رسالة لحمد ومن معه : لا مكان لكم إن تحقق أحد السقفين (الإسقاط/الإصلاح)
 

بعد الإفراج عن الرموز و حضورهم في الدوار في نهار 23 فبراير 2011م، ألقى فضيلة الأستاذ عبدالوهاب حسين (فرّج الله عنه) كلمته المشهورة و التي عُرِفت بعد ذلك بـ " الوصية الأساس " حيث أصبحت تُطرَح كلما لاح في الأفق صفقة أو حل سياسي لما تمرّ به البلاد من أزمة على آل خليفة و داعميهم من آل سعود و الأمريكان و البريطانيين الطغاة المحتلّين، لتكون -الوصية الأساس- الدافع و المحرّض و المشجّع لتحريك الشارع لإفشان أي نوع من المفاوضات و التسويات والحوارات بمختلف مستوياتها و سقوفها.

ماذا قال هذا الرجل في "الوصية الأساس"؟

هنالك مطلبين أساسين يُرفعان في هذه الثورة:
الأول: مطلب إسقاط النظام.
الثاني: مطلب المملكة الدستورية
و شرح أهمية التمسّك بالسقف الأعلى لضمان الحصول على أحد المطلبين، كما و بيّن ملامح الخطط التي يمكن للنظام أن ينفذها و ما هي العوامل التي سيعتمد عليها في تطبيقها وذلك بناء ا على خبرته و قرائته التي لا يختلف إثنان على حدوث أغليها في المجمل.

ما يهمّنا في هذا الموضوع هو طبيعة هذين المطلبين و ضرورة التمسّك بهما من قِبَل من يرفعهما، و لو كانت الإمكانية لانتقال من هم في السقف الأدنى للسقف الأعلى ممكنة فلتكن لضمان الحصول على أحد السقفين.


سقف إسقاط النظام:
يحمل هذا السقف مجموعة من القوى الثورية الميدانية و إحدى الجمعيات السياسية -على خجل-، منها: تيار الوفاء الإسلامي و حركة حق و حركة أحرار البحرين و ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير و جمعية العمل الإسلامي (أمل).
هذا السقف وباعتباره أعلى الأسقف في الثورة رفعه أغلبية الشعب يوم 14 فبراير في مستشفى السلمانية المحتلّ بعد سقوط فاتح عهد الشهداء في الثورة المباركة "الشهيد السعيد علي عبدالهادي مشيمع / بلدة الديه"، و ذلك بعد تهديد أطلقته الجماهير و دعمه بعض الرموز و أبرزهم فضيلة الأستاذ حسن مشيمع/أمين عام حركة حق، و هو إذا سقط شهيد إبا هذه الحركة الاحتجاجية سيرتفع سقف المطلب من إصلاح النظام إلى إسقاط النظام، و قد أُعذِرَ من أنذر.

سقف إصلاح النظام:
تمسّكت المعارضة التقليدية الكلاسيكية بمطلب إصلاح النظام رغم عدد الشهداء المهول الذين سقطوا إبان ثورة سلمية، و أصرّت عليه، و لكن بأيّ صيغة؟ لا أحد يعلم لحد الآن ما هي خارطة طريقهم، فقد طرحوا عدة أمثلة ونماذج ومشاريع و أوراق و وثائق، فمن بريطانيا إلى إيرلندا و إلى المغرب و إلى الأردن و إلى الكويت و إلى الحكومة المتوافق عليها !!، و لكن بقيَ الشعار الأكثر انتشاراً (الحكومة المنتخبة).

ما المطلوب من الجماهير و النُّخَب؟
1. التمسّكت بالسقفين، و العض بالنواجذ عليهما و إن أمكن رفع الأسقف كلما سَنَحتِ الفرصة و عدم التنازل عن أيّ منهما.
2. السير بشكل طولي في هذه الثورة وعدم التعرّض لأصحاب أيّ سقف مهما احتلفنا معهم.
3. السعي لإيجاد مشروع جامع لكلا المشروعين.

بهذه الخطوات سنحقق " التكامل " و سنسير في خطى ثابتة نحو تحالف وطني شامل سيسعى للتخلّص من الديكتاتورية البغيضة و قلع من لا يستحق أن يحكمنا و محاكمته وإنزال فيه العقوية التي يستحقها.

و في كل الأحوال الشعب كل الشعب قد ضاق ذرعاً بهذه العائلة ما فعلته بنا من ظلم فاحش و تجاوزات يندى لها جبين كل إنسان له كرامة و عزة، و لا أشكّ بأنه لا يوجد شخص واحد لديه غيرة و حميّة على دينه و عرضه و ماله و وطنه سيرضى بأن تبقى هذه الزمرة أحراراً، بل حتى لو لم تُثمر هذه الثورة ما يتطلّع له الشعب الأبي إلا أن التخلّص من هذه الرموز الشيطانية أمرٌ لا بدّ منه، و ستُفتح الأبواب أمام تطبيق الحكم الشرعي فيهم بطرق غير وضعية وقانونية.

فإن كانت النتيجة هي إسقاط النظام الظالم فالمحاسبة مضمونة، و إن كانت النتيجة مملكة دستورية حقيقة فأيضاً المحاسبة مضمونة، إذاً: لا مكان لآل خليفة كحكّام و لا مكان لآل سعود كمحتلّين غاصبين و لا مكان لأمريكا و بريطانيا كمهيمنين على القرار الوطني.