|
لكي لا نكون .. كغوري الشاي !! 24-82012 لكي لا نكون .. كغوري الشاي !! قبل عشرين عاما تقريبا كنت ضيفا عند سيدتي المعصومة في عش اهل البيت قم المقدسة وهناك ولاول مرة التقي بالمرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره بترتيب من احد الاخوة الاعزاء جدا وهو اليوم من فضلاء الحوزة . من المناسب جدا ان نتحدث اليوم عن ثورة البحرين وعن المرجع الشيرازي في ذكرى تابينه فتكون بذالك القراءة السياسية للمشهد البحريني من خلال الامام الراحل الشيرازي ليلتقي وهج المرجعية باحداث الثورة . في مجلسه المتواضع جدا البسيط في اثاثه رحب بنا الامام ترحيبا حارا وجلس معنا مع مجموعة من اقاربه وادار الحديث باسلوبه الجداب وبوجهه الذي لا تفارقه الابتسامة في مواضيع مختلفة بداناها بالزواج وانتهينا عن الوضع في البحرين . لقد جرى هذا اللقاء مع الامام الشيرازي عام 1993 م قبل عام من اندلاع الانتفاضة في البحرين عام 1994 .. حينها كانت الاجواء متوترة والمجتمع يعيش حالة احتقان وغليان وكان من المتوقع ان ينفجر الوضع في أي لحظة , فحالة الاستياء من الوضع ومن حكم آل خليفة تتصاعد و عبرت عنه الجماهير الغاضبة بشعار (الموت لآل خليفة ) قبل ان يتم اعادة انتاج الانتفاضة وتحويلها الى مطالب دستورية باعادة دستور 73 واعادةالبرلمان اللذي حله المقبور عيسى بن سلمان آل خليفة عام 1975 . حين انتهيت من وصف حالة البحرين واهلها وما تعيشه الساحة من حالة غليان علق المرجع الشيرازي الراحل بكلام بسيط جدا ولكني لم استوعب ابعاده وعمقه حينها ,بل لربما اصابتني الدهشة والاستغراب وتوصيفه لاهل البحرين , ولكن ظلت كلمات السيد الامام ترن في ذاكرتي وتتراقص امام عيني غصبا عن ارادتي كلما مرت البحرين في حالة غليان . ليس ماقاله الامام الشيرازي عن البحرين هو الامر الوحيد اللذي اثار دهشتي واستغرابي ولم استوعبه ويكشف عن نظرته الدقيقة والعميقة , كما يكشف عن قدرة الامام الشيرازي بقراءة المستقبل, ففي 1990 عندما غزى المجرم صدام الكويت قال حينها ان ما يجري بداية لتقسيم العراق حيث لم نسمع عن تقسيم العراق اللذي نعيش فصوله اليوم الا بعد 12 عاما وذالك في 2002 عندما احتلت اميركا العراق . ان اليوم وبعد 22 عاما من كلام الامام الشيرازي (قد) عن العراق اصبح واقعا وحقيقة لاتخفى على احد , اما بخصوص ماقاله عن البحرين فالشيئ نفسه ولكنني لا اريد ان اصدق واحاول ان اشكك احيانا , ولكن الحقيقة ان كلام الامام الشيرازي يكبر معي تماما كتحليله عن العراق فارى ابعاده ودقته وحقيقته تتكشف لي مع الزمن . في عام 1999 تسلم حمد زمام السلطة والبلد لازالت تعيش الانتفاضة بعد مرور 5 سنوات منذ انطلاقتها ., فاطلق الدكتاتور حمد مشروعه الاصلاحي لاحتواء الانتفاضة واعادة الاستقرار لحكمه المهزوز و واللذي تمخض عن مصالحة بالافراج عن جميع السجناء وعودة المبعدين من الخارج والتصويت على ميثاق العمل الوطني اللذي تم الانقلاب عليه فيما بعد مع مجموعة من الوعود التي ترتبط بتحسين ظروف المعيشة . ليس مهمة هذه التفاصيل , ولكن الاهم هو ما رافقها من ردة فعل الناس حينما رفعت سيارة حمد