![]() |
تحليل سياسي: ماذا بعد فشل السياسات الأمريكية والبريطانية في البحرين؟ منذ انطلاق الثورة الشعبية في الرابع عشر من فبراير العام الماضي والإدارتان الأمريكية والبريطانية تحاولان اخمادها عن طريق الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى بدءا بالرصاص الحي وإنزال الدبابات مرورا بمؤامرة الحوار – التي أشرف عليها جيفري فيلتمان شخصيا واشتركت فيها قوى الثورة المضادة – إلى الاحتلال السعودي والذي جاء بقرار أمريكي بعد فشل الحوار. وبعد أن استنفذ فيلتمان كل ما في جعبته، خلفه مايكل بوسنر، الذي بدوره لم يأت بجديد سوى إعطاء النظام الخليفي والاحتلال السعودي مزيدا من الغطاء السياسي والإعلامي والأسلحة للتنكيل بالشعب البحريني وارضاخه. غير أن الأخير لاقى مصير الأول لأن كلاهما فشل في تشخيص الأسباب الحقيقة التي أدت إلى انطلاق الثورة واستمرارها لعام ونصف على الرغم من القمع الدموي والحصار الإعلامي والسياسي الخانق. السياسة الأمريكية والبريطانية للالتفاف على الثورة ترتكز على عنصرين أساسيين هما: 1. العناصر "المعتدلة" في النظام والتي تمثل دور "الإصلاحيين". 2. العناصر "المعتدلة" في المعارضة، أي تلك التي تنسب نفسها للثورة ولكنها لا تتبنى مطالب الثورة بل لها مطالبها المختلفة وأجنداتها الخفية. ما لم تستوعبه الإدارتان الأمريكية والبريطانية هو أن العناصر "المعتدلة" سواء في النظام أو في المعارضة لا تمثل الشارع الثوري الذي يهتف في كل يوم بشعارات اسقاط الطاغية حمد والنظام الملكي الفاقد للشرعية ورفض الحوار. وفي محاولة يائسة – قد تكون الأخيرة – عمدت أمريكا وبريطانيا إلى رفع جزء من "الحصانة" التي تمنحها لقوى الثورة المضادة عقابا لها على فشلها في السيطرة على الشارع ومن أجل إعطائها زخما شعبيا عاطفيا بعد أن يقوم النظام ومرتزقته باستهدافها والتضييق عليها. ولا يخفى على المتابعين أن التصعيد الأخير جاء بعيد زيارة بوسنر الأخيرة وبيانات "منتصف الليل" التي ساوت بين الرصاص الانشطاري (الشوزن) الذي يستخدم في الاعتداء على العزل والمولوتوف الذي يستخدم في الدفاع عن النفس والعرض. ما لم تستوعبه (أو لا تريد استيعابه) الإدارتان الأمريكية والبريطانية هو أن المشكلة الأساسية ترتكز في دعمهم اللامحدود للأنظمة الدكتاتورية في البحرين والخليج، وفي التواجد الغير شرعي للأسطول الخامس الذي بدأت قوى الثورة تعبر عن رفضها لوجوده على أراضي ومياه البحرين (تم تجديد الاتفاقية بين الإدارة الأمريكية والنظام الخليفي لبقاء الأسطول الخامس في البحرين حتى عام 2016 بشكل سري العام الماضي). في ظل المؤشرات السياسية الراهنة من المتوقع في المستقبل القريب أن تشهد الساحة البحرينية مزيدا من التضييق على قوى الثورة المضادة من قبل النظام بإيعاز من الإدارتان الأمريكية والبريطانية، وإن حدث ذلك فعلا فهذا يعني أن أمريكا وبريطانيا قد استنفذتا جميع ما لديهما من خطط وأفكار "نظامية" وقد تبدآن في انتهاج سياسة التجربة والخطأ! ولكننا نقول لهم: جربوا ما شئتم فالشعب البحريني أوعى من أن ينخدع بألاعيبكم والثورة ستستمر إلى أن يسقط النظام الخليفي الفاقد للشرعية وبعدها سيحين وقت القصاص وستدفعون ثمن أفعالكم. |
الساعة الآن 03:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir