منتدى استراحات زايد - على حبل الغسيل

على حبل الغسيل
رجل في العقد الخامس من العمر يكتب رسالة حب إلى أمراه أحبها في زمن الحرب يقول فيها : هيأت لكِ حبل الغســيل لكي تنشري عليه قمصانكِ وملابسكِ ودموعكِ بلا أخطاء أبدآ . العين لا تخطىء لا ترى ومن لا يرى لا يبصر ومن لا يبصر لا بصيرة له . كتبت لكِ قصيدة على البحر لأنكِ أكثر بساطة من الماء الذي يجري في النهر . كتبت من أجلكِ النهر ذلك النهر الذي لا يقطعه أحد مرتين . أمضيت في البحر عشر سنوات لكي أصل إليكِ ، وكانت الحرب خلفي والحب أمامي ، لا شيىء يمنعني من الوصول إلكِ سوى الموت .
لقد مت في البحر مرتين ومت على البر مرتين
فإكتفيت بكل هذا وقلت أحبكِ مرتين .
ذهبت إلى البراري والصحاري المفتوحة مثل قلبكِ الأبيض لكي أبحث عن زهرة الخلود فلم أجد حلودآ إلا في قوة الروح وقوة النفس . أما قوة الجسد فهي آيلة إلى الزوال .
صنعت نفسي عما يدنس نفسي وعزلت نفسي عن نفسي كالمتصوف كي أصل إلى قلبكِ الوردي في سماء الدنيا ، تلك الدنيا الصغيرة بنيت لكِ القلاع والأسوار ورفعت لكِ التيجان وحاربت وأفنيت سنوات عمري وأنا أكتب لكِ قصائدي على ذراعي وبدمي ومددت لكِ أرضآ من الحرير وغطست جسدكِ في العطر وفي العرق والنشيد . أصبحت أحتمي بكِ وتحتمين بي
إنسانان في إنسان وروحان في روح وقلبان في قلب وكلامان في كلام ولغتان في لغة وصورتان في صورة .
أتركي كل شيىء وتعالي نحيا معآ في هذه الحياة الصغيرة.
الحياة التي تأكلها الموت والتي تأكلها الحرب
حرب الإنسان الجميل على الإنسان الجميل
وحرب المجنون على المجنون وحرب الضعيف على الضعيف وحرب القوي على القوي . النار تأكل كل شيىء حتى نفسها ولن يبقى إلا الرماد الذي يعطي للإنسان معنى النهاية . أنتِ القمر الأخضر الذي لا يغيب ولا يطاله الكسوف ولا الخسوف ،
أنتِ قمر الحب الذي تنشر عليها المرأة قمصانها ودموعها وفساتينها هو الحبل المشدود بين العين والقلب .
أراكم بخير
دمتم بالعوافي
نجيب ايوب