منتدى استراحات زايد - هل الإئتلاف هي حركة تابعة لوثيقة المنامة ؟؟

يا ليت يتم قراءة الموضوع بدقة فلن يأخذ خمس دقائق من وقتك .

هل الإئتلاف هي حركة تابعة لوثيقة المنامة ؟؟

إذا تحدثنا من منظور سياسي صرف ، أي بما معناه إذا تحدثنا ضمن إطار الحرفنة السياسية التي يدرسها و يتبعها الساسة المحترفون حول العالم ، فإن اي جهة سياسية لا يتم قياسها أو التعامل معها سياسياً بناءاً على تصريحاتها او ما تطرحه إعلامياً من خلال خطاباتها او شعاراتها ، بل يتم التعامل معها قياساً لما تقوم به هذا الجهة على الأرض. لأن الكثير من الساسة يطرحون شعارات و لكن قد تكون تلك الشعارات بروباجاندا او شعارات ترفع و لا تطبق لذلك تبقى لا تسمن من جوع و لا تغنى من فقر. تماماً كشعارات دعم القضية الفلسطينية التي يقوم بها الحكام العرب.

ابتدأت الثورة و انتقلت لمراحل متعددة ، كان أئتلاف 14 فبراير يمضي بشكل سلس و منظم حتى مارس 2012 ، و لكن دعنا مما مضى و لنتكلم عن الحاضر .

الاسبوع الأخير و هو ( رفض الإنحياز الامريكي – البريطاني ) دليل قاطع جداً على متابعة و وعي الإئتلاف بما يحصل في الساحة السياسية البحرينية ، و عنوان الاسبوع هو رد واضح على الرعاية الامريكية البريطانية للحوار الذي نوقش فيه النواحي السياسية في امريكا و النواحي الأمنية في بريطانيا. طيب نرجع لشعار الأسبوع الذي عبر فيه الإئتلاف برفضه للسياسة الأمريكية التي شرعنت نظام آل خليفة ، و لكن ماذا فعل الأئتلاف عملياً ليرفض ذلك ؟ قام الإئتلاف بحرق إطارات و لأول مرة على شارع مدخل السفارة الأمريكية في رسالة واضحة اننا يا أمريكا ضد سياستكم. نعم ، انت ضد الدور الامريكي و البريطاني وصلت رسالتك و حرقت العلم الامريكي و حرقت العلم البريطاني ، و لكن ماذا فعلت بخصوص مطلب إسقاط النظام الذي ترفعه و التي تلعب امريكا ضده و هو الهدف الأسمى؟؟؟

جزماً جزماً بل قطعاً بأن الأمريكان و البريطانيون منذ مارس 2012 شعروا بإرتياح كبير بدد جزء كبير من مخاوفهم. فعندما استهدفوا النشطاء و بدأو بنبيل رجب و استخدموا الشوزن ، أنتظروا ردة فعل الإئتلاف و الشعب بشكل عام فلم يجدوا رداً ، حيث لم يسقط اي مرتزق و تم الأكتفاء بالإطارات و المولوتوف و الطفاية بدون اي تصعيد يذكر رغم الإصابات الكثيرة التي لحقت بالثوار، لذلك إذا قيس عمل الإئتلاف حالياً من منظور سياسي صرف فهو عبارة عن حركة تابعة لوثيقة المنامة تدخل ضمن إطار إصلاح النظام و ليس إسقاطه. و عملياً يكون الإئتلاف عبارة عن جنود للجمعيات السياسية و لكن تحت شعارات أخرى و هذا ما يعرف اليوم في السياسة بإسم الدعاية البيضاء بغض النظر عن كونك ترفع شعار الإسقاط او أصدرت ميثاق اللؤلؤة او خطبت اي خطاب. حيث لا يشك أثنان انه رغم توتر الساحة بين آل خليفة و الوفاق ألا ان جميع الأطراف في صدد بلورة حوار بأرضية مطالب وثيقة المنامة الخمسة و يرعاه و بكل تأكيد وكلاء النظام و الخليج و هم بريطانيا و امريكا، بينما نشاهد الأئتلاف لا يقوم بأي عمل يقطع الطريق على ذلك ، مما يجعل الإئتلاف عملياً و كأنه داخل العملية المطروحة و ليس خارجها. طالما انت عملياً لا تهدد النظام بالإسقاط فشعارك ليس مؤثراً خصوصاً إذا قيس بواقع الشارع البحراني المتأثر بشكل أكبر بالخطاب الوفاقي. و ألف علامة إستفهام حول سبب بقاء الأئتلاف كحركة سلمية و أقولها سلمية لأن المولوتوف لا يعني شيئاً للأمريكان طالما ان المرتزق تسلح بوسائل الوقاية اللازمة من الحريق .

التأكيد على المضي نحو إسقاط النظام ، يبدأ بتوجيه الشارع صراحةً في نشرة الإئتلاف الاسبوعية ( بالفتك بالمرتزقة و دحرهم بالمطلق و الإتجاه نحو الهجوم المقدس دون رجعة للوراء و الثأر من دماء جميع الشهداء و جميع الاعراض التي انتهكت ) و ليس الإكتفاء ب ( الدعوة لتطوير وسائل الدفاع المقدس ) فتلك المرحلة تم الإنتهاء منها و جاءت الآن مرحلة العبوات الناسفة المتفجرة عن بعد او القنابل البترولية أو الدهس و إلى آخره من العمليات التي تضرب هذا الجهاز الامني المرتزق الذي يشرعن النظام. فلا يوجد مبرر إطلاقاً لخجل الإئتلاف من ان يتخذ نفسه رمزاً للمقاومة ضد الإحتلال الخليفي الذي يعتمد على المرتزقة مباحي الدم شرعاٌ و قانوناً. أنصروا الله فينصركم .. هل الإئتلاف ايضاً مع حفظ الامن الأقليمي الذي ترعاه أمريكا و آل سعود و يريد المحافظة على السلم الأهلى على حساب الأعراض و دماء الشهداء ؟؟ إذا كان الجواب نعم فكيف سيسقط النظام ؟. كما لا يوجد مبرر إطلاقاً للإكتفاء بالمولوتوف و حرق الإطارات و الطفاية. في المقابل ايضاً إذا لم يستطيع الإئتلاف تطوير حراكه عن الوضع الحالي ، فعندها وجب لعموم الشعب بشكل عام ان يتحرك بشكل عاجل لإثبات وجوده على الساحة و إذا لم يستطيع، فعندها تصبح الوفاق اقوى فصيل معارض في البحرين ( بغض النظر عن الأسباب ) و بهذا تمكنت امريكا و بريطانيا و آل خليفة من حرف الثورة من إسقاط إلى إصلاح و لا عتب على الوفاق إطلاقاً لأن الشعب لم يثبت نفسه و بهذا تصبح الوفاق أقوى حركة سياسية في البحرين و تعبر عن قوة و إمكانية وتطلعات الشعب البحراني.

اللهم أشهد إني قد بلغت