كُن ثائراً لا فاجراً: استخدام الجنس الناعم في المعارك
 

)) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) سورة الاعراف آية 175-176
لستُ هناك في وارد تفسير الآيات، و لكني بصدد التذكير بقصة بلعم ابن باعوراء .فعندما رفض بلعم طلب فرعون في الدعاء على نبي الله موسى (ع) قاموا بالترغيب و استخدام الجنس الناعم للترغيب و إضعاف بلعم. فقام القوم بإهداء الهدايا إلى زوجته أملاً منهم ان يكسبوها لصفهم و تحثه على الوقوف مع القوم ضد نبي الله. فامتنع عن ذلك، فلا زالت تلح عليه حتى أجابها بأنه سيستخير الله. فجاءه النهي في المنام، و اخبرها بذلك، فقامت بالالحاح عليه و هو يقوم بالرد. حتى قالت له: بأن لو أراد ربك لنهاك. و واصلت الالهاء و الالحاح حتى وافق في طلبها بالدعاء على نبي الله موسى. (ع)
في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا» الآية: قال: حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): أنه أعطي بلعم بن باعوراء الاسم الأعظم، و كان يدعو به فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى و أصحابه قال فرعون لبلعم: ادع الله على موسى و أصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها الله عز و جل فقالت ويلك على ما ذا تضربني؟ أ تريد أن أجيء معك لتدعو على نبي الله و قوم مؤمنين؟ و لم يزل يضربها حتى قتلها فانسلخ الاسم من لسانه، و هو قوله: «فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، و لو شئنا لرفعناه بها - و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه - فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث»
و بعد خسران بلعم لدنياه و آخرته و عدم قدرته على الدعاء و مواجهة الحق المتمثل في نبي الله موسى (ع)، أشار الى القوم ان زينوا نساؤكم و اعطوهن السلع و البضائع إلى المعسكر و ان لا يمنعن أنفسهن ممن يطلب الفاحشة، وقال إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم. ففعلوا ذلك و دخل النساء عسكر بني إسرائيل و انتشرت الفاحشة في القوم، فأنزل الله غضبه على القوم (الطاعون.(

إذاً القرآن ذكر احد الامثلة في استخدام الحيلة و النساء في المعركة لإضعاف القوم و انشغال القوم في الفاحشة و غياب الوعي. ما جعلني اكتب هذا الموضوع للتذكير و التوعية بعد تقرير مرآة البحرين، و ما وصلني من أخبار عن بعض الشباب، فالوعي مطلوب و إلا هُزمنا. لا أُريد الإطالة فالمغزى واضح، كُن ثائراً لا فاجراً.
و أخيراً اعتذر لأي خطأ او زلل في الموضوع.