شكراً للآباء و الأجداد .. و لكن لن نكرّر الخطأ الذي وقعوا فيه مهما حصل
 

نعلم جميعاً ما هو تاريخ أغلبية شعب البحرين مع طغمة آل خليفة المحتلة منذ عام 1783هـ، كان الحراك يتّّسم بنوع من التناقض بين مُجبَر و راضٍ و مقاوم لظلم قبيلة آل خليفة الغازية، فالأول خائف والثاني متمصلح والثالث مكلّف.

الخائف والمتمصلح دمّرا أجيالاً و أجيال نتاج عدم عملهم بتكليفهم الشرعي و كذلك تقديم مصالحهم الشخصية الآنية على التشريع الإلهي بالتبرّي من أعداء الله ومحاربتهم و دحرهم عن الوطن بل وقبولهم حكّاماً ظلمة وتسليمهم القرار السياسي و الاقتصادي.

المُقاوم عَمِلَ بتكليفه الشرعي و الأخلاقي و الوطني تجاه واقعٍ مليء بالشوك و المتاعب؛ و إن لم تثمر مقاومته دحر الغزاة الخليفيين إلا أنه أدّى ما يتوجّب عليه أمام الله و الشعب و الوطن.

إن قبول/صمت/إرغام الآباء و الأجداد على ظلم آل خليفة و قبولهم عملياً بحكمهم طيلة غزو هذه القبيلة لأرض الولاء لمحمد و آل محمد لهو أمرٌ لا يمكن له أن يتكرّر خصوصاً في عصرنا الحالي مع جيلٍ كجيل ثورة 14 فبراير، و مع طبيعة ثورة كثورة 14 فراير، و مع تكتيك كتكتيك اللامركزية في إدارة ثورة 14 فبراير، و مع حضور قوي و مؤثّر كحضور قوى ثورية أمثال تيار الوفاء الإسلامي و الائتلاف وحركة حق وغيرها.

لماذا نقول هذا الكلام؟

1. وجود مخضرمين (من ناحية القيام والثورة و الانتفاض) ضمن القيادات الميدانية والسياسية للثورة يعطيها دافعاً قوياً للتقدّم بوعي نحو مطلب الشعب كلّ الشعب و هو إسقاط النظام.

2. المتابعة الدقيقة و المتواصلة لجماهير الشعب لكل المشاريع القائمة و المحتملة التي تقوم بها أطراف في النظام مع القوى الناعمة/الكلاسيكية في المعارضة.

3. الإصرار على المضي قدماً نحو الهدف رغم ما ألمّ بالشعب من محاصرة سياسية و أمنية بشكل واسع يعطي الأمل الكبير في تحقيق المطلب الأساس و هو إسقاط النظام.

4. تطوير أدوات الدفاع المقدّس يثبت جديّة الثوّار في ردع المتغطرسين و المرحلة القادمة قد تكشف لنا مفاجآت أكبر و أضخم.

5. كل المحاولات الرامية لإيجاد مخرج لآل خليفة و لمن يعيشون الأزمة من القوى الناعمة/الكلاسيكية باءت بالفشل وذلك في حالتي الشدّة و الهدوء النسبي.

6. موقعية ذوي الشهداء تفرض واقعاً محاصِراً لكل من ينوي إخراج النظام الملكي الفاسد و المحتلّ السعودي من المستنقع الذي يعيشونه، فهم حاضرون و لو بشكل رمزي إلا أن وجودهم وجود المؤثّر على الشارع و هو –الشارع- الطرف الذي أثبت قوّته في جميع الحالات.

7. فلتان الشارع من يد القوى الناعمة/الكلاسيكية و عدم القدرة على السيطرة عليه رغم المحاولات البريئة وغير البريئة، يعطي مؤشراً آخراً قوياً على أن الشارع لا يستطيع كائناً من كان أن يفرمل تطلّعاته مهما بلغت رمزيته و موقعه قبل اندلاع ثورة 14 فبراير.

8. العنصر الفطري الذي يتمتّع به الثائرون و هو ضمن مشتركات الصفات الإنسانية مثل رفض الظلم واستنكاره، المقاومة من أجل الكرامة، إزالة الديكتاتورية و إحلال الحريّة و غيرها.

9. التفاؤل بعداء أمريكا للثورة المباركة؛ فهذا الأمر يعطينا أملاً كبيراً بالانتصار الإلهي، و ليسجّل التاريخ مواقف كل القوى تجاه عدوّة الشعوب الأولى.

10. إدراك شعب البحرين بكل تلاوينه أن القرار بيده لا بيد غيره، لا نظام و لا محتلّ و لا داعمين عرب و غربيين، فهذا الإدراك و الثقّة يمثلان عنصراً نفسياً مهمّاً بل و أسياسياً لبلوغ هدف الثورة و هو إسقاط النظام.