غريبٌ أمر هذا الشعب!!
 

غريبٌ أمر هذا الشعب!!

غريبٌ أمر هذا الشعب، طيبٌ طيّع.. تكسبه بكلمة ود وتهدؤه بوعد براق.. قبل الإسلام طوعا كما قبل الإستعمار طوعا، وحَكمهم غزاة أتوا من خارج البلاد لأكثر من قرنين وربع القرن من الزمان! متواضع في مطالبه، يقدم شبابه شهداء في سبيل (برلمان مزيف!) ثم يصدق وعود حاكمه ويقوم بالتوقيع على ميثاق الخديعة ويمنح غزاته (آل خليفة) سلطة مطلقة ويثبتهم ملوكا عليه إلى ما لا نهاية!

غريبٌ أمر هذا الشعب، يكتشف اللعبة فيظل قابلا بالبرلمان المزيف العقيم فيدخل تحت قبته، ويتواصى بالدخول فيه.. وينصاع لقانون الجمعيات الجائر ويوبخ بعض أحراره على عدم الرضوخ!

غريبٌ أمر هذا الشعب، عاصمة ثورته "سترة" يحملون سيارة قاتل شهداءهم على أكتافهم ويهتفون به لمجرد وعد كاذب وخديعة سرعان ما اتضحت حقيقتها. لم يثور إلا بعد عقد من الزمان ولكنه لا يزال يحمل شعاراته الأكثر تواضعا (إصلاحات)! فيُقتل ويذبح ويسجن وينكل به ويعتدى على مقدساته وعرضه وماله ورموزه ويضرب في أقدس ما يملك بأقذر الأفعال! ومع هذا يبقى مطالبا بنفس المطالب (برلمان+إصلاحات)!

يؤتى بشراذم الأرض ويمنحون الجنسية والسكن والوظيفة ويظل هذا الشعب مهمشا يذبح على أيديهم.. ويبقى ولايزال يطالب بإصلاحات ولا يرقى بصره إلى أكثر من عجوز لم يبق من عمره شيئا ويكتفي بالمطالبة بتنحيه ناسيا رأس العصابة!

غريبٌ أمر هذا الشعب، مر عام ونصف العام ولا يوجد منكرا لم يفعلوه بحقه ولازال يقدم الشهداء ويريد ان يقاوم العصى الأمنية بتقديم الورد إلى المرتزقة الذين جُلبوا لقتله وينادي "سلمية..سلمية"!

غريبٌ أمر هذا الشعب، تأتي عائلة واحدة وتتحكم فيه إلى يوم الناس هذا بالحديد والنار.. فيسمونها "الأسرة الكريمة" و يسمون شهداء أنفهسم "فقداء" و يسمون كذبة القتلى من مرتزقة هذه العائلة المجلوبين لذبحهم "شهداء"!

غريبٌ أمر هذا الشعب، قدم القرابين والتضحيات على طريق القدس وكربلاء وطهران ولبنان ومصر وتونس واليمن وليبيا.. فتخلوا عنه ساعة المحنة.. فرعاة القدس اعتبروا ثورته طائفية، ودعاة كربلاء منعوا التظاهرات المؤيدة له، ومن لبنان وطهران لم ير شيئا سوى تصريحات سياسية أضرت بهم أكثر مما نفعتهم.. وإذا كان هذا من أولئك فماذا عساي أن أقول عن مصر وتونس واليمن وليبيا؟!

غريبٌ أمر هذا الشعب، اجتاح أرذل الخلق (السعودية) أرضه وداسوا مقدساته وكرامته وهتكوا أعراضه واحتلوا بلاده.. ولازال هناك من يخرج منهم ويقول بأن (السعودية) هي "محور" وأنها "شقيقة" بل ينّكس علَمه وعلم الوطن في عزاء الهالك الذي هو خلف كل هذه التجاوزات ضده!

غريبٌ أمر هذا الشعب، جيَّش النظام جيوش ظلامه فأحرقوا المصاحف وهدموا المساجد وسووا الحسينيات والمضائف بالأرض، ورموا الزجاجات الحارقة على دور العلم والعبادة.. ولازال حتى الآن لم يبدر منه ردة فعل تأديبية لردعهم!

أنا حائر.. فأبلغوني:
هل هذا كله قوة أم ضعف؟ طيبة أم بساطه؟ سلمية أم إستسلام؟!
إن كانت هي الأكثرية، فمن الذي أغواها ومسخها عن فطرتها الإلهية التي فطرها عليها؟!
وإن كانت هي الأقلية فهل تغلب الشجاعةُ الكثرةَ يوما أم أننا سنظل شعبا "طيب الأخلاق" إلى حد الضجر؟!