(http://vb.ma7room.com/index.php)
-   (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   (513) 7 1433 27 2012 ( (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=972048)

. 07-27-2012 05:30 PM

(513) 7 1433 27 2012 (
 
27-07-12 03:38 PM

‫خطبة الجمعة (513) 7 رمضان 1433هـ 27 يوليو 2012م ـ جامع الإمام الصادق (-عليه السلام-) بالدراز.


أيّ الموتَيْن تختار الشعوب؟
ال*كوماتُ التي تظلم شعوبها قامت هذه الشعوب أو قعدت، والتي تستبي* مالها ودمها وكرامتها وتمعن في إذلالها على كلّ التقادير لا تترك مجالاً لها إلّا أنْ تختار المقاومة.
ال*كوماتُ التي إذا هبّت شعوبها مُطالِبةّ بالإصلا* ضاعفت من ظلمها لها واستعملت معها سياسة كسر العظم وبالغت في التنكيل بها وأمعنت في قهرها وإذلالها وإنزال الضربات القاسية بها إنّما تدفعُ هذهِ الشعوبَ لخيار الاستمرار في المقاومة والإصرار عليها.
ال*كومات التي تزرعُ اليأس من الإصلا* في نفوس شعوبها وتضعهم أمام خيارين أن يموتوا مستسلمين أو يموتوا مقاومين، وتقول مواقفها أنْ ليس لهم إلّا الشدّة والعنفُ على كلّ تقدير لا تُبْقِي تردّداً عند الشعوب في الإصرار على التشبّث بطلب الإصلا* ومقاومة الفساد ومكاف*ته.
ال*كومات التي تقول لشعوبها بعد طول المقاومة وكثرة البذل وضخامة التض*يات: لا شيء ممّا تطالبون به من الإصلا*، إنّما تدفع هذه الشعوب دفعاً عنيفاً للمقاومة.
ال*كومات التي تقول لشعوبها: ليس إلّا المزيد من الإذلال والتهميش والإرهاب والاستبعاد والبطش والتنكيل رغم كلّ ما بذلتم في سبيل *قّكم و*ريّتكم وكرامتكم، إنّما تستفزّ هذه الشعوب استفزازاً شديداً وتجعلها تقدِّمُ الموت على ال*ياة ولو كانت تَسْلَمُ لها مع الاستسلام، كيف والموت هو خيار هذه ال*كومات لشعوبها على كلّ *ال [1]
؟
ال*كومات التي لا تستجيب للإصلا* والشعوب في *ال المقاومة أبعد ما تكون عنه إذا ساد الصمت وانتهت المواجهة.
الشعب الذي تقول *كومته: لك الموت على كلّ *ال، لا يمكن إلّا أن يختار موت العزّة وموت الأبطال.
الشعب المُدْرِك يرى في الصبر على متاعب المقاومة أملاً كبيراً في الخروج من *الة الاضطهاد ويرى في الاستسلام القضاء على كلّ أملٍ له في الت*رّر من الذلّ والهوان والعذاب.

ومؤلمٌ أنّ كلّ ما يجري على الأرض في الب*رين اليومَ لا يؤشّرُ إلّا لاستهداف الشعب على المدى الطويل، وإرادة تركيعه إلى الأبد، وأن يقبل بموقع العبوديّة ما دام *يّا، وأن يكون في تصرّف السلطة تفعل فيه ما تشاء، تبقي من تبقي من أبنائه، وتقتل من تقتل، وتسجن من تسجن، وتصادر مال من تشتهي، وليس لأ*دٍ الاعتراض [2]
.
مستهدفٌ هذا الشعب أن يتنازل عن كلّ *رماته وأمنه على ماله ودمه وعرضه ودينه وجملة *قوقه، وهذا كلّه لا يُبقي للشعب غير خيار المقاومة.
ومثل هذا الواقع لا ينفع معه وعدٌ ولا عهدٌ مالم يُ*رَزِ ال*لّ الذي يعطي للشّعب اعتباره ويعترف له ب*قوقه ويُبوِّئُهُ موقعه وينهي مأساته وي*مي *قّه وكلمته، ويكفيه من مضاعفة تض*ياته وآلامه ومتاعبه بين ال*ِينِ وال*ِينِ والفَيْنَةِ والفَيْنَة في جولاتٍ متكرّرة من المطالبة الساخنة بال*قوق والمقاومة من أجل تص*ي* الوضع والخروج من مأزق الفساد الذي تتعاظم موجاته وتُغْرِقُ هذا الوطن من فعل السياسات الظّالمة.

الأمن المفقود:
الب*رين اليوم بلدٌ مفقودٌ فيه الأمن، المواطن فيه ذكراً كان أو أنثى غيرُ آمنٍ على نفسه وعرضه وماله لا في شارع ولا في زِقاق ولا في منزله ومأواه، لا في ليل ولا نهار. وممّن؟ ممّن يُفرض فيهم *ماية البلد وتوفير الأمن للكبير والصغير للذّكر والأنثى من بناته وأبنائه. وما الذنب؟ الذّنب أنْ ضجّ النّاس من الظلم، أنِ استغاثوا من السياسة الجائرة، أنْ طالبوا ب*قوقهم وأنْ طالبوا بكرامتهم.
أيّ أمنٍ للمواطنين بعد أنْ يتداول الإعلامُ أنّ *جم المسروقات والنّهب وصل إلى عشرة ملايين دولار من أموال ومقتنيات المواطنين أثناء استبا*ة المنازل؟ وكم أُخِذَ من مال النّاس في الشوارع والطرقات؟ وكم هم الذين يصمتون على ما ي*دث لهم من خسائر ماديّة ونهب خوفاً من أن يت*وّلوا إلى جُناةٍ في نظر السّلطة لو أبا*وا بما *صل لهم؟
كيف يأمن المواطنون وما تمّ اقت*امه من بيوت المسالمين منذُ بداية شهر يونيو أكثر من مئتين وسبعين بيتاً؟ ليت*وّل جوّها إلى جوٍّ مرعبٍ للكبير والصغير، لا تبقى فيه *رمةٌ لذكرٍ ولا أنثى ولا لمالٍ ولا عرضٍ ولا شرفٍ ودين، وقد تُمنَع المرأة وهي بلباس النوم أن تَسْتُرَ نفسها كما يشير إليه تقرير بسيوني.
الوضع لم يبقي أمناً للمواطنين وصار النّاس يستشعرون بالاستهداف العامّ الذي يلا*قهم ليلاً ونهارا من *كومةٍ يقضي واجبها الدّيني والإنسانيّ والعرفي والدستوري والقانوني ب*راسة الجميع و*مايتهم والرجوع إلى القانون الذي وضعته بيدها على الأقلّ مع عدم عدالته *تّى مع من يُخالف هواها ويُغضبها أن أنكرالظلم وطالب بال*قّ والعدل وضاق بقفص العبوديّة واشتدّ تَوْقُه لفضاء ال*ريّة.


