لماذا يسقط حمد و لا يسقط سلمان ؟
 

لماذا يسقط حمد و لا يسقط سلمان ؟

تتم مهاجمة ’حمد‘ وترتفع النبرة في بعض التصريحات في الآونة الأخيرة بغلافٍ من الجرأة والشدة في تحميله مسؤولية كل ما جرى من قتل واعتداء على الشعب، وهذا واقع؛ فحمد سيكون يتحمل المسؤولية الكبرى باعتباره رمز النظام وصاحب السلطات العليا والمهيمن عليها ولو شكلياً كما في الدستور.

وهنا جُملةٌ من الأسئلة:
1- هل مهاجمة ’الملك حمد‘ لأنه يمثّل نفسه بما له من سلطات أم بما له من موقع وبما يمثّل من رمزية للنظام؟ هل نهاجم ’حمد‘ كمسؤول كبير في النظام أم نهاجمه لأنه واجهة النظام برمّته؟

2- أليس ’حمد‘ هو من طرح مشروع الإصلاح؟ إذا كان الجواب نعم، فلماذا لا تتم مطالبته هو بتحقيق الإصلاح باعتبار الإصلاح مطلباً وسقفاً سياسياً للجمعيات السياسية المعارضة؟ فلماذا ’حمد‘ خارج المعادلة ولماذا لا يكون الحل السياسي الذي يُروّج له يأتي عن طريق التفاوض معه باعتباره رأس السلطات، وبلحاظ أنّ المطالبة بالإصلاح لا تعني هدم النظام والمطالبة بإسقاطه وإنما إصلاح مواطن الفساد والخلل فيه؟

3- هل الحوار مع ’حمد‘ يتعارض مع سقف ومطلب الإصلاح؟ كيف ذلك والإصلاح يعني أن تتم محاسبة المسؤولين عن الإنتهاكات واستثناء رموز الحكم الثلاثة من المحاسبة؟ أم أنّ الإصلاح لا يستثني الرموز الثلاثة من المحاسبة؟ بالطبع هذا غير مطروح على الأقل بالنسبة لـ ’سلمان‘ لأنه حسب تصريحات السياسيين هو من يمكن أن يتم الجلوس إليه والتحاور معه. ونشكل على هذا بأنّ شخصيات من المعارضة اجتمعت مع الديوان الملكي مع أنّ الجمعيات السياسية لا تعترف بالملك طرفاً في الحل السياسي. فلماذا عزل ’الملك‘ وتنصيب ’ولي العهد‘ ؟

4- عدم قبول الجلوس مع ’حمد‘ في أي حوار مفترض هل يعني المطالبة والعمل على محاسبته؟ أم أنّ الأمر يمكن اقتصاره على المطالبة والعمل على تنحيته؟ وهل يمكن أن يقبل النظام الذي تشكّل أسرة آل خليفة قوامه وعماده بذلك؟ وما تداعيات المطالبة والعمل على تنحية ’حمد‘ من كرسي العرش على الأسرة الخليفية والوضع السياسي العام؟

5- كيف يتفق مطلب إسقاط الملك مع مطلب الإصلاح؟

(الجواب على هذه الأسئلة سيبيّن لنا مدى صحة وجديّة الموقف من الملك وولي العهد من عدمه)