منتدى استراحات زايد - الشيخ علي سلمان ومصافحة الأمريكان .. ليست خيانة لكنها خطيئة.

الشيخ علي سلمان ومصافحة الأمريكان .. ليست خيانة لكنها خطيئة.

قد يكون الموضع حساس للغاية فهو يحمل عدة ابعاد من اهمها البعد المبدئي في التعاطي مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحمل على الأقل قدر كبير من مسئولية دعم الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة ولها باع ممتد في تفصيل ما يجري من مؤامرات على ثورات الشعوب العربية.

لازلت اتذكر عنما قام الدكتور عبد الجليل السنكيس والناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة وزميله الحقوقي نبيل رجب بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية من اجل اللقاء بالمنظمات الحقوقية والسياسية المؤثرة في صنع القرار الأمريكي، أتذكر قامت الدنيا ولم تقعد من قبل العديد من رموز وكوادر جمعية الوفاق بعضهم اعلن صراحة استنكاره والبعض الأخر عمز ولمز حول الموضوع في الغرف المغلقة بل وحتى آية الله الشيخ عيسى قاسم شن هجوما مبطنا على من يلجؤون لأمريكا ؟!

ياللعجب اليوم انقلبت الصورة، واصبح رموز وكوادر الوفاق يصافحون فلتمن وكلنتون وبوزنر وكراجسكي ، وعلى رغم الفارق الكبير بين ظروف ذهاب تيار الممانعة ومركز البحرين لحقوق الإنسان في تلك الفترة لواشنطن وظروف مصافحة الوفاقيين للمسئولين الأمريكين اليوم، فاليوم امريكا محل اتهام بتأيد النظام القمعي وافعاله الدموية بل وتسليحه ، فاليوم الأمريكين والبريطانين لهم يد طولى في القمع والتستر على النظام وجرائمه فاليوم الأمريكان ينظرون ويستشعرون كره شعب البحرين لهم بسبب دورهم البارز في التآمر على ثورات الربيع العربي فاليوم المريكان يدركون انهم يستفيدون من الوفاق بشكل غير مباشر في اضفاء شرعية على ما يدعونه من لقاء جميع الأطراف بما فيها المعارضة التي تحترمهم وتقدر دورهم؟!

إن ما ترتكبه الوفاق من مسايرة للأمريكان هو الأسوء بين كل اخطاء فصال المعارضة على مر عقود النضال وإن تبريرات الشيخ علي سلمان حول سلوك الوفاق يعكس ازمة مبادئ تعيشها الوفاق في اسلوب التعاطي مع الأمريكان كما انه لا يقنع احدا البته، فإما ان تكون امريكا متورطة في مؤامرة سحق ثورة البحرين وغيرها من ثورات الربيع العربي واجهاض تطلعات الشعب ودعم النظام فبالتالي التعاطي معها يكون وفق ذلك او انها محايدة ووسيط وجزء من الحل وعليه يتم التعامل معها كصديق كما يفعل الشيخ علي سلمان وباقي رموز الوفاق الذين يضعون لأنفسهم خط احمر رسمي من التصريح بحقيقة دور الأمريكان او نقدهم ؟!

ثم أين هي المبادئ التي يطرحها آية الله الشيخ عيسى قاسم عندما استشكل حول الذهاب لوشنطن على فصيل من فصائل المعارضة من قبل وهل الشيخ عيسى يعلم بأن ثمة وفاقيين مبهورين بأمريكا ويستمعون للسفارة وما تقوله لهم معتبرينه قرآن منزلا وفي ذات الوقت يعتبرون امريكا المنقذ لتنظيمهم وحائط الصد المؤمن لهم البقاء ؟!