منتدى استراحات زايد - يجب أن يكون والسبب أنتم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

كلما يحدث النظام حماقة لا أخلاقية كعادته، تتهافت المواضيع كالعادة في أمور لا تصب في صالحنا (حسب وجهة نظري)، فمنهم من يلقي لومه على السلمية وأصحابها، ومنهم من يضعف ويهون من عمليات غلق الطرقات، ومنهم من ينفي وجود ثورة، ومنهم من يعطي الواجبات فيقول يجب حرق الآبار وقتل المرتزقة وتفجير المباني وعمل الكمائن والاغتيالات لهم.

وهذا الموضوع أطرحه لتصحيح هذه التخبطات التي هي ضدنا وليست معنا (على الأقل حسب وجهة نظري) فإما أن يكون الموضوع خاطئ وإما أسلوبه ووقته، رغم أن بعض الكتاب يقصدون الخير فيما يكتبون.

سلبيات تلك المواضيع

* التحبيط والاشمئزاز: كلما تقرأ هذه المواضيع يصيبك الإحباط واليأس، حتى تشمئز من قراءة الأخبار والمقالات الأخرى، أو تحبط من كتابة شيء في بالك لتفيد به الثورة والثوار.

* الإلهاء والفتنة: فما إن تفتح هذه المواضيع حتى يتشاجر فريقان ويصبح شجارهما في مواضيع حزبية، بل هناك من يتعمد نقل المواضيع للأمور الحزبية، فيلامس النقاش مقدسات الطرفين، فيتشاجران حتى يملان، وتذوب القضية الرئيسية دون أن تعالج.

ما الهدف من تلك المواضيع؟

* إن كانت النصيحة فنعم بها، ولكن لم أرى إلا القليل القليل من النصائح، فما يكتب ليس بنصائح وإلا لم تكن بهذه الاساليب الخاطئة، بل لم يكتب الموضوع في الأساس.

* إن كانت لتبيان الحق فنعم بها، ولكن ما يجري ليس تبيان للحق، وإنما وضع اللائمة على الطرف المقابل في نفس الوقت الذي يعتقد الكاتب أن هؤلاء ليسوا مع الثورة، ففي الأساس عليك أن تدافع أنت لا من هم ضد الثورة.

لماذا أنتقد تلك المواضيع مع ما بها من أمور صحيحة

لما بها من سلبيات، وللأساليب المستخدمة فيها، وأهم من ذلك أن لا فائدة منها الآن، وسأوضحها في التلاوم بعد وقوع المصيبة التي يجب أن يتم التصعيد بعدها...

إن كان اللائم من غير الثوار، فعليه أن يبدأ بالخروج هو كتصعيد، وإن كان يخرج فعليه أن يتقدم ثم عليه أن يقوم بالعمليات وهكذا، فإذا كان هو بنفسه لا يستطيع فاثنتان، إما أنه يلوم الجالسين الذين لم تحركهم المصائب، وهذا خطأ بعينه لأنه يعلم أن لا فائدة من هؤلاء فهم لن يتحركوا ابدا، فهم يتشدقون بالفتوة والتبعية لأجل التخاذل فقط، وإما أنه يلوم الثوار لعدم تصعيدهم، وهذا خطأ لأنه يعلم الحدود التي توقف عندها الشباب ويعرف اسبابها، وإن كان يرفض هذه الأسباب فعليه أن يقوم هو بنفسه بعمل مجموعة تفجر وتحرق وتفعل، وقد يدعوا بأن يخرج الجميع لأن لا فائدة من العدد القليل، وهذا أيضا لا فائدة منه لأنه يعلم أنهم لن يقوموا حتى تصبح الحرب.

فلماذا أحمل المصائب على مدعي السلمية وأنا أعلم بأنهم لن يقوموا أبدا، وإنما السلمية هي حجتهم للقعود فقط؟! ولماذا أحمل الشباب مالا يستطيعون فعله، فلو كانوا يستطيعون لعملوه لأن السلمية عندهم تعني ذبح المعتدي إذا تعدى وهم تعدوا ذلك، إن كان أحد يلوم القاعدين فلا فائدة، وإن كان أحد يلوم الثائرين فعليه أن يتقدم ويفعل ما يشاء.

صدقوني لو قام أحدكم بأعمال تساعد الثوار بدل الشجار المحبط لتقدمنا كثيرا كثيرا، فلو قام أحد بترجمة كتب متفجرات لاستفاد الثوار منه، ولو قام أحد بالتفكير بخطط لمحاصرة المرتزقة وسحقهم وأخبر الشجعان بها لاستفاد الثوار منه مع أن أغلب الثوار يريد من يمسك يدهم لعمل ذلك، للأسف إذا وقعت الوقائع المريرة لا نفكر إلا باللوم وبالواجب فعله دون أن نحرك نحن شيء نستطيع تحريكه، فلهذا أدعوكم عن الكف عن هذه المواضيع، والتجهز ليوم سنجبر على الخروج بقوة فيه، ولكن لسنا مجهزين لتخاذلنا، فلو كنت لا أخرج المسيرات ولكن كنت أفكر بطرق ردع استخدمها في يوم إما الحياة وإما الموت فيه، فإني سأعرف ماذا أفعل عندها.