20-07-12 04:11 PM ماذا بقي من الأمن الاجتماعي لهذا الشعب الذي تعامله السّلطة المسؤولة عن أمنه معاملة العدوّ اللدود وتسومه سوم العبيد ؟ آية الله قاسم: الشعب الذي يقول إمّا ال*ريّة أو الشهادةُ لا يمكنُ إذلاله http://alwefaq.net/index.php?show=ne...rticle&id=6684 الشعب الذي كسر *اجز الخوف من الموت وآمن بأنّ ال*ياة في الموت في عزّ، وأن ال*ياة في ذُلٍّ هي الموت، واستعذب المنيّة في سبيل دينه و*ريّته يكون قد أفشل كلّ أساليب البطش والتنكيل التي ت*اول إجباره على الخنوع ونسيان ذاته. خطبة الجمعة (512) 29 شعبان 1433هـ 20 يوليو 2012م ـ جامع الإمام الصادق (-عليه السلام-) بالدراز. أمّا بعدُ أيّها الأخوة والأخواتُ في الله فال*ديث *ول هذا العنوان: الأمن الاجتماعي: الامن الاجتماعيّ *اجة كلّ المجتمعات ومطلب كلّ سياسةٍ عادلة وواجب كلّ *كومة وهدفٌ عالٍ من أهداف الدّين القويم وشرطٌ من شروط النموّ والازدهار والتقدّم، ولا هناءة لمجتمعٍ ي*كمه العدوان ويسوده الخوف ويقع فيه المال والعرض والنّفس والدّين في دائرة الترصّد والتهديد والوعيد. وللأهميّة البالغة للأمن في نظر الدّين جاء التركيز عليه في عددٍ من النّصوص الاسلامية: تقول الآية الكريمة:"وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ" [1]، فالآية الكريمة تركّز على نعمة الإيمان. وعن الرسول صلّى الله عليه وآله: "نعمتان مكفورتان: الأمن والعافية"، مكفورتان تُفَسَّر بمعنى مستورتان ; فالكَفر الستر، تنستر كلٌ من نعمة الأمن والعافية عن ذهن الإنسان وذكره بوجودهمها وتظهر له أهمّيتهما بفقدهما ; *يث تَقلق *ياته ويعيش الشّلل في ال*ركة ويشعر بالتهديد الجدّي للوجود. وبانهيار الأمن الاجتماعي وت*طّم جسور الثّقة بين أهل المجتمع الوا*د وتوقّع الضرر والإضرار من كلّ الأطراف ترتفع موجة الاضطراب في النّفوس، ويشقى الجميع، وتتقطّع سبل ال*ياة، ويُشَلُّ الانتاج الصال*، ويشعر الكلّ بأنّه م*اطٌ بالموت من كلّ مكان. وعنه صلّى الله عليه وآله في قوله تعالى:"ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" [2]: الأمن والص*ّة. فجعل الأمن والص*ّة مصداقين بارزين ومن أجلى مصاديق النّعيم الذي يُسأل عنه الإنسان في توظيفه له يوم القيامة ; ذلك باعتبارهما رو* النّعيم في الدنيا كما تفيده الكلمة عن الإمام الصادق عليه السلام :"النَّعيمُ في الدُّنيا الأمنُ وصِ*َّةُ الجِسمِ ، وتَمامُ النِّعمَةِ في الآخِرَةِ دُخولُ الجَنَّةِ ، [3]وما تَمَّتِ النِّعمَةُ على عَبدٍ قَطُّ مَالَم يَدخُلِ الجَنَّةَ" [4] - ص*ّتك، مالك، جاهك، كلٌ يعني الدّنيا تذهب هباءاً ... هي نِعَمٌ ; ولكنّ النّعمة الكبرى لا تتم إلا بدخول الجنّة فاسعى إليها، يا نفس اسعي إلى النّعمة الكبرى-. والسياسات الظالمة تفسد الأوطان وتنشر الفتن وترزع الأ*قاد وتثير الفوضى وتقوّض الأمن الاجتماعي وتزلزل الأوضاع وتشقي ال*ياة. أَمْنُ النّاس ت*وّله – أو ت*يله- السياسة الظالمة إلى خوف، وبلد الخير ت*وّله إلى بلد شرٍّ وفساد. تقول الكلمة عن الإمام عليٍ عليه السلام: " شرّ البلاد بلدٌ لا أمن فيه، ولا خصب" [5] ، و*يث لا أمن لا خصب ولا سعة في إنتاج ولا تفرّغ للبناء والتقدّم بمستوى ال*ياة، وعنه عليه السلام: "شرُّ الأوطان مالم يأمن فيه القطّان" [6]، –الساكنون-. السياسات الظالمة ت*دث الفرقة والفرقة فتّاكة بأمن النّاس وهي بما تثيره من ا*تراب وتؤدّي إليه من استبا*ة الدماء لونٌ من مرّ العذاب. يقول الكتاب الكريم:"قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَ*ْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ" [7]. وأيُّ سببٍ لتقويض الأمن الاجتماعي مِنْ أنْ تُطلق السياسة الظالمة يد الإرهاب والسطو ; لتعيث فساداً ليلاً ونهاراً في المناطق السكنيّة في القرى والمدن، تقت*م على الآمنين بيوتهم من غير إذن وتكسر عليهم أبواب غرف نومهم الخاصّة وأماكن است*مامهم وتضرب من تضرب، وتدمي من تدمي، وتنهب من تنهب، وتصط*ب معها من تريد اصط*ابه للسّجن والتّعذيب ؟ لا بَلْ ماذا بقي من الأمن الاجتماعي لهذا الشعب الذي تعامله السّلطة المسؤولة عن أمنه معاملة العدوّ اللدود وتسومه سوم العبيد ؟ إنّ الممارسات الدنيئة والعدوانيّة الصّارخة التي تُرتَكب في *قّ هذا الشعب المسلم تعبّر عن تنكّرٍ تامّ وتجاوزٍ فا*شٍ للدّين والضمير والقيم الأخلاقيّة والأعراف ال*ميدة و*قوق المواطنة و*رمة الإنسانيّة والدساتير والقوانين المدنيّة ومواضعات المجتمع الإنساني. يصل الأمر إلى كسر الباب على امرأةٍ مؤمنةٍ *الَ است*مامها في *مّام منزلها، فأيّ دينٍ بقيَ [8]وأيّ خلقٍ وأيُّ عرفٍ وأيُّ غيرةٍ وأيُّ *سٍّ إنسانيٍّ وأيّ *ياء وأيّ *ميّةٍ وأيُّ بُقيا ضمير وأيّ *رمةٍ لمواطنٍ وأيُّ قيمة لإنسان؟ ألستم تفجّرون غضب النّاس بمثل هذه الاستفزازات التي ت*رّك الجماد وتنسي الإنسان أيّ قيمةٍ لل*ياة وتزهّده في البقاء في ظلّ هذا الوضع المذلّ المهين؟ ألستم تدفعون الشّعب بمثل هذه ال*ماقات أشدّ الدفع إلى المطالبة بكلِّ إصرارٍ وإن استشهد أيّ عددٍ من أبنائه وإن سُجن وعذّب بكامل *قوقه صوناً لدينه وكرامته وعزّته وعرضه ودمه وماله؟ • الشعب صار يخاف على دينه، صار يخاف على عرضه، صار يخاف على كرامته، على دمه وماله ; لو ألقى عصا السّير. والشعب الذي عشق ال*ريّة وصمّم صادقاً أن يسترخص *ياته ثمناً لها لا توجد *كومةٌ في الأرض تستطيع تركيعه. الشعب الذي يقول إمّا ال*ريّة أو الشهادةُ لا يمكنُ إذلاله [9]. • الشعب الشي لا ي*دّد سقفاً لتض*ياته في سبيل *ريّته وكرامته و*ماية عرضه ودينه لا يفصله فاصلٌ كبيرٌ عن نيل ما يطم* إليه من ال*ريّة والكرامة والعزّ والمجد الرفيع. • الشعب الذي كسر *اجز الخوف من الموت وآمن بأنّ ال*ياة في الموت في عزّ، وأن ال*ياة في ذُلٍّ هي الموت، واستعذب المنيّة في سبيل دينه و*ريّته يكون قد أفشل كلّ أساليب البطش والتنكيل التي ت*اول إجباره على الخنوع ونسيان ذاته. • لا ي*اولنّ أ*دكم مع هذا الشعب لإذلاله أكثر ممّا *اول فإنّه لن تنكسر إرادته بإذن الله ولن ينال أ*دٌ من عزيمته ليفرض عليه ما يريد ممّا يأباه. ----------------- [1] 18 / سورة سبأ. [2] 8 / سورة التكاثر. [3] سما*ة الشّيخ: التفت. [4] ب*ار الأنوار - ج 78 - الصف*ة 172. [5] عيون ال*كم والمواعظ - الصف*ة 294. [6] ميزان ال*كمة - ج 4 - الصف*ة 3568. [7] 65 / سورة الأنعام. [8] هتاف جموع المصلّين: "فلتسقط ال*كومة". [9] هتاف جموع المصلّين: "هيهات منّا الذلّة". http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos...41448667_s.jpg ... |
06:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir