منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عبدالهادي خلف > عشية الحلقة التالية من مسلسل «الحوار» (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=985106)

محروم.كوم 08-09-2012 07:10 PM

عبدالهادي خلف > عشية الحلقة التالية من مسلسل «الحوار»
 
عبدالهادي خلف > عشية الحلقة التالية من مسلسل «الحوار»



عبدالهادي خلف*

بدأت تنازلات المفاوض الفلسطيني في بداية التسعينيات بغواية الوعود الأميركية. ولم يتغير الوضع رغم 20 سنة من التنازلات. يكرر الأميركان اللعبة ذاتها في البحرين. تناسى المفاوض الفلسطيني ضرورة تغيير ميزان القوى قبل التفاوض. كما تناسى أن التنازلات المجانية مهما كانت رمزية تغري الغريم على التشدد. فكلما انخفض سقف المفاوض الفلسطيني، زاد ضغط الأمريكان لخفضه من جديد.

ولقد رأينا هذا المسلسل في البحرين منذ إغواء المعارضة في 2005 بالتخلي عن خط المقاطعة وقبولها بالمشاركة في برلمان تعرف إن لا دور له إلا لتجميل وجه السلطة الخليفية وتسويقها كحليف للولايات المتحدة. نعم ظن طرفٌ أنه “إنتصر” حين وافقت السلطة الخليفية على مطلبه بوقف قانون الأحوال الشخصية. ولكنه نصر كالهزيمة فالقرار حول ذلك القانون ما زال بيد السلطة. وهي تستخدمه لابتزاز المزيد من المواقف المسايرة.

منذ عام2005 كرت سبحة التنازلات على أمل أن يفي الأميركان بوعودهم. واستمر كثيرون أسرى لغواية تلك الوعود فتسابقوا في على تقديم التنازلات الجانية لإثبات مصداقيتهم أمام “الراعي” الأميركي. وكما فعل المفاوض الفلسطيني منذ مفاوضات أوسلو 1992 لم يتوان بعض أصحابنا عن الاستهزاء بكل من طالبهم بالتوقف لالتقاط الأنفاس ومراجعة الحسابات. لقد كانت غواية الوعود الأميركية عارمة. ولم يكن متوقعاً أن يتوقف مسلسل التنازلات المجانية لولا الربيع العربي الذي شجع أطراف المعارضة “غير الرسمية” على دفع البلاد في خضم الربيع العربي.

ومعلومٌ أن مسلسل التنازلات المجانية وصل إلى أوجه في تمجيد خليفة بن سلمان وتقديم الشكر له على دوره في إجراء انتخابات 2010. وهي الانتخابات التي وصل تلاعب السلطة الخليفية بها إلى أسوأ نماذجه. ولكي لا أظلم أحداً لا بد من الإشارة إلى أن تمجيد خليفة بن سلمان جاء متناسقاً مع إستراتيجية تطمينية تبنتها المعارضة الرسمية لتأكيد حسن النوايا ولإثبات أنها، أي المعارضة الرسمية ، هي “غيروغير” وإنها معارضة عاقلة ورزينة تختلف عن المعارضة “غير الرسمية”.

بطبيعة الحال لم تجدِ نفعاً تلك التنازلات المجانية. ولم تحصد المعارضة الرسمية إلا الريح من تمجيد رئيس لوزراء ولا من العبارات اللطيفة الموجهة إلى ولي العهد و “صاحب الجلالة” ووزير البلاط. فهؤلاء يعرفون كما يعرف “الراعي” الأميركي أن المعارضة الرسمية بعد أن قلصت خياراتها السياسية لم يعد أمامها إلا الاستمرار في تقديم التنازلات بدون ثمن سياسي مقابل.

وفوق ذلك يعرف الوسيط/الراعي الأميركي كما تعرف السلطة الخليفية أن التغييرات السياسية الجدية سواء انحصرت في إصلاح النظام السياسي أو تجاوزته إلى استبداله تتطلب تغييراً جديا في ميزان القوى بين المعارضة والسلطة. وهو تغيير لا يمكن أن يتحقق طالما بقيت المعارضة أسيرة إسترتيجية ثبت عقمها منذ 2005.

عن مدونة د.عبد الهادي خلف
http://abdulhadikhalaf.wordpress.com

*أستاذ علم الاجتماع في جامعة لوند - السويد


الساعة الآن 11:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227