كتاب الله ماذا له علينا؟
كتاب الله لبصيرة الإنسان، لإقامة موازين القسط والعدل، للهداية إلى الله، للأخذ ب*ياة أهل الأرض إلى الله، لصناعة فكرٍ واعٍ رشيد، مشاعر مهذّبةٍ خَيِّرةٍ قويّة، رو*ٍ طاهرةٍ زكيّة، وجدانٍ نظيفٍ لَأْلَاء، طمو*ٍ معنويٍّ رفيع، فردٍ صال*، أسرةٍ صال*ة، مجتمعٍ صال*، أمّةٍ صال*ة، سعادةٍ في الدنيا وسعادةٍ في الآخرة تُوصِلُ إليهما تربيةُ الإنسان تكمله تزكيته.
بمَ يتمّ كلّ ذلك؟ بالتلاوة؟ لا، بالتجويد؟ لا، ب*فظ القرآن عن ظهر قلب؟ لا، بتعلّمه والتعمّق قي آياته ومداليلها؟ لا، ولكلّ هذا قيمةٌ ولكلّ هذا وزنٌ ولكلّ هذا مكانةٌ وأجرٌ وثواب إذا كان لله لا لشيءٍ سواه.
لكن لا يتمّ ما جاء من أجله القرآن ممّا تقدّم إلّا بتطبيقه بِصَوْغِ كلّ ال*ياة في ضوئه, في الأخذ بعقيدته وشريعته ورؤاه ومفاهيمه وأخلاقه وآدابه [3]
، وكلّ ما عدا ذلك -تطبيق القرآن- من تلاوةٍ وتجويدٍ و*فظ وتعمّقٍ علميّ في الآيات مُقَدِّمةٌ لهذا التعامل الجادّ الصادق مع القرآن الكريم.
وكم من تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه؟ وكم من *افظٍ للقرآن والقرآن *جّةٌ عليه؟ وكم من باذلٍ في طباعة القرآن من *لالٍ أو*رامٍ والقرآن يعاديه وهو أعدى أعداء القرآن؟ وكم من مُتَغَنٍ بالقرآن لمعاشه أو شهرته؟
وأشدّ ما ترتبط به مر*لة العمل بالقرآن الكريم فهم معانيه ومداليله، وكيف يعمل بالقرآن من لا يفهمه؟ وفهم القرآن له سطو*ٌ ومستوياتٌ وأعماقٌ متفاوتة. وينبغي أن يبدأ فهم القرآن عند الأجيال مبكّراً وفي بدايات نشوئها، يمكن أن تُقدَّمَ درجةٌ من الفهم الأوّلي الابتدائيّ للناشىء الذي يتعلّم قراءة القرآن كأي يتلقّى شيئاً من الشر* للكلمات القرآنيّة الغريبة على لغته الشخصيّة الضعيفة النّاشئة.
وكلّ *لقةٍ من *لقات التلاوة، وكلّ معهدٍ من معاهد القرآن الكريم، وكلّ مجلسٍ من مجالس التلاوة في شهر رمضان، يمكن أن يُقَدَّمَ فيهم المستوى المناسب من الفهم القرآني ويتعيّش المجتمعون فكريّاً ونفسيّاً ورو*يّاً على موائد من موائده ويتزوّدوا بهداياتٍ من هداياته.
مجالس التلاوة في شهر رمضان المبارك يجب أن تَغْنَى بمادةٍ من فهم القرآن، من وقوفها على بعض آيات القرآن وقفةً تأمليّةً دارسة. ويمكن أن يُعتمَد تفسيرٌ ميسّر لاستفادة بعض المستويات وتفسيرٌ معمّق لمستوياتٍ أكثر تقدّما.
ينبغي أن نتقدّم خطوةً في التعامل الهادف الذي يعطي القرآن شيئاً من *قّه ; لنواصل معه الطريق لبناء ال*ياة، فَلْنُضِف إلى مر*لة التلاوة وتجويدها مر*لة العلم بالقرآن ومر*لة العمل به.



-----------------
[1] هتاف جموع المصلّين: "هيهات منّا الذلّة".
[2] هتاف جموع المصلّين: "لن نركع إلّا لله".
[3] - وإذا كانت الدُوَلُ لا تطبّق القرآن فأنت في وسعك أن تطبّق على *ياتك الكثير من القرآن الكريم، في وسعك أن تتعامل مع القرآن تعامل ا*ترام، تعامل انقياد، تعامل استسلام، تبني *ياتك في ضوء القرآن، تبني *ياة أسرتك في ضوء القرآن، تنشّىء ولدك في ضوء القرآن، تنشّىء بنتك في ضوء القرآن، فما عليه الدُوَل من تقصير لا يعطينا العذر في هذا الإهمال للتربية القرآنيّة -.


http://alwefaq.net/index.php?show=ne...rticle&id=6713

http://external.ak.fbcdn.net/safe_im...1333725708.jpg
‫خطاب الجمعة - 27 يوليو 2012 - جمعية الوفاق الوطني الإسلامية‬
alwefaq.net

...


01:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227