منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   شمعة من شموع الشهيد الصدر(رض)! (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=950801)

محروم.كوم 07-07-2012 04:10 PM

شمعة من شموع الشهيد الصدر(رض)!
 
شمعة من شموع الشهيد الصدر(رض)
(الشهيد العظيم الشيخ حسين معن)!


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لا تنطلق العبقرية والعظمة من أماكن معيّنة أو حيّزٍ محدود فحسب ، سواء كان هذا الحيّز عائليّاً أو دراسيّاً أو ما إلى ذلك ، بل قد تنطلق مِن كوخ متواضع في قريةٍ نائية أو من عائلةٍ مغمورة وغير مشهورة بالعلم أو الحكم أو السياسة ..

في قرية صغيرة من قُرى كربلاء الدم والشهادة والثورة ، كانت تسكن عائلة الحاج ناصر - أحد المتنفّذين في عشيرته ( ألبوحِسن ) - وكان الشاب ( معن ) أكبر أولاده متطلّعاً منذ نعومة أظافره لطلب العلم ، ومتشوّقاً للدراسة الدينية ولكن والده يرفض ذلك بشدّة فإذا رأى هذا الشاب طلاب العلم يؤمّون كربلاء للدراسة يبقى متحسّراً لحرمانه من نعمة العلم ، فإذا عرض طلبه على والده زجره بشدّة وأخيراً اعتمد على نفسه فتعلّم القراءة والكتابة من زملائه في القرية ، وقرأ القرآن إلى أنْ صار معلّماً فيه.. وعندما رزقه الله ولداً كانت الأُمنية الكبرى في نفسه : أنْ يرى ولده طالب عِلم فلمّا أكمل ولده الصف السادس الابتدائي منعه مِن مواصلة الدراسة في المدارس الرسمية.. وعندما بلغ سنّ التكليف ذهب به إلى الحوزة العلمية في كربلاء.. وهكذا بدأ شهيدنا حياته الدراسية ، ولم تمضِ عليه في حوزة كربلاء إلاّ عدّة شهور.. وبينما كان الوالد يستقبل زوّار الإمام الحسين ( عليه السلام ) من المشاة في الزيارة الشعبانية ، حيث كان يفتح بيته لزوّار الإمام الحسين ( عليه السلام ) في هذه المناسبة استضافه أحد طلاّب العلم (23) في النجف الأشرف ، ودار الحديث حول الدراسة في الحوزة ، فاقترح عليه أنْ ينقل ولده إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، بعد أنْ رأى فيه علائم الذكاء والنبوغ ، رغم صغَر سنّه ، فما كان اليوم الثاني إلاّ وأصبح الوالد في النجف الأشرف ليدخل ولده في مدرسة العلوم الإسلامية .

ومن هنا برَزت معالم النبوغ في شخصية شهيدنا ، فجلب ذكاؤه نظر المجدين من طلاب العلم فحظي باهتمامهم ورعايتهم لما يتّسم به من ذكاءٍ خارق ، وذهنٍ ثاقب ، وجدّية منقطعة النظير ، حتى كان الإمام الشهيد الصدر يُسمّيه بالطالب المجد.. ومِن جدّيته أنّ الكتاب ما كان لِيُفارقه أبداً ، حتى في المجالس العامّة مع إخوانه فبينما كانوا يتفكّهون في مجالسهم تراه منشدّاً إلى كتابه ، وإذا أشكلت عليه مسألة من مسائل الفقه والأصول تجده يعيدها مرّات ومرّات ولا يتركها حتى يفهمها ، ويهضمها جيداً ، وهكذا استمر شهيدنا بجدية متناهية ، حتى قطع مرحلة السطوح في سنوات لا تتعدّى أصابع اليد ليلتحق بالدراسات العليا المعبّر عنها بـ ( البحث الخارج ) وما مضت سنوات حتى لمع نجمه في حلقات الدرس العليا..

وممّا زاد في جديته وفاعليته انتماؤه لحزب الدعوة الإسلامية عام 1390هـ ، وظل مندكّاً في هذا التيار المبارك ، رغم الهجمة الشرسة ، التي شنّتها سلطات البعث الكافر في بغداد ، على الدعوة المباركة ، سنة 1394ه‍ ، فطورد شهيدنا الغالي على أثرها مطاردة عنيفة جداً ، ممّا حمله على تغيير زيّه ، لمواصلة عمله.. وبالرغم من هذا ، لم يكن ليوقفه عن تحصيله ، فكان يكلّف زملاءه ، بتسجيل محاضرات الإمام الشهيد الصدر والسيد الخوئي ليتابعها يوماً بيوم ، فلما ضاق به الأمر اضطر لأنْ يخرج من النجف الأشرف ليختفي في محافظات أُخرى وبالرغم من هذا الحرَج والمضايقة لم ينقطع عن العمل الرسالي ، فكان يلتقي بإخوانه في أماكن محدّدة ليتدارس معهم ظروف الدعوة فيوصلوا له الأخبار ويأخذوا منه التوجيهات والطروحات الرسالية..

أمّا الساعات التي ينفرد فيها وحده في المكتبة فقد كنت أرى منه : العجب العجاب في الجدية والتهام الكتب بمختلف أنواعها.. كنت أراقبه عن كثب فإذا انبلج النهار ثنى ركبتيه وانكبّ على المطالعة إلى وقت الظهر ، وهكذا بقية الليل والنهار لا يتوقّف عن البحث والدرس وقد كنت أُحصي الساعات التي يقضيها في القراءة والبحث حتى كانت تصل إلى ( 16 ساعة ) في الليل والنهار وربّما بلغ في بعض الأحيان أكثر مِن ذلك وغالباً ما كنت أراه منكبّاً على الورقة والقلم حتى يطلع الفجر.. حتى إذا اعترضت عليه يوماً لكثرة أتعابه قال:

( إنّ هدفنا أوسع وأكبر من أعمارنا ، ونحن يجب علينا في أوقات المطاردة واستحالة التحرّك أنْ ننقطع إلى الدرس والبحث ، وإذا فُسِح لنا المجال للعمل فيجب أنْ ننطلق بكلّ ما أوتينا من قوّة لإقامة الدولة الإسلامية..)

وبناءً على هذا الفهم الحركي نجده في فترة اختفائه وعلى وجه التحديد بعد إعدام كوكبة الدعوة الأُولى سنة 1394 هـ ‍ - 1395 هـ‍

أنتج عدّة بحوث في ظرف خمسة أشهر منها :
1 - الحرية في الإسلام .
2 - بحث ضخم بعنوان ( العلاقة الفقهية في الاقتصاد الإسلامي ) .
3 - شرح الأُسس المنطقية للسيد الصدر .

وكُتب أُخرى لا أذكرها جيداً.. ولمّا هدأت العاصفة الهوجاء وخفّ الطلب ، عاد مرّة أخرى إلى النجف الأشرف ليواصل عمله بصورةٍ أوسع ، وهنا تجلّت خصاله الرسالية وبرزت شخصيته العلمية ، واستطيع أنْ أوجزها بالنقاط التالية :


الساعة الآن 07:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227