منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   من قُدَّ قميصك يا حسام من دبر ؟ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=994920)

محروم.كوم 08-20-2012 09:40 AM

من قُدَّ قميصك يا حسام من دبر ؟
 
كتب هاني الفردان:

بسم الله الرحمن الرحيم: «قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ. فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (يوسف: 26-28).
إن الله سبحانه وتعالى من خلال الآيات الماضية يوضح لنا حقيقة الادعاء، وكيف يمكن كشف وقائع أي حدث ببساطة الموقف، وإعمالاً للعقل بدلاً من التعصب.
إن صدقت رواية وزارة الداخلية بخصوص مقتل الطفل حسام الحداد مساء السبت الماضي، بحسب ما هو ثابت لديها من أن هجوماً بقنابل «المولوتوف» حدث على دورية أمنية على شارع الخليفة والمكتظ بالمارة بوسط مدينة المحرق، فإننا بالتأكيد ندين هذا العمل إن صحت الرواية التي ينفيها والد القتيل جملة وتفصيلاً.
مع إدانتنا لعمل الهجوم على الدورية الأمنية بـ «المولوتوف» فإن ذلك أيضاً لا يبرر أبداً القتل، واستخدام القوة في التعامل.
الواضح من صور تغسيل الطفل حسام، أن شظايا سلاح «الشوزن» قد ملأت ظهره، وهو ما يؤكد، بما لا يدع مجالاً لشك، أن الطفل قد أدبر ظهره لرجال الأمن، وأنه كان في حالة فرّ، وليس كرّ، ومرحلة هروب، وليست هجوم.
وفي مثل هذه الحالات، لا يمكن أبداً تبرير اللجوء إلى استخدام القوة المميتة، التي وضعها القانون في إطار ضيق جداً، كما أن قرار وزير الداخلية رقم (14) لسنة 2012 بشأن إصدار مدونة سلوك رجال الشرطة، أطر استخدام القوة في ضرورة ألا تستخدم القوة إلا عند الضرورة القصوى أو استخداماً لحق الدفاع الشرعي المنصوص عليه في القانون، كما يشترط أن تكون القوة هي الوسيلة الوحيدة لرد العدوان على رجل الشرطة، أو لإنقاذ حياته وحياة الآخرين، مع ضرورة إعمال مبدأ التناسب بين الخطر المحدق على الحياة والأموال العامة والخاصة واستخدام القوة.
واعتبرت المدونة استعمال الأسلحة النارية تدبيراً أقصى وينبغي بذل كل جهد لتلافي استعمالها، كما أكدت على ضرورة توقف استخدام القوة متى انتهى السبب المفضي إلى استخدامها.
والسؤال: هل عندما كان الطفل حسام قد أدار ظهره لرجال الأمن، كان في حالة تشكل خطراً على رجال الأمن؟ ألم ينتهِ سبب استخدام القوة مع هروب الطفل؟ ألم يكن لدى رجال حفظ النظام أي وسيلة أخرى لصد عدوان طفل عليها سوى استخدام الأسلحة النارية؟
وأخيراً، كيف نصدق أن قوات النظام أصبحوا على درجة عالية من الحرفية والانضباطية في استخدام القوة، وهي غير قادرة على صدّ طفل؟ بل لم تستخدم حتى السلاح الناري بشكل يعوق الطفل (الجزء السفلي من الجسم) بدلاً من توجيه ضربة مميتة له في الجزء العلوي.
هذه الحالة ليست فريدة من نوعها، فقد وثق تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي ترأسها محمود شريف بسيوني عدة حالات سابقة تم التعامل فيها بالطريقة ذاتها، إذ جاء في الفقرة رقم (900) من التقرير «يمكن أن تنسب واقعة وفاة علي المشيمع (14 فبراير/ شباط 2011) إلى الاستخدام المفرط للقوة من جانب ضباط الشرطة. ويشير إطلاق النار على المشيمع من الظهر على مسافة قريبة إلى عدم وجود مبرر لاستخدام القوة القاتلة».
الفقرة رقم (903) من التقرير: فاضل متروك توفي أثناء تشييع جنازة المشيمع (15 فبراير 2011)، حيث أطلق عليه النار في الصدر والظهر وتوفي بعد نحو عشر دقائق، بعد أن تعرض لطلق من مسافة أقل من مترين.
الفقرة (911) أعلنت وفاة علي خضير 16 فبراير 2011 بعد إصابته بعيار ناري في الظهر.
أما الفقرة (906) فأشارت إلى أن محمود أبوتاكي توفي في 17 فبراير 2011 بسبب إصابته بعيار ناري في الصدر والظهر والرقبة، ما تسبب في نزيف داخلي.
وحتى لا نسهب كثيراً في ذكر الأمثلة، فقد ووجدت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في البحرين أن عشرة أشخاص ماتوا نتيجة استخدام البندقية من قبل أفراد الشرطة أو منفذين مجهولي الهوية. وخمسة ممن قتلوا قد تم إطلاق النار عليهم في الظهر من مسافة قريبة، وأكثر من ثلاثة تم إطلاق النار عليهم في الرأس، وأيضاً من مسافة قريبة.
اللجنة أكدت أنه في ثمانٍ من هذه الحالات العشر لم يكن هناك أي مبرر لاستخدام القوة المميتة. وأن واحدة من الحالتين الباقيتين كانت خارج تكليفها الزمني، وظروف الوفاة في الحالة الأخيرة كانت مجهولة.
ما قبل تقرير بسيوني، لم يكن أسوأ مما بعده، رغم الإدانة الواضحة لاستخدام هذا النوع من السلاح، الذي أودى بحياة الكثير من المواطنين، وبالخصوص الأطفال، إذ لم يكن الطفل أحمد النهام البالغ من العمر أربعة أعوام في حالة هجوم، إلا أنه تعرض لهجوم بسلاح الشوزن أفقده عينه، وهو ما يؤكد حاجة رجال الأمن إلى التدريب على تطبيقات ومنهجيات استخدام القوة، على نحو يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة الأساسية التي تنظم استخدام القوة واستخدام الأسلحة النارية لأجهزة إنفاذ القانون، وذلك بحسب ما ورد في تقرير تقصي الحقائق من توصيات.
فياترى من؟ وكيف قُدَّ قميصك يا حسام من دبر؟


الساعة الآن 06:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227