منتدى استراحات زايد - الثبات اللبنانية : لماذا حلّ نظام آل خليفة "جمعية العمل الإسلامي"؟

لماذا حلّ نظام آل خليفة "جمعية العمل الإسلامي"؟

الأربعاء, 25 يوليو 2012 15:14

http://www.athabat.net/news/images/r...03_450_300.jpg

تُعدّ "جمعية العمل الإسلامي" المعروفة اختصاراً بـ"أمل" واحدة من أبرز قوى المعارضة في البحرين، وقد شُكلت عام 2001، في حين جاء حلها مؤخراً بقرار من المحكمة الإدارية في 9 تموز 2012، وهي أول جمعية سياسية يتم حلها منذ أن وافقت السلطات البحرينية على إقامة الجمعيات السياسية.

تمثل جمعية "أمل" امتداداً للجبهة الإسلامية لتحرير البحرين التي انطلقت عام 1980، وكانت حينها الشكل العلني لأول حركة إسلامية معارضة في البحرين منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي أنشأها العلامة السيد هادي المدرسي، وهو أحد كبار العلماء العراقيين النشيطين الذي استوطن البحرين بعد هجرته من ظلم ومطاردة نظام صدام حسين.

وقد تميزت تلك الحركة بالطابع المبدئي والثوري في عملها، وقد دخلت الجبهة الإسلامية في مواجهة شرسة مع النظام البحريني منذ 1979، وهو العام الذي شهد انتصار الثورة الإيرانية. كانت الجبهة حينها تعمل وتدعو بشكل صريح إلى إسقاط نظام آل خليفة، وبسبب ذلك زج النظام بمئات من كوادرها في السجون، في حين هاجر وهجّر معظم قادتها إلى خارج البحرين، وكانت أبرز صور تلك المواجهة هي ما أعلنته الحكومة في عام 1981 من كشفها واعتقالها مجموعة من خلايا الجبهة يستهدفون القيام بانقلاب على النظام، ومنذ تلك الحادثة أصبح تيار الجبهة الإسلامية في مرمى السلطة؛ تستهدفه بشكل مباشر ومستمر بالتشويه والمعاقبة والسجون، وحتى القتل.

وحين جاء الملك حمد إلى الحكم، سمح للتيارات السياسية اليسارية والإسلامية المعارضة بإنشاء جمعيات، ويومها تشكلت جمعية أمل، إلا أن جهاز المخابرات البحريني سرعان ما واجه تلك الجمعية بالمضايقات المستمرة. ففي عام 2005 أُغلقت الجمعية بقرار لمدة 45 يوماً، بعد إقامتها احتفالاً تكريمياً للمجموعة التي سجنتها السلطة بتهمة المحاولة الانقلابية عام 1981، وفي ديسمبر 2007 داهمت قوات الأمن مقر الجمعية بحثاً عن قطعة عن سلاح مزعومة، واعتقلت أحد كوادرها، وفي مايو 2008 قام النظام البحريني بتجميد أرصدة الجمعية في البنوك، وألغى نتائج انتخابات مجلس إدارة الجمعية، بحجة عملها في موقع ديني.

وبعد تفجر ثورة فبراير 2011 في البحرين، وسيادة شعارات إسقاط النظام على المسيرات الكبرى، أعلن الملك حمد أن ما يحدث في البحرين هو مؤامرة ممتدة منذ ثلاثين عاماً، في إشارة واضحة للعملية الانقلابية للجبهة الإسلامية عام 1981. وحين وجهت السلطة ضربتها الشرسة لقوى المعارضة بعد دخول قوات درع الجزيرة، نالت جمعية "أمل" أشد صور المعاقبة، حيث اعتُقل رئيس الجمعية الشيخ المحفوظ ومعظم أعضاء مجلس إدارتها والعديد من كوادرها ووجوهها الاجتماعية، لاسيما علماء الدين المحسوبين على تيارها، حيث بلغوا الخمسة عشر عالماً، في حين بلغ مجموع المعتقلين من الجمعية ما يزيد على 200 مواطن، بحسب مصادر الجمعية، كما قامت السلطة بمداهمة مقر الجمعية في مارس 2011 وأخذ ملفاتها وتخريب محتوياتها. وفي أبريل 2011 حاولت السلطة حل جمعية "أمل" مع جمعية الوفاق، إلا أنه تراجع بسبب الضغط الأميركي، كما قام النظام بمحاكمة قادة وكوادر الجمعية في محاكم عسكرية منتصف عام 2011.

إلا أن استمرار عمل الجمعية ونشاطها الحيوي في الساحة، وتعاونها مع قوى الثورة، جعل النظام يتحرك لحلها بدعوى قضائية لم تكتمل أطراف الدعوة فيها بحسب تصريحات محامي الجمعية؛ عبد الله الشملاوي، في حين برر النظام ذلك الحل بمخالفات إدارية ورجوع الجمعية لمرجعية تدعو إلى العنف ضده، إلا أن الجمعيات المعارضة البحرينية اعتبرت أن قرار المحكمة الإدارية بحل جمعية "أمل" يأخذ بالبلد للمزيد من التأزيم، واستهداف مسبق لبقية الجمعيات السياسية، وهو "حكم سياسي" وليس حكماً قضائياً، وهو أسرع حكم في تاريخ القضاء بالبحرين ضد جمعية سياسية فاعلة.

ويرى بعض المراقبين أن حل "جمعية العمل الإسلامي" يأتي أساساً بسبب رفضها لإجراء أي حوار مع النظام وتحريضها المستمر ضده بسبب تاريخها الثوري.

صالح عبد القادر