احتفاء بالمصالحة , فحين رفعت الناس سيارة هذا الديكتاتور المجرم تذكرت كلام المرجع الشيرازي و وقلت سبحان الله !! اليس هذا حمد اللذي هدد بقف القرى ؟! اليس هذا حمد اللذي اعتدى على القرى واهلها ؟! اليس هو وابوه المسؤول عن التعذيب اللذي طال الالاف من الشباب ؟! اليس هو المسؤول عن قتل الشهداء ؟! ما اللذي تغير هل اصبح ملاكا فجئة ونسينا كل جرائمه في لحظة ؟! كيف يحصل هذا وبهذه السرعة ؟! وانتهت كل الام الشعب وجراحاته وتضحياته الكبيرة , وصبره سنوات بكذبة الاصلاح . بعد مرور سنوات عشر على كذبة الاصلاح التي لا يزال النظام وجمعياته الرسمية متمسكون بها تطيح ثورة 14 فبراير بوهم الاصلاح والمتمصلحين من ورائه ,وتطالب باسقاط هذا النظام المجرم الجاثم على شعب البحرين 230 سنة والتخلص من الحكم العائلي القبلي المتخلف. في كل مرة تحدث فيها حالة غليان وغضب لابد وان اتذكر كلام الامام السيد الشيرازي (قد) واتسائل هل سيخمد هذا الغليان ؟ ام سيتواصل حتى النصر ؟ هل ستنتصر الثورة ,ام سيكون مصيرها كمصير انتفاضة التسعينات وينتهي هذا الغضب والغليان فجأة بوعود كاذبة وتسويات سياسية هزيلة , يتم فيها المقايضة على الاعراض والدماء والالام و والمساومة على هدم المساجد وكرامة الناس . هل تهدأ الثورة وتنتهي في لحظة بعد هذا الغليان وننسى ما تم تقديمه من قرابين وتضحيات و لمجرد ان يدعو الدكتاتور حمد لمصالحة واصلاح شكلي .. ومن سنرفع هذه المرة ومن سيرتفع من المتمصلحين والمرتزقة السياسيين عل جماجمنا .. هل سنخمد ( كغوري الشاي ) كما قال السيد الشيرازي رحمة الله عليه .. ام ننتصر . اليوم اللذي اكتب فيه عن الثورة وعن الامام الشيرازي اللذي نعزيه ونابنه , تمضي سنة واشهر ستة على انطلاق الثورة لم اقرر بعد ان كنا سنصبح كغوري الشاي كما في التسعينات وبداية الالفية الثانية , ام ان مصير هذه الثورة مختلف ؟! يبدو الوقت مبكرا للحكم والتقرير حيث لازلنا نعيش حالة الغليان والغضب , ولكن الوقت مناسبا لكي نتدارك لحظة الخمود ونقرر قرارا مع انفسنا ان كنا نريد ان نكون كغوري الشاي ام لا .. ان ننتصر ام يتم الضحك علينا ؟ عندما قال السيد المرجع الامام الشيرازي قدس سره قبل ما يقارب 20 عاما (( ان شعب البحرين كغوري الشاي )) في مجلسه المتواضع والاستفهام والاستغراب يملئ راسي .. ولم استوعب كلامه فسالته ( شلون سيدنا ) فقال : شعب البحرين كغوري الشاي , ان غوري الشاي يغلي ما دام على النار و ومجرد ان ترفعه عن النار يخمد . لقد اختصر الشيرازي تاريخنا السياسي وتجاربنا مع ال خليفة وكيف تمكنو من حكمنا 230 سنة بواحد من اهم الاسباب وهوببساطة اننا نشبه غوري الشاي .. ولايمكننا ان ننتصر مادمنا نشبه غوري الشاي الملعون وسيحكمنا ال خليفة بالكذب والدجل 230 سنة اخرى ..ام سنتجاوز سلبياتنا هذه المرة ونحقق الانتصار انشاء الله , حتى لانكون كغوري الشاي . فماذا تقولون بعد سماعكم لكلام السيد الشيرازي بعد 20 عاما وما هو شعوركم وردة فعلكم .. هل سنكون كغوري الشاي ؟؟!! ام ننتصر ؟! ودمتم بخير |
| الساعة الآن 09:51 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir