منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عندما يبكي الرجال (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=93985)

محروم.كوم 04-30-2009 10:50 PM

عندما يبكي الرجال
 
الفنانة، رسامة الكاريكاتور الملتزمة، الفلسطينية، امية جحا، تكتب في هذا المقال، ظروف استشهاد زوجها
http://www.bokra.net/images/news2008/14302009110952.jpg

أمسك بيدي بقوة وسالت دمعة على خده - وكنت طوال عهدي بزوجي الذي قارب الأربع سنوات لم أره يذرف دمعة واحدة إلا مرتين ،الأولى عندما استشهد أخوه الصغير محمد قبل عام ونصف تقريبا...والثانية عندما أخذ يسرد لي أسماء من استشهد من رفاقه في الحرب على غزة وأسماء من سبقوه من رفاق قبل الحرب، وقال: لقد اشتقت للرباط يا أمية وفي الصفوف الأمامية كما كنت دوما..

قلت له: لا شك ستعود قريبا يا حبيبي ..و تقاتل الأعداء بسلاحك...وستلقى الله شهيداً بعد عمر طويل وحسن عمل بإذن الله..فأنا ما ارتضيت إلا أن أتزوج برجل مجاهد في سبيل الله.

قال بصوت ضعيف: ماذا سترسمين غدا؟

قلت: الأخبار تتحدث عن عودة جولات الحوار والمصالحة الوطنية في القاهرة.

صمت...و شد على يدي ...وأغمض عينيه ونام...

دقائق معدودة وفتح ممرض باب الغرفة وقال: موعد الإبرة!

فتح وائل عينيه .. و رسم ابتسامة على شفتيه وقال للممرض: ألا يوجد إبرة بطعم الدجاج؟

ضحك الممرض وقال وهو يمسح موضع الإبرة: ان شاء الله تشفى قريبا وتعود لتأكل كل أصناف الطعام.

غادر الممرض الغرفة وأقفل الباب.

قال وائل:" ماذا حدث بموضوع السفر للعلاج في الخارج؟

قلت:" الإجراءات من الجانب الفلسطيني تمت ...ولم يبق سوى معبر رفح!

ضحك متوجعاً: أليس هو المعبر ذاته، الذي أقفل في وجهنا قبل عام و نصف، وأبقانا عالقين في مصر حوالي تسعة أشهر!!!

ضحكت بمرارة وقلت: بلى..هو ذاته!

ثم قال بحزن: رسمت كثيرا عن معبر رفح، و معاناة المرضى و المحاصرين و العالقين...ولم يدر بخلدك يوما ان ينضم زوجك الى قافلة المرضى الذين ينتظرون فتح المعبر!!!

قلت: الحمد لله رب العالمين في السراء و الضراء...قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا!

صمت من جديد....

وأخذ يتحسس مكان الجرح الغائر في بطنه...

ثم قال: ليتها كانت رصاصة صوبها نحوي صهيوني وانا أقاتل

ثم أغمض عينيه... ولكن ليس لينام هذه المرة...!

بل كان يجاهد، ليمنع الدموع ان تسيل.
كنت أرى عراك جفنيه وارتعاشة أهدابه، بينما لم يقو جفناي ان يصدا سيل الدموع الجارف.

كنت أبكي بصمت.... و أنتحب بلا صوت!

قال و لا يزال مغمض العينين: كلها ابتلاءات من الله يا أمية ...وعسانا نكون من الصابرين و المأجورين، ثم أمسك بيدي وشد عليها بقوة، ثم نام!

كان متعبا جدا... وكنت حريصة ان يحظى بقسط من النوم و الراحة.... وكنت أوقن ان قبلتي التي طبعتها على جبينه عندما هممت بالخروج من المشفى لن توقظه!

آثرت ان امشي...

شوارع عدة مررت بها..كانت خطواتي سريعة بسرعة دقات قلبي الموجوع لحال زوجي...

كنت أبكي بحرقة وكادت الدموع تخفي عني معالم الطريق...

لم يكن يهمني من أنا و من اكون..

ولم يكن يهمني إن كانت عيون المارة ترمقني، كل ما كان يهمني ولا يزال.... أني زوجة... لا تريد ان تفقد زوجها بسبب الحصار
أليس فتح الطرق والمعابر.. وإنهاء الحصار... وإعادة حقنا في العيش بحرية وكرامة ... وحقنا في السفر والتنقل... وحقنا في العلاج..... وحقنا في التعليم ... أولى من فتح الطرق والمعابر لجولات حوار...ثبت أنها لا تشفي من سقم و لا تسمن من جوع!!

http://www.bokra.net/images/news2008/24302009110952.jpg


الساعة الآن 02:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227