منتدى استراحات زايد - طبيب مصري في البحرين دخله الشهري يتعدى عشرة أضعاف راتب وزير الصحة !!؟؟

طبيب مصري في البحرين دخلة الشهري يتعدى عشرة أضعاف راتب وزير الصحة !!؟؟

ست سنوات فقط تفصل البحرين عن دخول نادي المائة (( 100 سنة )) أو نادي القرن كما يحلوا للبعض تسميته لبداية دخولها التعليم النظامي الذي نشأ بتأسيس أول مدرسة نظامية للبنين عام 1919م وهي مدرسة الهداية بمدينة المحرق بتبرعات مالية من الشعب البحريني المحب والتواق للعلم والمعرفة بعد أن كانوا عبر قرون خلت يتلقون تعليمهم بالطرق التقليدية المتمثلة في الكتاتيب والحوزات الدينية إلى وقت قريب .

ورغم أن البحرين من أوائل الدول الخليجية والعربية التي ابتعثت أبنائها للدراسة في الخارج لتلقي العلوم الجامعية وأعقبتها بمنح للدراسات العليا والتخصصية في مختلف المجالات، ألا أن الحقيقة والواقع وبعد مرور 100 عام إلا قليل على بدء التدريس النظامي نرى المسار التعليمي في البحرين ليس على ما يرام إذ أن الواقع الحياتي يدعوا للبؤس والإحباط لتخلف البلاد في مختلف المجالات على الرغم من الأموال الطائلة التي ضخت في مجال التعليم والتدريب المهني ومن بين هذه المجالات الرعاية الصحية .

للوهلة الأولى يتخيل للمرء بأننا نمتلك كادر طبي مؤهل للعلاج الصحي في البلد لحكم التاريخ التعليمي الطويل ، ألا أن معظم المؤشرات تقول بأن المرضى البحرينيين والمقيمين في البلد يتجهون للعلاج في الخارج ولدول كانت لوقت قريب تعد من الدول المتخلفة كالأردن وتايلاند مثلاً مما يجعلنا نتساءل حول كيفية منح البعثات الدراسية في هذا المجال وغيرها من المجالات الصعبة كالهندسة والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم .

الهدف من كتابة الموضوع هو تسليط الضوء على الأثر السلبي الذي انتهجته ولا زالت تنتهجه وزارة التربية والتعليم في إبتعاث طلبة غير مؤهلين فكرياً وعلمياً لتلك التخصصات، إذ أنها تعتمد في إبتعاثاتها على ركائز أساسية متمثلة في الواسطة (( التي تتداخل فيها الرشاوى )) والمحسوبية والتمييز الطبقي والمذهبي مما نتج عنه ضعف الكفاءات في الكادر الطبي .

وكون جًل شعب البحرين (( البحارنة )) يعتمد بشكل أساسي على المكرمات الذي وضعه فيها النظام الخليفي المستعمر لبلدنا والظالم لشعبنا والجائر على مقدراتنا والساقط للشرعية في بحريننا السليبة، بحيث جعلوا الشعب يركز تفكيره على توفير لقمته وسبل عيشة وقوت يومه، كي يتسنى لكلابهم الضالة للعبث بمقدرات الوطن وسرقة ثرواته ونهب خيراته، فإن معظم المرضى من أبناء هذا الشعب الكادح لا يستطيعون دفع فواتير تكاليف العلاج في الخارج بالإضافة لعدم قدرة شريحة واسعة من أبناء المجتمع الذي تغلبه الطبقة الفقيرة للعلاج في العيادات والمستشفيات الخاصة التي تستقدم بدورها خبراء متخصصين في مختلف التخصصات الطبية والذين يفرضون بدورهم رسوم كشف أو استشارات طبية أو كتابة وصفات علاجية تتجاوز الأربعين دينار للزيارة الواحدة والتي لا تتعدى دقائق معدودة .

قال لي أحد الأصدقاء، وهو يعمل في مستشفى أبن النفيس بأن هناك استشاري مصري للأمراض الباطنية والسكر والسمنة ويدعى الدكتور (( ع. ظ. )) لا يقل دخله اليومي عن 800 دينار نقدي صافي بالإضافة للمعالجين عن طريق شركات التأمين الذين يدفعون رسوم خيالية عن طريق البطاقات الائتمانية والتأمينية ، ولو افترضنا الدخل اليومي لهذا الدكتور 1600 دينار فقط دون الكميشن الذي يحصل عليها من أبناء الطبقة البرجوازية حيث أنبئنا أخونا العزيز بأن بنت الملك الساقط حمد أحدى مرضاه ولم تعد تأتي للمستشفى بعد الثورة وربما هو يذهب إلى حيث تكون والفاتورة أنتم أعلم بقيمتها .

المهم لو ضربنا 22 x 1600 يوماً شهرياً = 35,200 خمسة وثلاثون ألفاً ومائتين دينار بحريني شهرياً (( حذفنا 8 أيام شهرياً لأربعة أسابيع كونه لا يعمل يومي الخميس والجمعة )) امتصت من دماء أبناء شعبنا تذهب لجيب هذا الاستشاري المصري دون ضرائب ولا فوائد (( حلال زلال )) بدون رقابة وبدون مسائلة إذ أنه لا توجد تسعيرة حكومية لهؤلاء المتلاعبين بأرواح الناس، إذ أنهم من يقررون قيمة الدفع دون حسيب ولا رقيب .

والأدهى والأمر في الموضوع بأن دخل هذا الاستشاري لا يكمن عن إجراءه عمليات جراحية ولا استشارة أمراض سرطانية ووبائية وغيرها من الأمور الطبية المعقدة، وإنما عن عمله لوصفات غذائية ، أي أنه يأخذ من كل مريض مبلغ لا يقل عن 35 دينار في دقائق معدودة لإعطائه نظام غذائي ماذا يأكل في الفطور والغذاء والعشاء وما بين الوجبات وكم تمرين رياضي للتنحيف أو التسمين حسب نوع المريض وهكذا دواليك، كل أسبوع .

أي أن هذا الاستشاري يعطيك وصفة غذائية أسبوعية فقط وليست شهرية كي يحلبك على أصولة، أي أن كل مريض يدفع ما لا يقل عن 140 دينار شهرياً لهذا الاستشاري في أقل من 20 دقيقة، علماً بأن قيمة إيجار الغرفة التي يستأجرها هذا الطبيب من المستشفى لا يتعدى 350 دينار شهرياً وراتب الممرضة الفلبينية لا يتعدى 300 دينار أضف إلى ذلك مستلزمات الورق عشرون ديناراً فيكون مجموع مصروفات هذا الدكتور الشهرية أقل من دخل يوم واحد تستحلب من جيوب هذا الشعب المسكين !!؟؟

أضرب هذه العينة على بقية التخصصات فإن الناتج السنوي يفوق رسوم تدريس 1000 طالب في مجال الطب وفي أرقى الجامعات العالمية من ذوي الكفاءات العلمية مما يوفر للدولة هذا الكم الهائل من السيولة التي تخرج من البلاد سنوياً بالإضافة لحصولها على كادر طبي مؤهل يفي بحاجات الناس من العلاج واستثمار هذا المجال في السياحة الطبية كما هو الحال في بعض البلدان الآسيوية كالهند وتايلاند والأردن، وبعض بلدان أوروبا الغربية كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وأوروبا الشرقية كرومانيا ويوغسلافيا والتشيك، وأمريكا الشمالية كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وأمريكا الوسطى مثل كوبا على سبيل المثال لا الحصر .