منتدى استراحات زايد

المجاملة.. منحة نفسية جميلة

تعتبر المجاملة نوعاً من العلاقات الاجتماعية التي لا غنى للانسان عنها..

وهي من متطلبات الحياة العصرية اليوم..

وأحيانا كثيرة يضطر الانسان لهذه المجاملات.. فقد تكون وسيلة للتودد أو محاولة لرد الجميل..

وتعبيراً عن الود او حتى جبراً لخاطر انسان اخر..

و لفظة المجاملة نفسها مشتقة من معنى التجميل

الذي يحاول اكساب العلاقة الاجتماعية مع الاخرين مرونة وسلاسة.

المجاملة منحة نفسية نقدمها للاخرين لرفع الروح المعنونة لديهم..

ومد جسور الود معهم واضفاء حالة من الانسجام بين طرفين

تؤدي بمانح المجاملة الى درجة من الرضا عن النفس وتقدير الذات..

وعن طريق مجاملة بسيطة قد تزال عراقيل وحواجز نفسية.

والمجاملات أنواع..

فالمجاملة المعنوية.. بالكلمة الطيبة المعبرة..

ولكن بشرط ان تكون صادقة او على الاقل غير مبالغ فيها ودون تملق ونفاق..

فلابد وان تكون المجاملة معبرة ومعقولة بحيث ترفع من الروح المعنوية

بدون تبجيل او مزايدة تدفع الى الغرور والتكبر..

وحتى لا تصل الى درجة النفاق وتفقد معناها.

اما المجاملة المادية..

والتي يقصد من ورائها الوصول الى اغراض ومتطلبات

فانها من اكثر الامور التي تزيد ترابط العلاقات بين الناس

وتدفع بالاخرين نحو التقدم..

فحينما يتفوق شخص ما ويحرز تقدما في حياته

فاننا حينما نهنئه تهنئة رقيقة مرفوقة بهدية بسيطة معبرة

فان هذه المجاملة تعزز احساسه بالتفوق..

وبتقدير الذات ومن ثم يسعى الى المحافظة على مستواه الذي وصل له..

وفي الحقيقة فان القدرة على المجاملة تختلف من شخص لاخر وطرق المجاملة كذلك..

ولكن لابد من ان يكون لدى الفرد القدرة على التفهم والمعرفة التامة بالشخص الذي يريد مجاملته

وللمناسبة التي يجامل فيها.. وللأثر النفسي الذي ستحدثه تلك المجاملة على الشخص..

فزيارة مريض مع باقة من الزهور.. ذلك من قبيل المجاملة التي تؤدي الى رفع الروح المعنوية لدى المريض خلال مرضه مما يسهم في سرعة شفائه.

ان اروع واجمل المجاملات تلك التي تكون بنية صافية

ويقوم بها الانسان لوجه الله وحبا في الشخص الاخر

وليست لقاء خدمة مرتقبة او مستهدفة كما يفعل البعض

ويحدد مجاملته للاخرين بحجم مصالحه المرجوه لديهم..

فتتحول المجاملة الى مصالح متبادلة خالية من اي ود او حب.

فالمجاملة الصادقة تعتبر ثوابا اجتماعيا ودينيا يثاب به الذين يستحقون دون المزايدة فيها

حتى لا تنقلب الى معان اخرى بشعة

وتظل منحة نفسية نقدمها لمن نحب ونقدر بدون انتظار المقابل