استمرار حيادية الإئتلاف و دبلوماسيته المطلقة أثرت سلباً على الثورة
 

في كل ثورات الربيع العربي كانت هناك حركات سياسية ( المتمثلة في الأحزاب ) و حركات ثورية ( المتمثلة بالشباب ) و كان الخطاب الإعلامي للحركات الشبابية واضح و صريح انه ضد تحركات الأحزاب السياسية سواء في نشراتهم او تقاريرهم او تصريحات المتحدين الرسميين لهم في الانترنت او وسائل الإعلام و كانوا يفضحون و يحللون كل خطاب سياسي يقوله هولاء الاحزاب و كل فعل يفعلونه له دوافع سياسية شخصية ، و لا يخفى عليكم ان نهج الحركة الإصلاحية للجمعيات في البحرين مختلف كلياً على النهج الثوري المتبع في مثياق اللؤلؤ التابع لإئتلاف 14 فبراير ، و لكن الإئتلاف بقى طوال 18 شهراً في موقف الحياد و مارس دبلوماسية ( مطلقة ) في خطابه السياسي ضد توجه الجمعيات مما أضر بالثورة و جمد عقول الشارع. صحيح أن المواجهة العلنية تسبب شق بين بعض فصائل الشعب، لكن دربهم الثوري مو سليم ، ليش الإئتلاف يتركهم ؟؟؟؟

الإئتلاف لم يمارس ما مارسته الحركات الشبابية في باقي الثورات العربية و ترك الحبل على الغارب ، مما جمد عقول الشعب.

سكوت الإئتلاف عن مهازل الأحزاب السياسية في البحرين ، كانت النتائج كالتالي :
الكثير من الشعب مؤمن بوجود خوالد متشددين في العائلة الخليفية و فئة أخرى إصلاحيين .. و هم لا يعملون ان هذه الفبركة و الوهم هي مجرد محاولة لكي يقبل الشعب بخليفي جديد في السلطة ( إصلاح نظام ).

الكثير من الشعب مؤمن بالسلمية و هو لا يعلم ان السلمية المفروضة على شعب البحرين هي خيار جاء من الخارج مفروض فرضاً على الجمعيات لمنع ثورة الجهاد ضد آل خليفة حتى لا تقع عائقاً ضد حوار الإصلاح المزعوم ومن ثم يفشل سيناريو امريكا و من اختاروهم كممثلي للشعب ( الجمعيات ).

الكثير من الشعب لا يعلم ان قبول أمريكا ( التي ساهمت في قمع الدوار ) بالوفاق كممثلة للشعب ناتج عن رضا الوفاق بأجندة أمريكا في المنطقة الخليجية المتمثلة بإستمرار حكم العوائل الذي سيحافظ على التدفق النفطي و صفقات السلاح و وجود القواعد العسكرية و تماسك مجلس التعاون الخليجي (الذي ساهم هو الآخر قمع الثورة). و لولا ذلك لما نطق اوباما بأسم الوفاق في مقر الأمم المتحدة.

الكثير لا يعلم أن استراتيجية الجمعيات في المسيرات التي يخرجون بها بالآلاف لا تعدو كونها مسيرات للإعلام تتباهي بها الجمعيات بحجم التأييد الشعبي لها و يتفاخر فيها آل خليفة بأنهم يسمحوا بحرية التعبير حتى يقمعوا المسيرات الأخرى بحجة انها ليست سلمية ، بينما مسيرات الجمعيات ليس لها اي أثر عملي او سياسي في الضغط على العائلة الخليفية.

الكثير من الشعب لا يعلم ان الخطاب الوفاقي المخملي في وصف المرتزقة بالشهداء و برجال الأمن نابع من رضاهم بحكم العائلة الخليفية و تثبيت حكمهم على هذا الشعب و إرضاءاً لبعض الفصائل في العائلة الخليفية.

الكثير من الشعب لا يعلم ان سكوت الوفاق عن تأييد الثورة السورية علناً كما فعلت وعد ناتج عن خوفهم من ردة فعل الشارع الشيعي و القومي في البحرين و و لكنها تفعل ذلك سراً مع الامريكان لمغازلتهم.

الكثير من الشعب لا يعلم لماذا نكست الوفاق علم البحرين حزناً على نايف ، حيث كان ذلك إحتراماً لكيان مجلس التعاون الخليجي الأمريكي الذي تعتبر عائلة آل خليفة التي تقبل بها الجميعات جزءاً من هذا المجلس. ( علماً ان المجلس ساهم في قمع الثورة ) . و الوفاق احترمت هذا المجلس لأنها قابلة بعائلة آل خليفة كحكام للبحرين .

الكثير من الشعب يرقص على إنتصارات وهمية تنشرها الجمعيات التي تحاول اوهامه أنه قدم تضحيات جسيمة ( ليس لها مثيل ) لكي تدفعه الجمعيات للتفاؤل و التوقف عن المقاومة ! بينما لو قست التضحيات تراها ما زالت في مرحلة بدائية مقارنة بباقي دول الربيع الذين فقدوا كل شي في فترات قصيرة جداً .( بإستثناء طريقة هدم المساجد كانت حالة استثنائية في البحرين ) ؟ و الشعب حقق إنتصارات لكنها ليس بالشكل الذي يعلنه الجمعيات و كأن الثورة انتهت و تنتظر عيد التحرير.


و الكثير و الكثير و الكثير

أين الإئتلاف من توضيح هذه المهازل للشعب ؟؟؟ أليست الدبلوماسية و الحيادية المطلقة للإئتلاف هي سبب رئيسي في إنتشار هذه المهازل بين مختلف فصائل الشعب ؟؟؟