منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   ولادة القلوب (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=956786)

محروم.كوم 07-12-2012 03:30 PM

ولادة القلوب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال ابن القيم رحمه الله وغفر له
في كتابه الماتع النافع الذي جمع فيه فاوعى
طريق الهجرتين وباب السعادتين
فاستمع إليه وهو يقول لك:

صدق التأهب للقاء الله من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول استقامته

فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها وخمدت من نفسه نيران الشهوات وأخبت قلبه إلى الله وعكفت همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته,
واستحدثت همة أخرى وعلوما أخر وولد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها
إلى الدار الأخرة كنسبة جسمه إلى هذه الدار بعد أن كان في بطن أمه
فيولد قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة.

وكما كان بطن أمه حجابا لجسمه عن هذه الدار فهكذا نفسه وهواه حجابا لقلبه عن الدار الأخرة, فخروج قلبه عن نفسه بارزا إلى الدار الأخرة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزا إلى هذه الدار ..
وهذا معنى ما يذكر عن المسيح أنه قال:
" يا بني اسرائيل انكم لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين "


ولما كان أكثر الناس لم يولدوا هذه الولادة الثانية ولا تصوروها - فضلا عن أن يصدقوا بها - فيقول القائل :
كيف يولد الرجل الكبير أو كيف يولد القلب ..
لم يكن لهم إليها همة ولا عزيمة إذ كيف يعزم على الشئ من لا يعرفه ولا يصدقه؟

ولكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدق بذلك وعلم أنه لم يولد قلبه بعد.

والمقصود أن القلوب في هذه الولادة ثلاثة,

1-
قلب لم يولد ولم يأن له بل هو جنين في بطن الشهوات والغي والجهل والضلال ,

2-
وقلب قد ولد وخرج إلى فضاء التوحيد والمعرفة وتخلص من مشيمة الطباع وظلمات النفس والهوى فقرت عينه بالله وقرت عيون به وقلوب وأنست بقربه الأرواح وذكرت رؤيته بالله فاطمأن بالله وسكن إليه وعكف بهمته عليه ,

3-
وقلب ثالث في البرزخ ينتظر الولادة صباحا ومساء قد أصبح على فضاء التجريد وأنس من خلال الديار أشعة التوحيد تأبى غلبات الحب والشوق إلا تقربا إلى من السعادة كلها بقربه والحظ كل الحظ في طاعته وحبه وتأبى غلبات الطباع إلا جذبه وإيقافه وتعويقه فهو بين الداعيين تارة وتارة قد قطع عقبات وآفات وبقي عليه مفاوز وفلوات.


والمقصود أن صدق التأهب للقاء الله هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة والأحوال الإيمانية ومقامات السالكين إلى الله ومنازل السائرين إليه من اليقظة والتوبة والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم وسائر أعمال القلوب والجوارح.
فمفتاح ذلك كله
صدق التأهب والإستعداد للقاء الله.

والمفتاح بيد الفتاح العليم لا إله غيره ولا رب سواه.
واخر دعواناأن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين


الساعة الآن 02:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227