم، سلم بصورة دائمة ومستمرّة وطول الأبد لا يكاد يوجد، حرب كذلك لا توجد، خاصّةً الحرب الساخنة.

نقطة مهمّة ..
ما هو الأصل؟ الأصل الذي يتبنّاهُ الإسلام، ويأخُذه مُنطلقًا في بناء علاقاته، لتكون علاقات تنافُر أو علاقات تلاقي؟ الأصل الذي يؤسّس له الإسلام، يخطّط له الإسلام، الذي ينسجم مع طبيعة الإسلام ومع الغاية الإسلاميّة، هل هو القطيعة والانفصال أو الالتقاء والاتصال؟ الحرب أو السلم؟.

سأقفُ عند نظرةٍ أساس تحت عنوان:
"نظرةٌ أساس"..
حتّى يتبيّن لنا هذا الأمر المُهِم نقف على نظرةٍ أساسٍ في الإسلام، لتُفرز لنا هذه النتيجة أو تِلك، لتُفرز لنا ما يتناسب معها من القطيعة والانفصال أو الالتقاء والاتصال، بالحرب أو بالسلم.

الإسلام دينٌ عقيدي وعالمي، وهو يقدّم الآخرة على الدنيا، هذه كلّها صفات ثابتة في الإسلام. دينٌ عقيدي، وليس مجرّد أسلوبٍ وسلوكٍ عملي، يهتمُّ بأن يكون قد احتلّ من القلب كلّ قناعته، أن يكون عقيدةً داخل الإنسان يؤمنُ بها تمام الإيمان؛ ما يصنع الإنسان في نظر الإسلام هو هذه العقيدة الراسخة في جذور نفسه.

عالميٌّ، لم يأتِ لقوميّة معيّنة، ولا لرقعة جغرافيّة معيّنة، ولا لزمنٍ خاص، {جاء رحمةً للعالمين}، هذا يدلّل على أنّه يتحمّل مسؤوليةً عالميّة ولا يقنع بالحد الجغرافي، أو حدٍّ قومي، أو حدٍّ زمني وما إلى ذلك، كما لا يقتنع بأن يكون ممارسةً خارجيّة من غير قناعة قلب، واطمئنان نفس، وحالة وعيٍ ورضا، لا يبني دنيًا إلاّ من أجل الآخرة، يقدّمُ الآخرة على الدنيا، تعمُرُ به الدنيا لكنّ الهدف أن تعمُرَ به الآخرة.

دينٌ يقرّرُ كرامة الإنسان
{ولقد كرّمنا بني آدم ..}، يُفضّلُهُ على كثيرٍ من الخلق، يؤكّدُ على الأصل الواحدِ المُشترك لكل النّاس، ويهدي إلى سُبُل السلام. سُبُل السلام في التفسير الأدق والله العالم، لا تعني السلام الظاهري بين الناس، سُبُل السلام التي تحقّقُ السلام فعلاً لهذا الإنسان، فردِهِ ومُجتمعِه، وهي السُّبُلُ إلى الله "عزّ وجل".

نقرأُ قرآنًا يقولُ لنا: "اللهُ ربُّ الجميع"، فعنايتُهُ لمن؟ للجميع. رأفتُه بمن؟ بالجميع. إذا كتب على نفسِه الهداية، يكتُبها لمن على نفسه؟ للجميع. {يا أيّها الناس اعبدوا ربّكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلّكم تتّقون}، فهو الربُّ الذي لا ربّ غيرُه، والمعبودُ الذي لا معبود غيرُه وسواه.

هذه مُنطلقات أساسيّة، لا يصُح أن نُغفل الخلفيّة الأساس لأيِّ حُكم شرعي، فوقي، ولأيّ تصوّر، ولأيّ نشاط، ولأيّ علاقة انفصال أو اتصال يقيمها الإسلام، (***)، لأنّ كمال الإنسان متوقّفٌ عليها. لا طريق لكمال الإنسان من أوّل يومٍ وُجد على الأرض حتّى آخر يوم، وبكلّ ألوانه وبكلّ مستوياته، لا يمكنُ له أن يصل إلى كماله إلاّ عن طريقٍ واحد، عن طريق الارتباط بالكامل، بالتوجيه الذي يأتي من الكامل، من النُّصح الذي يأتيه من الكامل، بالانشداد الفكري، بالانشداد النفسي، بالانشداد السلوكي، بالانشداد الروحي إلى الكامل، وإلاّ الانشداد بالناقص يعطيك مالاً؟ لا يُعطيك مالاً.

نعمة الدين الذي يوصلُ إلى الغاية، غاية العبادة التي يتوقّف عليها كمال الإنسان وسعادته، هذه النعمة يعطيها الله منحةً لجزءٍ وقسمٍ من عباده فقط، أو يفتحُ بابها للجميع؟ وهل يسمح لأحدٍ أن يقف في وجه هذه الغاية ليقطع الطريق على الإنسانية إلى كمالها؟

لمّا نحسب العلاقات، لا بدّ أن نحسب هذا كلّه، كل هذه الخطوط يجب أن نحسب لها؛ هذه ترسم قاعدة صلبة جدًا لضبط العلاقات، وهي تحكم على العلاقات. لا نتوقع من الإسلام أن يقول شيئًا ويخالفهُ في التطبيق.

الإسلام يفتحُ باب البرِّ بالمُشركين، مشركو مكّة كانوا من أشدّ المشركين عداوةً للإسلام، وبُعدًا عن الإسلام، وخصومةً نفسيّةً مع الإسلام، تأتي الآية الكريمة تقول {لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم}، هناك قسم من أهل مكّة قاتلوا المسلمين، أخرجوهم من ديارهم، وهناك قسم لم يرتكب هذا، الآية الكريمة تفرّق بين هاتين الجماعتين {لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم ولم يُخرجوكم من دياركم}، {أن تبرّوهم}: تفعلوا لهم الخير، {وتُقسطوا إليهم * إنّ الله يحبُّ المقسطين}، عدل.

{إنّما ينهاكم عن الذين قاتلوكم وأخرجوكم من دياركم وظاهروا عليكم أن تولّوهم ومن يتولّهُم فأولئك هم الظالمون}، والآية كما يقرّر .... السيد محمد حسين الطباطبائي (أعلى الله مقامه)، ليست منسوخة. المسلمون {الذين آمنوا} مأمورون بماذا؟ مأمورون بالبِر، والبِرُّ هو الخير، ومَنهيّون عن العدوان، {وتعانوا على البرِّ والتقوى * ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.

فلا يأتي سؤال، أن الإسلام يقيمُ حربًا أو لا يُقيم حربًا؟ مئة في المئة يقيمُ حربًا، لكن هل القاعدة عندهُ الحرب أو غير ذلك؟ السؤال ينصبّ على هذه الناحية، ما يؤسّس له الإسلام؟ وما يجُر إليه الإسلام؟ ما يضطّرُّ إليه الإسلام؟ قد يكون الحرب.
ما يُخطِّطُ له؟ ما يقوم على قاعدة فِكره؟ وما يمتلكُ تأصيلاً حقيقيًّا له من خلال الإسلام هو التأسيس لحالة الحرب أو لحالة السِّلم؟ أمّا أن تقع حروب بين الإسلام وبين غيره، بلا شك تقع حروب، وهُنا لا نُريد أن ننفي حتى الحرب الابتدائيّة، لكن هل الإسلام من طبيعته التعطُّش للدَّم؟ استباحة سفك الدّم؟ يسترخص دم أيِّ إنسان؟ أو لا يسفكُ قطرة دمٍ إلاّ بحقٍّ وعن موجبٍ عقلي؟ ويمكن أن أستبق الحديث، لأقول بأنّ حتّى ما نُسمّيه بحرب ابتدائية هو في حقيقته حربٌ دفاعيّة، كما سيأتي توضيحُه.

بعد هذا، نقف عند طائفة من الآيات في الحرب والسلم، ويبقى الكلام بعد ذلك عن كيفيّة الجمع بينهما. آياتُ الحرب، ما أقرأه الآن منها وليس كلّها:

• {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}.
ترى الكفر هُدنةٌ من قِبلِه وقتيّة. الكُفرُ لا ينتظرُ إلاّ القوّة ليُحطّم الإسلام – أي الدين -، فالكُفرُ لا يُهادنُ الإيمان مُهادنة دائمة، الآية الكريمة تقول {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}.

الكُفرُ في روسيا لم يفعل شيئًا، ولكن يوم ان امتدّت الدولة الشيوعيّة (...)، الآن لو قامت دولة مسيحيّة مُتعصّبة من المتعصّبين الصادقين الدِّين - حسب تصوّرِهم -، لكالوا أيضًا شتائم على الإسلام إلى آخره، نفَس مُحارب وليس بمسالم طبيعي. ما نسمعه من تعدٍّ على الرسول (صلّى الله عليه وآله) والمقدّسات وحرق القرآن وما إلى ذلك، هذا هو.

• {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}.
موجود أمر بالقتال صريح {حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ}، وليس إنهاء حالة حرب - حالة فتنة -، وهذا أوسع من حربٍ يشُنُّها الكُفر، كما يسأتي. {وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ}، المطلوب في الأرض أن يكون الدين لله، يعني أن لا يوجد معبود ثانٍ. يوجد دين ثانٍ لا مشكلة، يوجد دين مسيحي مقبول، يعني لا تشنُّ حربٌ على المسيحيين من أجل أن يكونوا مسلمين لا توجد حالة حرب، على اليهود من أجل أن يكونوا مسلمين لا توجد حرب، على المجوس من أجل أن يكونوا مسلمين لا توجد حرب، لكن على الوثنيّة التي تذهبُ إلى الشرك الصريح، طبعًا المسيحيّة اليوم ليست خالية من الشرك، "تثليث" لكن يصوَّر بصورة التوحيد، لهذا الحد يُسكت عنه، يعني لا تُقامُ حربٌ من أجل اجتثاث هذه الفكرة، لكن فكرة أن يُقيم الإنسان نفسهُ معبودًا من غير الله، أن يتّخِذ صنمًا يعبُده من دون الله "عزّ وجل" ويجعله شريكًا لله في تدبير الكون، هذا سقوط للإنسانيّة ذريع جدًا، لا يقبلُ به الإسلام، {فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}.

• {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}.
طبعًا حرب عدوانيّة تُشَنُّ ابتداءً غير موجود، أيضًا تخلُّل العدوان في حربٍ حقّة يرتضيها الإسلام، لكن الخروج في أيِّ تفصيل من تفاصيل الحرب عن الحدِّ الشرعي، وعن حدّ العدل عن الظلم، العدوان لا يكون.

• {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرة وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}، فلا مفرّ من الاعتراف بأنّ الإسلام من تعليماته ومن أحكامه تشريع القتال. القتال مشروع ضمن الضوابط والحدود الشرعية كذلك. {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ}، لا لشأن إعلاء الشأن القومي ولا لمكاسب دنيوية ولا لتحقيق طاغوتيّةٍ من الدولة الإسلام.

• {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
أيّ تطبيقٍ خاطئ لكم، الله "عزّ وجل" يعلمُ به، أيّ انحراف في النيّة {اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

• {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
هذا قتالٌ مع أهل الكتاب، والغاية لهذا القتال ليست هي الدخول في الإسلام، وإنّما {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، كسر الشوكة السياسيّة الطاغية، حتى لا تكون شوكة أي دولة غير إسلاميّة تهدّد الإسلام، تساعد على نشر الباطل – الإسلام هكذا يقول -.

انتهى الوقت، وتبقى آيات في السلم تحت العنوان الأوّل الذي طُرح، وعنوان فرعي للعنوان الرئيسي الذي سبق "دينٌ للجميع"، وموقف الكفر من الإيمان، وموقف الإسلام والإيمان من الحرب والسلم.

والحمدلله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبيّنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آية الله قاسم في الخطبة الثانية: الحكومات التي تفتك بشعبها تستطيع أن ت محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-27-2012 01:50 PM
آية الله قاسم في الخطبة الثانية: لكل قصد مقدماته.. والحكومة التي تنوي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-03-2012 01:50 PM
آية الله قاسم في الخطبة الثانية .. يوم الحسين يوم الإسلام ..كل ايام ال محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-02-2011 01:30 PM
آية الله قاسم: نصيحتي التي أصرعليها ! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-17-2011 03:30 AM
فيديو : آية الله قاسم: إذا وجد الإسلام وجدت الأخلاق الصحيحة..! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-11-2010 12:00 PM


الساعة الآن 06:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML