الفكر الجماهيري لتيار الوفاء الاسلامي
 

بقلم: الشيخ أبو الفضل





لم يكن تأسيس تيار الوفاء الإسلامي على أساس أنه تنظيم هرمي، ولم يكن عمل التيار في بدايات تأسيسه وحتى الآن على أنه حزب له مقار وموظفين وقوانين تحكمهم، وأعضاء منتسبين، ولم يؤسس التيار على أنه حالة نخبوية بعيدة عن الجماهير.

بل كان التيار منذ تأسيسه يبتني على الحالة الجماهيرية، والفكر الثوري الممتد في الأوساط العامة، وكانت أدبيات التيار قائمة على هذا الأساس، وعلى هذا الأساس استطاع التيار تأسيس القاعدة الجماهيرية العريضة التي تؤمن بمبادئ التيار والتي يصعب القضاء والسيطرة عليها، لعدم وجود تنظيم هرمي واضح بحيث لو ضربت القمة تسقط القاعدة.

وهذا التأسيس الجماهيري الحكيم لتيار الوفاء الإسلامي استطاع أن يحقق انجازات كبيرة جدا لم تكن لتتحقق دون هذا التأسيس الجماهيري:

فقد استطاع هذا التأسيس الجماهيري أن يتخطى الضربة الأمنية الأولى لقيادات التيار في شهر رمضان قبل الفائت حيث استهدفت تلك الضربة الأمنية رموز قيادية كبيرة في التيار وعلى رأسهم القيادي الكبير الشيخ سعيد النوري فرج الله عنه ومن معه من العلماء بالإضافة لكثير من مناصري التيار ومؤيديه, لكن استطاع التيار أن يلتقط أنفاسه بصورة سريعة وأن يستعيد نشاطه الجماهيري بقيادة العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد وبقيادة الأستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين فرج الله عنهما.

واستطاع هذا التأسيس الجماهيري أيضا أن يؤسس لأكبر ثورة جماهيرية في تاريخ البحرين وهي ثورة الرابع عشر من فبراير عبر التأسيس الفكري والثقافي والشرعي من جهة، وعبر دعم أكبر شخصيتين قياديتين في التيار لهذه الثورة قبل انطلاقتها، وعبر خروجهما في الصفوف الأولى للمتظاهرين في يوم الرابع عشر من فبراير من جهة أخرى، وأقصد بتلك الشخصيتين العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد حفظه الله والأستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين سلمه الله، حيث كان دعمهما الصريح، وخروجهما الميداني في أوساط الشباب، وتأسيسهما الفكري والشرعي للثورة العامل الأبرز في انطلاقة هذه الثورة المباركة –بالإضافة طبعا لعوامل أخرى مساعدة-.

واستطاع هذا التأسيس الجماهيري أيضا أن يمتص أثر الضربة الكبيرة لجل القيادات الكبيرة في فترة السلامة الوطنية والتي سعى النظام من خلالها إنهاء وجود التيار من جذوره فاعتقل القيادات الكبرى في التيار وغيب الكثير من كوادره في طوامير السجون ولا زال الكثير من الكوادر ملاحقين تسعى السلطة لاعتقالهم، ولكن التيار وبفضل حكمة مؤسسيه وبفضل التأسيس الجماهيري والفكري فقد استطاع التيار أيضا أن يتجاوز تلك الضربة ولم تستطع أجهزة النظام أن تقضي على تيار الوفاء الإسلامي، وذلك لأن التيار ليس شخصا هنا ورمزا هناك فحسب بل التيار فكرة ورؤية أصبحت موجودة ومنتشرة في أرجاء البحرين، وقضية يحملها الشاب والمرأة، وتكليف ومسؤولية تنبض في قلب الطفل الصغير حتى يسقط هذا النظام الخليفي المجرم ليتسلم الراية تلك القيادات المضحية والواعية والتي تعذبت من أجل أن ننال حريتنا وكرامتنا.

فيا أيها العلامة المقداد لا زال محراب الجمعة ينتظرك وينتظر تحديك للطواغيت، ينتظر سبابتك المرفوعة في وجه أزلام النظام وعبيده، ينتظر ترابيتك بين الناس.

ولا زالت مجاميع الشباب تنتظر كلماتك السمحة أيها الأستاذ المربي والأب الحنون يا مربي الأجيال يا من وهبه الله لهذا الشعب يا "عبد الوهاب" فقد كنت حقا عبدا لله ولم تكن في يوم عبدا لغيره.
ولا زال الواعون يبحثون عنك أيها النوري يا رمز الوعي والفكر، فهم عطاشى لخطابك التوعوي ولقلمك التأصيلي، ولفكرك النير الأصيل.

والى حين اللقاء، نعاهدكم يا رموزنا وقادتنا أن المسيرة باقية حتى تتسلموا الراية بإذن الله لتسلموها إن شاء الله إلى صاحب الراية الأصلي مولانا وقائدنا جميعا الإمام الحجة بن الحسن أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

منقول