مع الشايع بين الدخول فحومل ، نقف حيث وقف امرؤ القيس . مع الشايع بين الدخول فحومل ، نقف حيث وقف امرؤ القيس . *** فَحَبَستُ فيها الرَّكْبَ أَحدِسُ في *** كل الأمور وكنتُ ذا حَدْس وهذا خاطرٌ ألمَّ بي - قديمًا - وأنا أتدبّرُ كلام الأستاذ / عبد الله الشايع في كتابه الجليل ، ( مع امريء القيس بين الخول فحومل ) ، وأنظرُ في أعقابه ، وصدوره ، وكنتُ أتعجبُ من تأتيه إلى الغاية التي يصنع من أجلها كتابه ، ومن ضبطه للفكرة التي تحيك في ذهنه ، ومن أخذه بيد القاريء أخذًا رفيقًا بلا إحساسٍ منه إلى ما يريد أن يقنعه به ، مما جعلني أُعيره نصيباً وافرًا من اهتمامي آنذاك ، وأقفُ عند آراءه معجبًا . إلا أنني كنت إذا رأيتُ اضطرابًا في بعضِ آراءه ، أو تضادًا ؛ فإني لا أغفلُ عن تقييد ما عنّ لي إما على طرةِ الكتاب ، وإما في ذهني ، ومن تلك الأشياء التي كنتُ لا أجدُ لها وجهًا مُقنعاً ، وما زالتْ قائمةً في نفسي ، هي أننا لو سلّمنا للأستاذ بأنَّ الدخول وحومَل رمالٌ ، وأنَّ هذه الرمال في الدهنا ، فكيف نصنع بقوله : كأني غداة البين يوم تحمَّلوا *** لدى سَمُراتِ الحييّ ناقفُ حنظل والسمر كما نعرفُ مما لا ينبتُ في الدهنا ، لا قديمًا ولا حديثاً ، فكيفَ لنا أن نقول : إنّ الدخول وحومَلَ كثيبان ، ثم هما في الدهنا خاصَّةً . هذا أمرٌ مشكلٌ حقَّاً ، ولا يمكنُ أنْ نقولَ إن امرأ القيس : لا يفرقُ بين السمر وغيره من الشجر ، وما ينبتُ في الرمل ، وما لا ينبتُ فيه ، والشعراء أعرف الناس بذلك حتى قال ذو الرُّمة : خليليّ مُدَّ الطَرفَ حتى تبيّنا *** أظعنًا بعلياء الصَّفا أم نخيلها فقالا على شك، نرى النخْلَ أو نرى*** لميّةَ ظُعْنا باللوى نَستحِيلُهَا. فقلتُ: أعِيدا الطرفَ (ما كَان مَنِبَتـا ) ** مِنَ النخْل خَيشومُ الصفَا فَأَميلهَا ولا يمكنُ أن نقول أيضًا : إنَّ العرب الذين سمعوا هذه القصيدة ، وكانت تنشدُ على أسماعهم يعرفونَ ذلك ثم لا يردُّونه عليه . وقد تحققت من ذلك بنفسي ، فسألتُ بعضَ شيوخ البادية عن وجود ( السمر ) في تلك الناحية ، فأنكر أن يكون ثمَّ سمر إنكاراً شديداً . من لديه حلّ لهذا الأمر ، فليأتني به ؟!! |
الساعة الآن 05:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir