![]() |
.. ɡ 30-07-12 09:46 PM أ*رقوا أمي .. كانت عقارب الساعة تمضي مسرعة، و كل ذبذبةٍ يسجلها الوقت كانت تنتزع كل نَفسٍ من قلبي، إنها الثانية فجراً، و رقاص الساعة لا يهدأ أ*اول أن أشي* بسمعي و في كل مرةٍ أهُزم.. و فجأة .. أخي أ*مد.. لا أعرف لماذا صرخت بإسمه ... فزّت أمي لصراخي .. فت*ت باب الغرفة قليلاً .. قليلاً ، هجموا علينا، غرفة المعيشة كانت م*طمة، و كل الأشياء إما مبعثرة أو مكسورة، مقنعون لا أستطيع أن أ*صي عددهم ، كانوا مدججون بالسلا* ..كسروا الباب، دخلوا المجلس.. دارنا مستبا*ة يا أمي و أين أخي أ*مد ؟! أ*د المرتزقة و يعاونوه بقية المرتزقة أخذوا برأس أخي أ*مد و ظلوا يرطمون به الجدار و مكيف الهواء.. وكذلك فعلوا بصا*به م*مد الذي التجأ في بيتنا.. و بعدها أخذ أ*د المرتزقة لو*اً فيه مسامير، و انهالوا به على أ*مد، و كلما صرخ زادوه أكثر.. عبثاً أ*اول أن أصدق ما جرى.. كل ما رأيته و عرفته و فهمته أنهم .. و *وش .. برابرة .. رمى أ*مد ب*اله في *ضن أمي و هو غارقُ بالدم.. ا*تضنته أمي .. مس*ت الدم من على وجه بيديها ال*انيتين، لكن المرتزقة س*بوه من *ضنها، , و هم يرصخون في وجهنا: "اتركوه وإلا اعتقلناكم، ن*ن نعتقل النساء أيضا" رفعوا أسل*تهم وصرخوا مرةً أخرى في وجه أمي "تؤوين الإرهابيين! لا تتكلمي ولا تدافعي عنه". كم غيرت تلك الل*ظة من أمي كثيرا .. تسمرت أمي في مكانها، و من ثم را*ت تلطم على رأسها، ت*اول أن تنطق فلا تعي ما يجري ،و انسابت مدامعها بصمت تمزق نياط القلب،فسقطت قطرات منها على اليد ال*انية فكانت كشرارة سرت في جسدها و اشعلتهُ هماً و إنكساراً، فرا*ت تب*ث عن شيء، عن الإنسانية التي ماتت كثيراً على هذه الأرض .. مرت الأيام ، و ما زال قلب أمي مشغول، و مستغرقة في ال*زن ، لأن ر*لة العذابات لم تسكت،بل أشعلت في قلبها ناراً، فلا خبر عن أ*مد، بل كل الأخبار كانت عن الاستبا*ات للمنازل و الاعتقالات و الم*اكمات، و *تى ر*لة الب*ث عنه في مراكز الشرطة تدمي القلب و تكسره، لأن كل من تلتقيهم هناك هن أيضاً مثلها مفجوعات على فلذات أكبادهن.. فكان جل وقتها كانت تقضيه صامتة، و الاسئلة المقلقة عن أ*مد هي كل ما يسكنها، قتلوه أمامي ، فكيف سيكون مصيره في السجن ؟ هل قتلوه؟ نعم قتلوه ..كلمات متقطعة و ا*رف متباعده، و عينان تكتمان شيء كالشرار .. إتصال يتيم وا*د، و زيارة وا*دة لا تري* القلب ، بل تزيد من ن*يبه، تشتاق لمن ت*ب و لا تصل إليه بجسدك، تنكسر رو*ك و لا تقوى على ال*راك.. بعد فترة افرجوا عن أ*مد ،و عادت رو* أمي ترفرف في المنزل بجنا*ي ال*ب و السكينة؛لكن قليلاً..إ*ضارية لأ*مد للمثول أمام الم*كمة، و ملا*قة كتيبة من قوات الشغب الراجلة لها عندما كانت خارجة من المأتم، كانت كفيلة بانتكاسة *ادة "إكتئاب شديد" يدخلها مستشفى الطب النفسي.. ليست الأيام في *ساب الزمن إلا ليلٌ يعقبهُ نهار، و نهار يردفه ليل، إلا أمي، لم تجد فكاكاً من من الإجرام و التنكيل و الاستبا*ة، و إنتشال "الرعاع" إبنها من *ضنها مخضباً بدماه هي الصورة التي هزمت قلبها، و ما الدموع الم*بوسة إلا إ*تجاج صامت عن الهمجي الذي استبا* الدار ليلاً و ما زال يفعل.. الوقت رابعة النهار، و السماء تشهد ، كما النار التي أكلت قلب أمي، أكلت جسدها الآن، لا يأساً، لا.. أنما اليد ال*انية و الأمن و الطمأنينة قد غادروا قلوب ثكلى.. قلوب أمهاتنا .. "سام*يني يا أبنتي، و ت*ملي بإخوتك" إيه أمي.. ر*لت أنت ، و ضجيج الرعاع هو الساكن هنا، و لم يعد هم ي*تملوننا و صرخة الضمير لم توقظهم بعد .. سام*يني أنت.. http://alwefaq.net/index.php?show=ne...rticle&id=6740 http://photos-e.ak.fbcdn.net/hphotos...77944983_s.jpg ... |
11:45 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir