منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   كيف تدفع زكاة مالك..؟ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=990166)

محروم.كوم 08-15-2012 01:40 AM

كيف تدفع زكاة مالك..؟
 
د.يوسف بن أحمد القاسم
في بلادنا أغنياء تعج المصارف بأموالهم وحساباتهم البنكية، وتضيق البلاد بأبراجهم السكنية، وبمؤسساتهم وشركاتهم الربحية، وبأراضيهم وعقاراتهم العنكبوتية، ولو دفعت زكواتهم مرة واحدة فقط، وصرفت في مصارفها الشرعية، لتحقق العديد من النتائج المذهلة، ومن أبرزها:
1- القضاء على الفقر في بلادنا في أول سنة فقط من دفع الزكاة؛ لنحظى بمجتمع خالٍ من الفقراء في فترة قياسية.
2- إنهاء معاناة الفقراء والمساكين ونحوهم، وإعانتهم على العيش الكريم.
3- منع أو الحد من الجرائم التي يكون الدافع إليها الفقر وقلة ذات اليد.
4- تخفيف العبء على وزارة الشؤون الاجتماعية، وتفرغها للشؤون الاجتماعية الأخرى.
ولكن الواقع يشهد بأن ملاك الأموال لم يوفقوا لذلك، إما لكونهم يهربون من دفع الزكاة صراحة أو بأسلوب التحايل، أو لكونهم لا يحسنون دفع الزكاة في طريقها الصحيح.
فأما من يمتنع صراحة عن دفع الزكاة أو بأسلوب التحايل، فهؤلاء لا يخرجون عن احتمالات ثلاثة:
إما أنهم ضمنوا الحياة الأبدية في هذه الدنيا، وبالتالي فهم يحتفظون بهذه الأموال لشؤونهم الخاصة؛ بداعي البقاء الأبدي.
وإما أنهم حصلوا على صك براءة من العذاب الأخروي، وبالتالي فلا يضرهم الامتناع عن دفع الزكاة، صراحة أو تحايلا.
وإما أنهم رأوا أن يحتفظوا بالزكاة لورثتهم؛ ليحفظوها لهم في الدنيا، ويعذبوا هم عليها في الآخرة..!
ولا أعتقد أن تاجرا عاقلا ـــ فضلا عن كونه يؤمن بالله واليوم الآخر ـــ يمكن أن يكون لديه أحد الاحتمالين الأولين؛ لأن حياة الإنسان محدودة في هذه الدنيا، وجنائز الموتى تضيق بها المقابر ـــ وبعض الفقراء أطول عمرا من الأغنياء ـــ ولأنه لا يملك أحد أن يوزع صكوك البراءة والغفران (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ..؟).
أما الاحتمال الأخير، فقد يحمله إليه حبه للمال، لكن صاحبه مغبون بالمرة؛ لأنه باع نفسه مقابل المال لصالح غيره، وهذا يتنافى مع أبسط مقومات الربح والخسارة، ولا يليق بتاجر يحترم دراسات الجدوى أن يغبن في معاملة كهذه..! ولا سيما أن التاجر أول ما يدفن في قبره، ويهال عليه التراب، ينصرف عنه أهله وماله، ويبقى معه عمله، فهل ينحني التاجر لمن ينحني عنه، ويولي ظهره لمن يتولاه في قبره، وفي رحلة حياته الأخرى؟ ويا له من غبن حين يخفق التاجر في حسابات الآخرة بعدما نجح في حسابات الدنيا..؟ وأيهما الأجدر بالنجاح حسابات الآخرة الباقية، أم حسابات الدنيا الفانية؟
إذن.. من يمتنع عن دفع الزكاة، أو يتحايل على منعها، فإنه يمتنع ويتحايل ليبقي المال للورثة، ويحرسه لهم، حتى إذا غيَّبه الأجل بسكتة قلبية، أو بجلطة مفاجئة، أو بحادث من حوادث الحياة، رحل إلى حتفه، ورحلت الأموال المحروسة إلى ورثته، لينعموا بغنمها، ويتلظى هو بغرمها..! ويا لها من صفقة خاسرة بكل المقاييس..!
أما من لم يوفق لدفع الزكاة في مصارفها الشرعية، فهذا يجب عليه أن يعيد النظر في أسلوب دفعه للزكاة ـــ كما يقلب دوما أسلوب تحقيقه للدخل ـــ ففي بلادنا فقراء متعففون كثر، ينبغي على الغني أن يفتش عنهم بنفسه، ويصل إليهم، وإذا كان ذلك شاقا، ولم يدفع زكاته للجهات الرسمية، فإن الأسلوب الأمثل لإيصال المال إلى مستحقه هو مأسسة العمل الخيري؛ من أجل تعيين الموظفين الأكْفاء الأمناء، وترتيب خطة عمل كل سنة لتوزيع الزكاة وغيرها من الأعمال الخيرية، ليكون العمل مؤسسيا، وتحت الشمس، وبهذا يجمع الثري بين العمل الخيري المنظم، وبين إضفاء الأمان على أمواله، فلا تصل إلى الشحاذين الممتهنين للسؤال، ولا إلى من لا يريد خيرا ببلادنا، ولنا نماذج وطنية ناجحة في هذا المجال، وبامتياز، وهي لا تخفى على أحد، وبهذا تعمل المؤسسة الخيرية جنبا إلى جنبا مع مؤسساتنا الرسمية، ويكمل بعضها بعضا، ويسد بعضها ثغرات بعض.
إن العمل المؤسسي أصبح من الحاجيات التي يتطلبها العمل الخيري، ولا سيما إذا كان ذلك يتعلق بركن من أركان الإسلام، خصوصا إذا تنامت الثروة، وأصبح توزيع المال عبئا على صاحبه، وبافتتاح المؤسسة وتحوّل العمل إلى أسلوب مؤسسي منظم سيتحول توزيع المال من كونه عبئا وعملا متعثرا إلى كونه متدفقا سلسا، ومحفزا لخدمة أولئك الفقراء، والمعوزين، والغارمين، ومن يتقلب في نار العزوبة؛ لعجزه عن تأمين حاجيات الزواج.


الساعة الآن 01:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227