تيار الوفاء الإسلامي و قوّته في طرح ما يؤمن به " قوّتنا بوحدتنا" مثال
 

تميّز و يتميّز تيار الوفاء الإسلامي كمؤسّسة عقائدية سياسية اجتماعية شاملة بالجرأة في طرح أفكاره و نظرياته التأصيلية التي تعود بنا للمبادئ التي نفتقدها في الميدان.

لماذا نقول جرأة؟
عندما تكون في اتجاه معاكس لما جرت عليه عادة ما في محيط ما فأنت جريء، الجرأة قد تكون سلبية و قد تكون إيجابية، و مقياسنا الدين لا غير، فإن كانت جرأتك على الدين فهي سلبيّة، و إن كانت مع الدين فهي إيجابية.

بمعنى؛

أ. أن تقول بأن الحسين (ع) خرج ليجاهد لا ليستشهد؛ فأنت قد تجرّأت جرأة سلبية.
ب. أن تقول بأن "هيهات منّا الذلة" هي لظرف مرحلي و معيّن؛ فأنت قد تجرّأت جرأة سلبية.
ج. أن تُمايز بين الأئمة (ع) و تقول بأن لكلّ منهم منهجه؛ فأنت قد تجرّأت جرأة سلبية.
د. أن تستبعد التأسّي بثورة الحسين (ع) من كل الحسابات و من كل التحركات؛ فأنت قد تجرّأت جرأة سلبية.

و في المقابل؛

أ. أن تتدبّر في القرآن و ترى بأنه يتيح لك الدفاع عن نفسك و مالك و عرضك في الوقت الذي يُوظّف الدين على عكس ما يريده القرآن، فأنت قد تجرّأت جرأة إيجابية.
ب. أن تطرح نظرية التكامل في الأدوار في الوقت الذي تُقصى و تُحارب على كل الجبهات؛ فأنت قد تجرّأت جرأة إيجابية.
ج. أن تُأصّل للمفاهيم الدينية و المبادئ الإنسانية في الوقت الذي يذهب البعض للمصالح الآنية و يضرب الدين بعرض الحائط؛ فأنت قد تجرّأت جرأة إيجابية.
د. أن تكون مع مطلب الجماهير -كلّ الجماهير- في الوقت الذي يجهّل البعض جماهيره و يستغفلهم؛ فأنت قد تجرّأت جرأة إيجابية.


هذي نماذج حيّة نعيشها في واقعنا في هذا البلد؛ بلد العلماء و الفقهاء و المراجع و الموالين و المجاهدين؛ يُغيّب رأي الفقهاء و يُغلب على رأي آخرين، في ظلّ هذه الربكة في المفاهيم و القِيَم؛ تظهر لنا مؤسّسة عقائدية شاملة تُعيد للدين هيبته و مكانته و حركيّته؛ هو تيار الوفاء الإسلامي.

من أبرز معالم قوّة تيار الوفاء الإسلامي فكريّاً هو استضافة لمن يخالفونه الفكر و المنهج في بيت الشعب (منزل أستاذ البصيرة) و دعوته لطرح ما يؤمنون به، بذلك نجد أن لدى التيّار أريحية في مثل هذه الأمور مع الإسلاميين، و رغم شراسة الهجوم على ما يعتقد به -التيار- إلا أنه يقدّم المصالح الدينية و الوطنية العليا على مصالحه، و يطرح نظرية التكامل قبل الثورة، و يوكّد عليها خلال الثورة و أخيرا يُطلق فعالية " بقوّتـنا .. بوحدتنا "، داعياً فيها إلى الوحدة ضد العدوّ، رامياً بشباك المحبّة و المصير المشترك بين فرقاء الوطن، و ملقياً الحجّة البالغة على الجميع.