![]() |
جرح ( قصة قصيرة ) السلام عليكم و رحمه الله و بركاته .. . . منذ فترة لم تذق أصابعي طعم الخيال .. منذ فترة لم أمتع نفسي بقصة تهدأ تلك الحروف التي تتراقص أمامي .. هذه قصة قصيرة كانت ترتجف خلف تلك الجدران منذ سنوات.. . . [ جرح ] . لا أستطيع التركيز .. لا أستطيع رؤية شيء .. يبدو كل شيء ضبابي .. سوى صوته.. رغم هدوء نبرته إلا أنني أكاد أقسم بأن شيئاً ما حدث .. حاولت بأن أقاوم هذا التعب الي يطغى على كل عظمة في جسمي .. حتى لساني لم أستطع تحريكه .. " عائشة .. لا تقولي شيئاً , تنفسي " عيناه كانت تترجم الخوف ذاته .. أحس بأن أنفاسي تخذلني .. هل أنا في حضنه؟ لماذا تزعجني هذه الرائحة القوية ؟ و لماذا اشعر بالرطوبة ؟ تنهدت بتعب .. أغمضت عيني لأرتاح .. " لا تغفي .. عائشة .. أفيقي " مسح بيده على وجهي .. . . رطبت شفتي بلساني " ما الذي حدث ؟ " " لقد وجدتك هكذا .. هنا ! " أشار إلى المكان و أعاد يمسح على رأسي ليطمئنني .. حاولت الجلوس و ساعدني .. أحسست بأن المكان كله يدور .. أنا في المطبخ؟ رطبت لساني مجدداً و عيناه تطارداني .. " هل لي بكوب ماء؟ " همست .. قرب كوب الماء من يدي .. رفعت يدي و أنا أحس بارتجافها.. ألقيت نظرة على يدي و رأيتها تخذلني و هي ترجف كـ ورفة في فصل الخريف.. حاولت رفع الكوب .. و لكن .. " لا أستطيع " أنزلت يدي في يأس .. قرب كوب الماء من فمي لـ يرويني .. سقطت قطرات .. تبعها سيل من زاوية فمي .. و لكنني لم أبالي .. تلك القطرات كانت تغسل صدري الذي لا يزال يحس بالضيق .. أبعد الكوب .. أخذت نفساً عميقاً .. ثم التفت للمخلوق الذي يجلس بجانبي .. " متى وصلت ؟ " سألته .. " منذ نصف ساعة " نبرته هادئة و لكن عيناه تفضحانه .. حركت رأسي لأقوم و لكنني لا أزال أشعر بأن المطبخ يدور من حولي.. فـفضلت الجلوس على أرضية المطبخ الباردة .. التفت مجدداً إليه " ما الذي أتى بك إلى هنا؟ " " هلا توقفتي عن تلك الأسئلة الحمقاء! " أجابني بحنق .. وقف على رجليه و مد يده إلي لـيساعدني على النهوض .. اتكئت عليه حتى وصلنا إلى الصالة .. مددني على الكرسي و جلس متربعاً على الأرضية بجانبي .. سقطت دمعة حارقة .. " متى دفنتموه ؟ " سألت " صباح اليوم " أجاب " هل رحل بالفعل؟ أشعر بأنني لا أزال في كابوس .. و صدري يضيق لا أستطيع التنفس " تنهدت وضعت يدي على صدري .. " توقفي .. أنتي تؤلمينه " وضع يده على يدي التي كانت بجانبي .. " رحمه الله .. " نزلت دمعة أخرى .. " لا تبكي .. هو محتاج لدعائك " " علي .. أنت أكثر شخص يعلم بأنني لا أستطيع البكاء على الموتى .. دموعي لا تستطيع أن تنزل عليهم.. خصوصاً الغاليين منهم .. دموعي دائماً تخذلني حينما يتعلق الأمر بهم " جلست لأمسح تلك الدمعتين.. جلس بجانبي و يده اليمنى تربت على ظهري .. انتبهت تواً على جرح في سبابة يدي اليسرى .. لا يزال الدم يسري .. كيف لم يره إحدنا؟ تنهدت .. أخذت منديلاً و غطيته .. غريب هو شعورنا نحو الراحلين .. نظن بأن الدنيا تتوقف عندهم .. و لكنها تمشي و كأن ما اختفى من الدنيا شيئاً لم يكن موجوداً .. تبسمت في استهزاء على سخرية الحياة.. لا يستطيع أحدٌ أن يبسطها في كلمات كما كان يستطيع هو.. " شكراً على وجودك " قبلت جبين أخي الصغير .. احتضنني .. ربتت على ظهره و دموع أخرى تنذر بالسقوط.. نسيت بأنه كان صديقه قبل أن يكون شيئاً لي .. " رحمه الله " قلتها في أذنه .. " هل ذهبت للعزاء ؟ " سألته " نعم " أجاب " يبدو بأن علي أن أذهب أنا أيضاً " " نعم " " أتركني, علي أن ألبس عباءتي قبل أن تأخذني معك للعزاء " كانت يداه ترتخي شيئاً فشيئاً .. تركته بسرعة لكي لا يرى عيناي المغروقتان بالدموع .. دخلت غرفتي على عجل .. لبست عباءتي , غطاءي و حقيبتي التي تحتوي على دفتر و قلم صغيرين .. خرجت إلى المطبخ و رأيته أمامي .. " أما آن لك أن تعودي إلى البيت ؟ " سألني " قريباً , حينما انتهي من هذه الرواية سأعود " أجبته " كم يوماً ستأخذين ؟ " أجبته في داخلي .. قل كم دهراً ؟ " شهور قليلة " " متى بدأتها؟ " " اليوم " و أنا أغسل يدي بالماء البارد.. سكت و كأن الأمر لم يعجبه .. ضمدت سبابتي .. يا ليت لو أن كل الجروح تضمد بالسهولة ذاتها .. . . - النهاية - . . يبدو بأن جميع من بالبيت نيام .. كان المنزل منذ ساعات يضج بأصواتهم .. و لا عجب الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل ! إلهامي هذا لا يأتي سوى متأخراً .. . . أتمنى بأن القصة قد لاقت أعجابكم .. انتقاداتكم تسعدني فلا تبخلوا بها علي 3> |
ان كآنت الدموع تغسل اعيننا من غبرة الايـام , فهـي وسلية للتعبير عن الحزن والفرح كـشيء قليل .. . . اسلوب مميز , كتابة منسقة , بداية جميلة لك كل الشكر |
اقتباس:
احمد الله على قدرتي على التعبير بحروف عربية لتزيل شيئا من تلك الدموع المكبوتة =) رد جميل ، مؤثر و وسام لي .. افرحني.. العفو 3> |
كلمات غامضه ،ولكنها دخلت بداخلي لتحرك فيني شعور غريب ليفهمها ويترجم معانيها قلبي،،أحببت كتاباتك واتمنى ان ارى المزيد منها في الايام المقبله ،،^^ تقبلي مروري اختك العزيزة ،،(رموش مراديف الغلا) |
اقتباس:
بعض الأمور من الأفضل ألا تفسر يا صديقتي .. أسعدني اعترافك بأنها لامست قلبك فقد خرجت من قلبي .. و أنا أحببت ردك , قريباً إن شاء الله 3> . . |
الساعة الآن 02:15 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir