نقمة التويتر
 

نقمة التويتر

لعب برنامج التواصل الإجتماعي المعروف بالتويتر دور مهم في تحريك واستمرار ثورات الربيع العربي لاسيما ثورة ١٤فبراير في البحرين والتي بدأ بالإنتشار الواسع وتأثيره الفعلي بعد فض الإعتصام المركزي بضرب ميدان الشهداء حيث أصبح التويتر الأكثر انتشاراً بين الناس للتواصل مع بعضها ولنشر أخر الأخبار والمستجدات.
وقد مرت هذه العلاقة بمراحل عدة بدأت بالإستخدام العشواي وإستباق الأخبار بالكوبي بست حتى تطور العمل ونُشرت ثقافة التوب تويت والترند العالمي من خلال حملات إعلامية تهدف لنشر مظلومية الشعب وما يقع عليه من إنتهاكات وكذلك الترويج لفعاليات ميدانية ..الخ، وكان ذلك شي إيجابي للثورة ونعمة من الله علينا إلا إن إستخدامنا الغير سليم للتويتر بدأ بتحويل النعمة إلى نقمة وبات ينتج سلبيات كثيرة أثرت بشكل مباشر على الحراك الثوري في الميدان وإمتصاص غضب الثوار وسأطرح هنا بعض الأمثلة.

١-حملة المظلومية : لا ينكر أحد بان هذه الحملات مطلوبه ولها إبجابياتها الإعلامية والنفسية للمظلوم وذويه ولكن لا يجب أن تكون هي شغلنا الشاغل متناسياً ضرورة توجيه حملات تهدف للتثقيف الثوري من خلال المقاطعة والعصيان المدني على سبيل المثال وبث روح الحماس وشحذ الهمم بدل سياسة التباكي التي تحبض وتقلص الحراك الثوري في الميدان.

٢-الفلورز : تجد البعض همه الأكبر هو زيادة عدد متابعيه فتجده لا يتوقف عن الكوبي بست ليحصل على سبق صحفي أو طلب الدعم بسبب وبدون سبب فتجد تغريداته في طلب الدعم أكثر من تغريداته التي تخدمة الثورة وكاننا في سباق (ضيفني وأضيفك) مبتعدين عن الهدف الحقيقي للثورة حتى إن بعض شعارات الثورة الرئيسية قلة كثيراً في الأيام الأخيره ومنها شعار يسقط حمد والشعب يريد إسقاط النظام.

٣-التوب تويت والترند: حملات التوب التويت تكاد لا تتوقف يومياً لما هو مهم وما هو ليس بمهم حتى إني أتذكر بأن شخصاً كان يطلب من المغردين إيصال تغريدة "شعار" إلى التوب! واخر يطلب إيصال جملة أو صورة عادية!! وكان النظام قد نجح بإدخالنا في حرب وهميه أسمه التوب والترند اذا نجحنا فيها فكاننا قد حققنا إنتصار ميداني كبير! نعم علينا أن لا نبالغ بهذه الأمور ونعطيها أكثر من حجمها كما علينا التقليل من التباكي للخارج فهذه السياسة لم تجلب لنا من المنظمات الدولية إلا التعبير عن "القلق" لا أكثر! وبدل ذلك فلنعمل على نشر ثقافة #خذ_حقك_بيدك فالعالم لا يحترم إلا القوي.

٤-تنفيس الغضب: بدل أن يكون التويتر وسيلة للتهييج وشحذ الهمم والدعوة لفعاليات ميدانية بات الكثير ينفس عن غضبه من خلال التغريد والتوعد والتهديد متخذ التويتر بديل عن الميدان فبدل أن ينزل للميدان ويحث غيره على ذلك تجده يغرد لمدة ساعتين وثلاث حتى يسكن من روعه ويذهب غضبه تدريجياً مع كل تغريدة غاضبة (وبعدين ما كأنه في شي حصل ويا دار ما دخلش شر والأمور طيبه واحنه بخير!).

لا اطالب بالتوقف عن التغريد ونشر المظلومية أو حملات التوب تويت والترند والدعم والسبام ..الخ فإنا مغرد ايضاً وأشارك في هذه الإمور ولكن عليك أن تكون ثائر مغرد وليس مغرد ثائر بمعنى أنهُ ليس من المعقول أن تكون ردت فعلنا على سقوط شهيد أو إنتهاك عرض مؤمنة هو حملة تغريد فقط هدفها الترند أو التوب تويت! واذا كانت هناك حملة فالتكن حملة تروج لعمل ميداني مزلزل إذ علينا أن لا نجعل النظام ينجح بتحويل ثورتنا من ميدانية إلى تويترية فليبقى التويتر وسيلة تخدم الثورة وليس هو الثورة فإن أصبح كذلك فحينها سنعض أصابعنا ندماً حيث لا ينفع الندم .. فحذارِ حذارِ من نقمة التويتر.


خادمكم
@AboMohd_BH
٢٥يونيو ٢٠١٢

مدونتي
http://abomohdbh.blogspot.com/